دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي المجتمع الدولي إلي وضع آلية فعالة لمواجهة انتقال المقاتلين الاجانب الي مناطق اخري بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي، وأشار إلي أن دولة العراق الشقيقة واجهت صعوبات بالغة ، وأكد انه لمس ارادة سياسية وعزما حقيقياً لاستكمال بناء عراق جديد يفتح ذراعيه أمام جمع ابنائه ، وتعزيز العلاقات في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية بين العراق ومصر والدول العربية.. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده أمس مع رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي عقب مباحثاتهما بقصر الاتحادية.. وجاء نص كلمة الرئيس في المؤتمر كالتالي: السيدات والسادة، اسمحوا لي أن أتوجه بالعزاء للشعب العراقي والحكومة العراقية في حادث غرق العبارة في الموصل، ونؤكد تضامن مصر وشعبها مع العراق في مصابه الأليم. اسمحوا لي في البداية، أن أُرحب بضيفي الكريم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أخاً كريماً وضيفاً عزيزاً علي مصر، وأن أنقل له تحية وتقدير الشعب المصري لجمهورية العراق الشقيقة حكومة وشعباً. كما أود أن أُجدد التهنئة لرئيس الوزراء علي توليه مهام منصبه، وأن أعرب عن اعتزازي وتقديري لاختياره مصر لتكون أولي زياراته الخارجية، الأمر الذي يعبر عن المكانة الغالية التي تحتلها مصر لدي العراق، ويعكس بالمثل الاهتمام البالغ الذي توليه مصر لعلاقاتها المتميزة مع العراق، وهو ما ليس بغريب علي البلدين، في ضوء العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بينهما منذ قديم الأزل، فتلك الروابط والعلاقات الوطيدة تستند في تميزها وخصوصيتها إلي حقائق الجغرافيا والتاريخ المشترك، بحكم الانتماء الواحد لأمتنا العربية، والمساندة المتبادلة بين البلدين لبعضهما البعض في أوقات الشدائد. تأتي زيارتكم إلي مصر، توثيقا لعلاقات بلدينا المتميزة، وتأكيداً لرغبتنا المشتركة في إرساء دعائم عهد جديد لمسيرة التعاون والتنسيق فيما بيننا، والبناء علي ما لدينا من مشتركات ومصالح متبادلة للانطلاق نحو تعزيز العلاقات الثنائية علي مختلف الأصعدة، بما يحقق طموحات البلدين والشعبين الشقيقين في مزيد من النمو والازدهار والرخاء. مناسبة طيبة كما تُعد تلك الزيارة مناسبة طيبة، لنحتفل معاً بما حققه العراق حتي الآن بسواعد أبنائه من مختلف فئاته وأطيافه من انجازات في سبيل تحقيق أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وتحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي بعد سنوات طويلة واجه العراق خلالها تحديات جسيمة وظروفاً بالغة الصعوبة. وأود هنا أن أشدد علي ضرورة استكمال الجهود العربية والدولية، لمحاربة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، فلا سبيل للقضاء علي هذا الوباء اللعين إلا بالمواجهة الشاملة، بما في ذلك التصدي بحزم لكل من يدعم الإرهاب والتطرف بالمال أو السلاح، أو بتوفير الملاذ الآمن له أو حتي التعاطف معه. كما أدعو المجتمع الدولي، لوضع آلية فعالة للتعامل مع ظاهرة انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب من مناطق النزاع وانتشارهم في باقي دول المنطقة، باعتبارها إحدي توابع ظاهرة الإرهاب، التي باتت تؤرقنا جميعاً بعد النجاح في دحر تنظيم داعش الإرهابي. لقد لمستُ وبحق في نقاشاتي مع رئيس الوزراء العراقي، إرادة سياسية وعزماً حقيقياً لاستكمال جهود بناء عراق جديد قوي وواعد يفتح ذراعيه لأبناء الوطن كافة، ولتحقيق مزيد من الانفتاح تجاه تعزيز العلاقات مع مصر وكل الأشقاء العرب، وتطوير علاقات التعاون والتكامل الاقتصادي فيما بينهم. وانعكست تلك الروح الإيجابية في اجتماعي مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حيث