ندوة رائعة تلك التي نظمتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة أمس تحت اسم يوم الشهيد، اليوم الذي نعتز به جميعا فهو اليوم الذي قدم فيه البطل الفريق عبد المنعم رياض الذي كان رئيسا لأركان القوات المسلحة دمه وروحه فداءً لمصر في بطولة نادرة، فلم يكن خلف جنوده ولكنه كان يتقدمهم علي نقطة المعدية 6 بالإسماعيلية ليتابع قصف المدفعية لنقط العدو الإسرائيلي في بداية حرب الاستنزاف وهو موقع لا يبتعد أكثر من 150 مترًا هي عرض مياه القناة. لم يخش الموت فقدم نموذجا من الشجاعة ليس غريبا عن العسكرية المصرية عبر العصور وحتي الآن ونحن نواجه خطر الإرهاب الأسود الذي في رأيي أكبر من خطر إسرائيل التي كنا نعرف وندرك حجمها وقوتها، أما عدونا الآن فهو مجهول تتكاتف فيه قوي الشر الداخلية والخارجية بهدف واحد هو القضاء علي مصر والمصريبن دون رحمة ولا هوادة. كلمة الرئيس السيسي المرتجلة في الندوة أكدت أن مصر أمانة في رقاب أبنائها ضباط وجنود شرطة وجيش وقبلهم الشعب الذي عليه أن يدرك أننا قدمنا التضحيات ومازلنا من أجل ألا تنكسر مصر وإلا يصبح مصيرها كمصير من حولنا من الدول التي أجهز عليها الإرهاب وكان تحذير الرئيس لنا جميعا من حرب الشائعات التي لا تستهدف إلا التأثير علينا بادعاء الأكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتي ينهار الشعب، آلاف الأكاذيب التي تبث كل يوم علي غير الحقيقة والتي تستهدف نشر الفتن والتشكيك في مصر وقيادتها وجيشها وشرطتها ومحاولة التأثير علي المصريين للثورة علي الأوضاع، صحيح أن الرئيس أكد أن التحديات كبيرة وعظيمة ولكنه أيضا أكد أننا بفضل الله أتممنا حل مشكل الكهرباء ووفرنا وحققنا الاكتفاء الذاتي من الغاز وحققنا إنجازا هائلا في إقامة شبكات هائلة من الطرق علي مستوي الجمهورية وسنسعي لحل كل مشاكلنا التي تراكمت علينا علي مدي السنوات السابقة رغم الشائعات ورغم الإرهاب الذي لازال يهددنا ولكننا بصمودنا استطعنا تحجيمه بفضل دماء أبنائنا الذين يقدمون أرواحهم من أجل أن تبقي مصر، وكم كان الرئيس واضحا أننا من 6 سنوات ننزف الدماء جيشا وشرطة وشعبا فالجنود يموتون في المواجهات ولكن هناك من استشهدوا في المساجد والكنائس وسالت دماؤهم، ودلل الرئيس كم من المؤامرات حيكت لتدمير مصر بداية من أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء ولولا القوات المسلحة ووعي الناس لنجح مخطط الإرهاب. مطالبة الرئيس للناس بالوعي وعدم الانسياق وراء الشائعات يجب أن تكون هي شعارنا الأساسي من الآن علي كل واحد منا أن يدرك أننا مستهدفون وقوله إن وعي المصريين جنبنا الكثير خلال المرحلة الماضية ومعه حق الرئيس وهو يطالب كل أم وأب أن يوجهوا أبناءهم لحب الوطن وأن يغرسوا روح الانتماء وألا يتركوهم فريسة للشائعات أو لقمة سائغة للأفكار الإرهابية التي يروجها بعض المأجورين مع الأسف من من يحملون الجنسية المصرية وهي منهم بريئة. مصر تقف الآن علي أرض صلبة بفضل تضحيات الشهداء من أبنائها وستعبر المستحيل بإذن الله بيد تحمل السلاح ويد أخري تمتد بالبناء دولة لا مكان فيها للخائن أو المهمل وحسنا ما أعلنه الرئيس من أنه لا مكان في أجهزة العمل بالدولة لمتعاطي المخدرات حتي لا يقع حادث كما حدث في محطة مصر الذي راح ضحيته 20 من الضحايا الأبرياء غير عشرات المصابين، القرار الجرئ كان مطلبا لوقف التسيب تماما كما تخوض الدولة معركة الفساد بمعرفة الرقابة الإدارية. كل التحية للشهداء الذين بتضحياتهم نعيش في أمن وأمان. ولكل أم وأب وزوجة وابن وابنة فقدوا شهيدا شكرًا، أنتم وما قدمه أبناؤكم تاج علي رأس مصر.