أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي اعتزام مصر تسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك وتحقيق مردود إيجابي ملموس، من واقع الاحتياجات الفعلية لدول وشعوب القارة، من خلال التركيز علي عدد من الأولويات الرئيسية التي تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية، وعلي رأسها صياغة تصور متكامل لمشروعات الربط والبنية التحتية القارية. جاء ذلك خلال المباحثات الثنائية التي عقدها الرئيس السيسي أمس مع نظيره الغيني ألفا كوندي، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك علي هامش زيارة الرئيس إلي جمهورية غينيا. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس الغيني رحب بزيارة الرئيس التاريخية، لكونها أول زيارة لرئيس مصري إلي غينيا منذ أكثر من خمسة عقود، وأشار إلي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وضرورة العمل علي تطوير مختلف أطر التعاون المشترك خاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري، لا سيما من خلال متابعة النتائج المثمرة التي أسفرت عنها المباحثات المعمقة التي تمت خلال زيارته إلي مصر في مايو. وأثني الرئيس »كوندي» علي الدور المصري المحوري والنشط في عمقها الاستراتيجي في أفريقيا، خاصةً مع انطلاق الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، وأكد حاجة القارة إلي تعظيم مصر انخراطها الإيجابي والفعال في معالجة مختلف الشواغل الأفريقية، لا سيما المتعلقة بقضايا السلم والأمن والتنمية، لما لها من ثقل وتواجد مؤثرين علي الساحتين الإقليمية والدولية. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب خلال المباحثات عن سعادته بزيارة غينيا، وأشاد بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنوع مجالات التعاون المشترك بينهما، وأكد عزم مصر علي تطوير آفاق التعاون مع غينيا، في ضوء الاهتمام مصر بمد جسور التعاون مع الجانب الغيني بهدف تعزيز التنمية والاستقرار والبناء، واستثماراً للرصيد التاريخي الممتد بين البلدين، مع الدفع نحو عقد الدورة المقبلة من اللجنة المشتركة بين الجانبين في سبتمبر القادم علي مستوي وزيري الخارجية. وأكد الرئيس اهتمام مصر بالارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية مع غينيا، بما يساهم في دفع التكامل الإقليمي والأفريقي، فيما يتعلق بالتجارة البينية وتحقيق هدف منطقة التجارة الحرة الأفريقية، كما أوضح تطلع مصر للمساهمة في تطوير جامعة »جمال عبد الناصر» بكوناكري لتكون منارة تعليمية وثقافية، ليس فقط للشعب الغيني ولكن للقارة الأفريقية ككل. كماأشار الرئيس إلي حرص مصر علي مواصلة تقديم الدعم الفني للأشقاء الغينيين في مجال بناء القدرات وتدريب الكوادر في مختلف التخصصات، خاصةً الامنية والعسكرية، وذلك في إطار بروتوكول التعاون العسكري الموقع بين البلدين في نوفمبر وأعرب عن التطلع الي أن يمثل ذلك البروتوكول انطلاقة في مجال التعاون المشترك خلال المرحلة المقبلة. وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات بين الرئيسين تطرقت كذلك إلي موضوعات الطاقة في أفريقيا، في ضوء تولي كوندي مهمة تفعيل المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، حيث أكد الرئيس مساندة مصر للرئيس »كوندي» ولجهوده في هذا المجال، لإنجاح المبادرة في تحقيق الأهداف المرجوة منها، بما ينعكس إيجاباً علي مساعي التنمية بالقارة. كما تم تناول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها سبل الارتقاء بدور وفعالية الاتحاد الأفريقي في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد، حيث أعرب الرئيس الغيني عن دعم بلاده الكامل لمختلف التحركات المصرية في هذا الإطار. وأضاف السفير بسام راضي أن المباحثات شهدت التوافق حول ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي للعمل علي صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة، خاصةً في منطقة الساحل، من خلال رؤية جماعية لمواجهة التحديات المتعلقة بانتشار بؤر الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة. وقد شهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع علي عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والرياضة، والإعلام، والتجارة.