اتفقنا علي أهمية تنسيق المواقف فيما بيننا حيال الشأن الإقليمي الراهن، ومختلف الأزمات التي تعاني منها المنطقة، لاسيما مع قرب انعقاد القمة العربية المقبلة في تونس نهاية الشهر الجاري. كما احتلت موضوعات التعاون الاقتصادي أولوية متقدمة، انطلاقاً مما لدي البلدين من قدرات، ورغبة في الاستفادة من الإمكانيات والخبرات المتاحة علي الجانبين في مختلف المجالات، ولاسيما الاسهام في إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة، في ظل وجود العديد من الشركات ورجال الأعمال المصريين الذين سبق لهم العمل بالسوق العراقي، إلي جانب تجربة مصر في إقامة مشروعات قومية كبري في الآونة الأخيرة، وذلك علي أسس المنفعة المتبادلة والمتوازنة، وآخذاً في الاعتبار وجود آفاق واسعة، تمكن الدولتين من تحقيق طفرات اقتصادية في المستقبل بالتعاون مع أشقائنا العرب، وسيكون هذا الأمر محل نقاش واسع مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال قمتنا الثلاثية اليوم. واتفقنا في هذا السياق، علي ضرورة تفعيل آليات التعاون الثنائي القائمة بيننا بالفعل، وفي مقدمتها البدء الفوري في التحضير للجنة العليا المشتركة بين البلدين المنتظر عقدها في بغداد برئاسة رئيسي الوزراء، وتبادل الزيارات رفيعة المستوي علي الجانبين، ومتابعة ما سوف تسفر عنه من توصيات ومشروعات محتملة للتعاون لوضعها موضع التنفيذ. وختاما، اسمحوا لي أن أجدد ترحيبي برئيس الوزراء العراقي معرباً عن تطلعي لمواصلة العمل معه، ومع الرئيس برهم صالح رئيس جمهورية العراق، من أجل تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين بلدينا، وتعزيز التعاون والتحرك المشترك إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، بما يحقق الخير والنفع لصالح شعبي البلدين وأمتنا العربية كافة. مشروعات مع مصر ومن جانبه أكد رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي ان بلاده تتطلع الي تنفيذ عدد من المشروعات القادمة مع مصر في مختلف المجالات علي رأسها التعاون في مجال الاسكان والثقافة والتعليم والنقل مبديا أمله في تطور العلاقات بين البلدين الي الافضل دائما . وقال عبد المهدي ان زيارته لمصر تعد الأولي له منذ توليه منصب رئاسة مجلس الوزراء العراقي ولها دلالاتها التي تنم علي اهمية مصر في قلب قيادة وشعب العراق مشيدا بحفاوة الاستقبال الذي حظي بها خلال زيارته الي مصر.. وأبدي سعادته لوجود رغبة وارادة مشتركة لقيادتي وشعبي البلدين للمضي قدما في تعزيز العلاقات وتطويرها في كافة المجالات. وأضاف عبد المهدي ان المباحثات مع الرئيس السيسي تناولت سبل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات ونقلها الي رحاب أوسع مع مصر ودول الجوار مشددا علي ان مصر هي الشقيقة الكبري للعراق.. وقال »ان العراق اليوم صديق لدول العالم ودول الجوار ولا يرغب تكرار الصراعات والمحاور السابقة » مشيرا إلي أن العمل، وبذل الجهد هو اساس بقاء الشعوب والمحافظة عليها .. وأضاف ان العراق واجه الإرهاب مشددا علي ان الإرهاب فكر ممنهج وليس منظمة ويجب القضاء عليه وتجفيف منابعه .. وأوضح أن العراق انتقل عبر مراحل كثيرة حتي حقق الاستقرار ودحر الإرهاب ونحاول ان نبني مع الدول الشقيقة حتي نعطي لشعوبنا رسائل طموحة نحو مستقبل افضل كما قال رئيس وزراء العراق اننا نتطلع الي لقاء القمة الثلاثية اليوم مع مصر والأردن من اجل تنظيم للعلاقات وتعميقها ونقلها الي رحاب أكبر.. وأضاف أن بلاده عازمة علي مواصلة الدور الايجابي لبناء علاقات قوية مع الدول العربية والاقليمية وفي مقدمتها مصر .. وأكد انه لا يوجد لديه أعداء سوي الإرهاب والفقر والأمية والبطالة، مثمنا حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي حول ضرورة بذل الجهد والعمل لبناء الأمم .