»الفنانون» بشر مثلنا تماماً... ولكنهم يختلفون عنا فقط في أنهم تحت الأضواء فالصحافة ووسائل الإعلام تسعي إليهم تكتب عنهم تلتقي بهم تحاورهم فهم مادة محببة للجمهور خاصة حينما يبدعون ويمتعوننا بأعمال جميلة...في بداية مشوارهم يلهثون وراء الصحافة لتكتب عنهم وتقدمهم ويحاولون البحث عن فرصة في التلفزيون او السينما او المسرح وقد يبدأ بعضهم ككومبارس وهذا ليس عيباً بالطبع أو جرحاً لهم، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فإذا كان هذا الفنان أو الفنانة موهوبا لانطلق وأصبح نجماً يشغل مساحات نشر في الصحافة ووسائل الاعلام المختلفة ومن ثم يبدأ الغرور يركبه فإذا اتصل به صحفي لا يجيبه وقد يكون هذا الصحفي قد سانده في بدايته وقدمه لمخرجين وإذا التقي به صدفه في مناسبة ما وأصبحا وجهاً لوجه يقول له الفنان أصلي باصور حلقات ومشغول وقد يتطرق لقوله: الحياة مراحل !! بل إن بعضهم يقول تعاملوا مع مدير أعمالي ! وسبحان مغير الأحوال فبعد أن كان أو كانت يلهث وراء الصحافة كي تلمعه أصبح في برج عاجي وإذا انتقدته الصحافة يتواصل معها ويروح عنه غروره. فنانو هذه الأيام غير فناني الزمن الجميل الذين كانوا يحرصون علي التواصل مع أهل الصحافة والثقافة بينما الآن هم ينهلون من الزاد المادي وبس..! ذات يوم ذهبت بناء علي موعد مع مؤلف متميز للقاء فنان أحبه وأقدره ذهبنا نخبره بترشيحنا له لمسلسل فاستقبلنا بوجه بشوش وابتسامة جميلة حقاً وقبل أن نتحدث عن النص قال بعفوية »أنا باخد أجر كذا ».. وطبعاً كان الرقم الذي طلبه مبالغ فيه فشكرناه وذهبنا.. لقد ظلوا يرفعون أجورهم مرات حتي بات الإنتاج الدرامي يتناقص ويتناقص واضطر معظمهم لخفض أجره طواعية كي يواصل المسيرة وقبل أن تنقشع عنه الشهرة ويتواري عن الأضواء..أتمني ان يتعلم نجومنا من نجوم الزمن الجميل. فما سيخلد هو الفن وليس المال أو الغرور..!