»يابخت من وفق راسين في الحلال».. هذا المثل الشهير الذي كان يطلق علي كل من يجمع بين زوجين أو يكون سبباًَ في بناء أسرة جديدة، وكانت »الخاطبة»هي الوسيلة الوحيدة التي تعتمد عليها العائلات قديماً، فتتجول من منزل لآخر وفي يدها مجموعة من الصور لشباب وفتيات العائلات المختلفة، لمحاولة جمع الزوجين المناسبين معا لتكن تلك الطريقة هي الأصدق للاهل في اختيار النسب المناسب لهم.. ومع تغير الزمن وانفتاح المجتمع اصبح التعارف له اشكال أخري من بينها الاندية والجامعات وأماكن العمل، لكنها لم تعد تكفي، فظهر التعارف عن طريق الشبكة العنكبوتية، وبعد الكوارث التي حدثت من خلاله، بدأ مجموعة من الشباب تقنين الوضع لإطلاق »تطبيقات» رسمية مسئولة عن الجمع بين الطرفين »في النور»، وخلال فترة قصيرة زادت نسب الزيجات عن طريق تلك التطبيقات، مما دفع »الأخبار» إلي التواصل مع الأسر التي تكونت بهذه الطريقة لمعرفة الكواليس وأسباب الاتجاه لها، وعلي الجانب الآخر التواصل مع القائمين علي تلك التطبيقات لمناقشة وجهة نظرهم في تأسيس هذه المنصات. مشروعات جديدة لحل أزمة الزواج وإقبال كبير من الشباب مؤسس أحد التطبيقات : وزارة الاتصالات تبنت مشروعي ونجحنا في الوصول ل 100 ارتباط رسمي رنا: قابلت زوجي من خلال »ابلكيشن» ولم أخجل من إخبار أهلي محمد : فشلت في زواج الصالونات والتطبيق جمعني بخطيبتي الخبراء : أمر واقع لا مفر منه وتدخل الأسرة ضروري لضمان النجاح كأي فتاة كانت تحلم »رنا الزغبي» صاحبة ال 28 عاماً بفتي الاحلام، الذي يخطفها علي حصانه الابيض، وبطموح الشباب كانت تأمل ان يتميزبعدة صفات اهمها ان يكون علي خلق، صاحب مبدأ، وسيم، متفاهم ويعلم جيدا كيف يعامل المرأة ويقدرها ويحترمها، لكنها لم تجد ذلك في محيطها، فتقول رنا »في الفترة التي عجزت بها في الوصول لفتي أحلامي علي أرض الواقع.. بدأت تظهر أمامي العديد من الاعلانات الخاصة بمواقع الزواج عن طريق الانترنت وكان لدي فضول في معرفة كيف يتم التعارف وما مدي مصداقية ماينشر من اعلانات، فقادني الشغف لاجد نفسي دخلت علي أحد هذه المواقع ووضعت بعض البيانات الخاصة بي» تعارف وارتباط لم تكن رنا تتخيل أن الأمر واقعي حتي فوجئت في أحد الأيام برسالة علي التطبيق، فتوضح قائلة » بعد عدة ايام وصلتني رسالة من شخص اسمه باسم يبلغ من العمر 31 سنة يراسلني عبر البرنامج ويطلب مني التعارف بنية الزواج ولرغبتي في خوض التجربة قمت بالرد علي رسائله وتناوبنا الأحاديث في عدد من المواضيع العامة والخاصة بحياة كل منا، وبمرور الايام اصبحت اتحدث اليه يومياً تقريباً». تضيف رنا لم اكن اتخيل ان اعجب بشخص واتعلق به بهذا الشكل عن طريق مثل هذه البرامج التي كنت ارفضها رفضا قاطعا في البداية فعندما كنت اري اي اعلان لمثل هذه البرامج اقوم باغلاقها فورا، لكنني مع التجربة وجدت في باسم اشياء كثيرة كنت احلم بها في شريك حياتي، فخلال ما يقرب من السنة تدرج تعارفنا من مجرد تعارف إلي اصدقاء ليصل في النهاية للاعجاب المتبادل، وعلي الرغم من انني اسكن بالشرقية وهو بالقاهرة لكن لم تمنعنا المسافات من اللقاء والبوح بمشاعرنا. وتستكمل الزغبي لم يكن لدينا اي مشكلة في الاعتراف لاهلنا عن وسيلة تعارفنا، وبالفعل صارحنا أسرنا بعلاقتنا الإلكترونية وتقبلوا الفكرة بصدر رحب بعد مقابلة باسم وارتياحهم له والتأكد من السمعة