مع اقتراب الذكري الأولي لبدء احتجاجات »مسيرات العودة» علي حدود قطاع غزة في 30 مارس الماضي يشهد القطاع حالة من الترقب والحذر الشديد تحسبا لتصاعد التوتر مجددا مع إسرائيل بعد سقوط صاروخ من غزة قرب تل أبيب مما أسفر عن إصابة 7 إسرائيليين بينهم ستة من أسرة واحدة. ووقع الهجوم فجر أمس علي بلدة مشميريت التي تقع علي بعد 20 كلم شمال تل أبيب مما أدي إلي تدمير منزل بالكامل بالإضافة إلي وقوع أضرار بالغة بمنزل آخر وسيارات. واتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة حماس بالمسئولية عن إطلاق الصاروخ من منطقة رفح، مما يزيد خطر اندلاع مواجهات جديدة بين الطرفين قبيل إجراء الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 9 أبريل المقبل. وقال جيش الاحتلال إنه سيرسل كتيبتين إضافيتين ووحدات مدرعة إلي غزة بالإضافة إلي استدعاء مجموعات من جنود الاحتياط. وأضاف الجيش في بيان إنه تم إغلاق المعابر مع القطاع أمام حركة الناس والبضائع وكذلك إغلاق حركة الصيد في البحر أمام الصياديين الفلسطينيين. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي »بنيامين نتنياهو» قطع زيارته الحالية إلي الولاياتالمتحدة حيث يلتقي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقرر نتنياهو العودة إلي إسرائيل ملغيا خطابا كان من المقرر أن يلقيه خلال المؤتمر السنوي ل»لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية» (إيباك)، أكبر مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في واشنطن. وقال نتنياهو »قررت بسبب الأحداث الأمنية أن أختصر زيارتي إلي الولاياتالمتحدة. سألتقي الرئيس ترامب لبضع ساعات وأعود بعد ذلك إلي إسرائيل للإشراف عن قرب عن العمليات». وأضاف »سنرد بقوة». وفي المقابل، لم تعلن حماس أو أي جهة في غزة مسئوليتها عن الهجوم. وقالت مصادر مقربة من حركة الجهاد الإسلامي إن هناك قرارا لدي كتائب عز الدين القسام، جناح حماس العسكري، وسرايا القدس بالتصعيد وفقا لحجم الرد الإسرائيلي. وحذرت حركة الجهاد »العدو الصهيوني من ارتكاب عدوان علي غزة.. يجب أن يدرك قادتهم أننا سنرد بقوة». وتثير التطورات الجديدة المخاوف من اندلاع حرب جديدة لا يمكن توقع نتائجها، خاصة وأنها المرة الأولي التي تتعرض لها تل أبيب لمثل هذا الهجوم منذ حرب 2014 مع حماس. وتحقق إسرائيل في فشل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية للدفاع الجوي في اعتراض صاروخ سقط علي ميشميريت التي تبعد بأكثر من 80 كلم عن غزة، وهي مسافة نادرا ما وصلت إليها الصواريخ التي تطلق من القطاع. وقد ألغي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني زيارة كانت مقررة أمس إلي رومانيا، ردا علي موقف رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا بشأن عزمها نقل سفارة بلادها في إسرائيل إلي القدسالمحتلة. وقال الديوان الملكي في بيان »إن الملك قرر إلغاء زيارته إلي رومانيا، نصرة للقدس».