سياسة »خليها» أصبحت هي لغة المواطن العنيدة أمام تحديات الأسعار المغالي فيها سواء غذائية أو خدمية! ولكن هذه السياسة تصلح في التعامل مع الأعداء وليس بين الأهل ومواطني الدولة وتصلح بشكل مؤقت لارغام التجار والباعة بتخفيض أسعارهم حتي تدور عملية الانتاج والاستهلاك. مازالت الحكومة تتفرج علي هذه الحملات »خليها» دون أية مشاركة منها في حل الأزمات فارتفاع الأسعار -رغم انخفاض قيمة الدولار- والخدمات مازال قائما ومازالت هناك جولة ارتفاع أخري بعد زيادة الأجور والمعاشات في يوليو القادم بخلاف ضرائب القيمة المضافة علي بعض السلع فهل يصمد المواطن أمام هذه التحديات خاصة وأنها تنعكس سلبا علي أسعار الخضار والفاكهة بسبب النقل. ان الاحساس الذي يصاحب »خليها» أيا كانت المقاومة لارتفاع سعر السلع أو البنزين يؤكد أن المواطن حريص علي الحياة الكريمة ويملك إرادة المقاومة والرفض تحت مسمي »خلي العند صاحي» ولكن ماذا بعد »خليها» هل يتسرب اليأس إلي نفسه لأنه يكافح وحده الاحتكار وجشع التجار كما أن الحكومة أيضا ترفع الدعم رويدا رويدا علي الخدمات وهي تعد بمثابة سلع ضرورية للحياة. اعتقد أن نفسية المواطن بعد سياسة العند بعدم الإقبال علي شراء السلع وهي كثيرة أو طلب الخدمات سوف تنهار ويفقد حتي الإحساس أنه في حاجة إلي هذه السلع والخدمات وربما يصاب باكتئاب خاصة أن هناك حالات من الانتحار وقتل الأولاد لأسباب تتعلق بعدم تلبية احتياجات الحياة فهل نحن مقبلون علي هذه الحالة المتردية للنفس؟!