الطيبة لكلتا العائلتين وتمت الخطوبة التي دامت لمدة سنة، تعرف اهلي خلالها علي باسم بشكل مباشر واعجبوا به وبشخصيته وعلي الجانب الاخر اقتربت من عائلته وزاد الحب والود بيننا ومرت فترة الخطوبة بسلام، بالرغم من وجود عدد من المشاكل الطبيعية والصعوبات المتوقع حدوثها، ولكن الحب لعب دوراً مهماً في تخطينا هذه الفترة بسلام. وتختتم رنا حديثها قائلة: تكللت قصة حبنا بالزواج السعيد واكرمنا الله ببذرة هذا الزواج ابننا عمر الذي يبلغ من العمر سنتين، وكلما تمر سنة علي زواجنا نتذكر اول مرة تحدثنا فيها وشريط ذكرياتنا معا، مؤكدة علي ان الانترنت حاليا يعتبر احد ابرز وسائل التعارف بل واقواها علي الاطلاق، ولكن لابد للفتاة التأكد اولا من الشخصية التي تتعامل معها. تجربة جديدة لم يكن لمحمد الوحيد 28 عاما علاقات سابقة كما أن طبيعة عمله بقطاع الخدمات العامة بشركة الكهرباء لم تتح له فرصة التعارف بهدف الارتباط، فخاض تجربة الارتباط التقليدي »صالونات» كغيره من الكثير ممن يتزوجون عن طريق ترشيحات الأهل والمعارف، لكن تجربته لم تكلل بالنجاح فلم ير توافقاً شخصياً من جانبه ومن جانب الشريكة المقترحة، لذلك قرر عدم استكمال تلك الخطوة، ليجذبه بعدها إعلان علي »الفيس بوك» لتطبيق »اخطب» الإلكتروني الذي قام بتحميله وانشاء حساب له وقرر أن يخوض تلك التجربة الجديدة. منذ نحو شهرين بدأ محمد يتفاعل علي التطبيق الذي كان يقدم له يوميا اقتراحات لشريكة الحياة، فجذبته بيانات لإحدي المستخدمات قام بارسال طلب إضافة وتواصل معها فتوافقا في الاهتمامات المشتركة والمستوي الثقافي وبعد مرور الشهرين من التعارف قرر أن يلتقي بأهلها في البيت وقام بخطبتها لتتحول الخطوة الإلكترونية إلي ارتباط جاد. يسكن محمد في منطقة حلوان بينما تسكن خطيبته صاحبة ال24 عاماً في منطقة الخصوص، ويقول »لولا التطبيق مكنتش هقابل خطيبتي في الواقع حتي لو صدفة»، ويضيف أنه باب جديد مفتوح للناس للتعارف والزواج عن حب في نفس الوقت من خلال علاقة تنشأ بين الطرفين بناء علي تفاهم وتوافق دون تدخل من الأهل ما يفسد الارتباط أحياناً. يعرف أهل محمد وخطيبته طريقة ارتباطهما لكنهما قررا ألا يبلغا المعارف والأصدقاء والأقارب الذين قد لا يتقبلون فكرة عريس أو عروسة من خلال الانترنت نتيجة فكرتهم المسبقة عن الانترنت أنه شيء سيئ، لكنه يري أن نجاح التجربة قد يجعلها سائدة في المستقبل القريب ولا تسبب إحراجاً لأي شخص لأن هدف أي زواج هو التعرف الجيد ودراسة الشخصية، لذلك يري أنه من الضرورة نشر تلك الثقافة والتوعية في المجتمع من خلال حكاية تلك التجارب الناجحة لتصل للناس ويستوعبون الفكرة فهو زواج حلال في النهاية أيا كانت الوسيلة. يعقد محمد وخطيبته زواجهما في شهر يوليو القادم، وذلك بعد أن تعرفا واختارا بعضهما البعض وفي إطار علاقة حب أيضا نشأت بينهما، وعرض القائمون علي التطبيق أماكن متعاقدين معها لتجهيزات الشقة والزواج وذلك لاستكمال نجاح التجربة. كفاية سنجلة بعد الاستماع لبعض النماذج التي ارتبطت عن طريق تلك الوسائل، تواصلت »الأخبار» مع واحد من مؤسسي أشهر هذه التطبيقات، فقبل نحو عام كان »محمود خلف»، 30 عاماً، شاهدا علي تفاصيل تجارب ارتباط بين أصدقائه لم تكتمل وانتهت بالانفصال قبل أن تأخذ خطوات رسمية وذلك نتيجة مشاكل مشتركة بين الطرفين، فقرر أن يتبني حملة »كفاية سنجلة» التي أطلقها علي إحدي صفحات »الفيس بوك» استهدفت أولئك الذين يجدون صعوبة في إيجاد شريك الحياة نتيجة علاقاتهم وتعاملهم المجتمعي المحدود، وتفاعل الكثير مع الحملة ليقرر محمود بعدها الاستعانة بالتكنولوجيا وخبراء نفسيين فأطلق التطبيق الإلكتروني »اخطب okhtub» هو وشقيقه محمد، الذي حقق خلال عام ارتباطات ناجحة بدأت بالتعارف الجاد وتقريب الطرفين اجتماعيا ثم انتهت بالخطوبة والزواج. لا يعد استخدام التطبيق أمراً صعباً فيبدأ المستخدم بإدخال بياناته الشخصية بعد تحميل التطبيق لمستخدمي »الأندرويد»، ويقوم بالإجابة علي أسئلة تحليل الشخصية التي وضعها خبراء نفسيون، بالإضافة إلي توضيح معلومات عنه وعن الطرف الذي يريد الارتباط به وتشمل الماديات، الشقة، تعليمه، وظيفته ومكانته في العمل، بالإضافة إلي الصفات الشخصية مثل السن، الطول، الوزن، لون البشرة، اهتماماته وحالته الاجتماعية إذا كان قد تزوج سابقاً، وبعد رفع صورة البطاقة يرسل التطبيق رسالة لتليفون المستخدم ب»كود» للتأكد من صحة الشخص وبياناته، ثم تدخل تلك المعلومات علي »السيستم» الذي يقترح الطرف المناسب للارتباط ويرسل ترشيحه للمستخدمين، وتتم مقابلة بينهما للتعارف حسب الاتفاق. دعم كبير احتضن مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الاعمال التابع لوزارة الاتصالات مشروع الشقيقين ودعمه من خلال تقديم الخدمات والاستشارات والتسويق والإجراءات القانونية، ونجح التطبيق في إتمام مائة خطوبة وزواج خمس حالات، ويقول محمود خلف الذي يعمل هو وشقيقه استشاري ومدير تقني بإحدي الشركات الخاصة، إن هدف المشروع حل مشكلة الصعوبة في إيجاد شريك الحياة وعدم التوافق الاجتماعي الذي سبب زيادة نسبة الطلاق في مصر بعد أن وصلت إلي حالة كل 4 دقائق عام 2017 وهو ما دفعهم لتبني تطبيق لتوعية الناس وتحقيق زواج سعيد ودائم بناء علي طلبات وتوقعات الطرفين. ويضيف أن أعمار مستخدمي التطبيق تبدأ من 20 وحتي 40 عاما للفتيات، ومن 25 حتي 47 عاما للشباب، موضحا أنه لم يكن يتوقع الإقبال الكبير علي تلك الفكرة لكنه يتوقع أن يصبح ذلك التطبيق مصدراً موثوقاً منه وسيعتمد عليه الكثيرفي الارتباط مستقبلا، حيث يري أنه حل وسط بين فكرة التعارف عن طريق قصة حب تستمر وقتا ويبذل فيها الطرفان مجهودا، وبين الارتباط التقليدي الذي يعرف ب »جواز الصالونات»، وحققت بعض تلك العلاقات نجاحا في حين تفشل أخري بعد أن تحقق للطرفين خسائر مادية واجتماعية ونفسية بالإضافة إلي إهدار وقت وطاقة كبيرين. يراعي التطبيق الثقافة المصرية في إطار العادات والتقاليد وفي نفس الوقت يهدف إلي ارتباط غير تقليدي، ويوضح محمود أن التطبيق يضمن صحة بيانات المستخدمين وجديتهم، وهناك وضع اختياري لكي يضيف المستخدم صورته غير واضحة وإذا ظهر مستخدم مهتم بتلك البيانات يطلب منه إظهار الصورة، وبمجرد ان يتم القبول من جانب الطرفين يقتصر الكلام بينهما فقط دون بقية المستخدمين ويتم مراقبة مرحلة التعارف لتركيز العلاقة علي الجد وليس التسلية، كما يسمح التطبيق بوجود أحد أفراد أسرة البنت إذا رغبت للتعارف علي الشخص المرتبطة به في مرحلة التعارف، وفي حالة التوافق بين الطرفين يقومان بالإبلاغ علي التطبيق لإخفاء حسابهما عن باقي المستخدمين لضمان الخصوصية وإعلان انهاء المهمة. حضر محمود حفل زفافين والكثير من حفلات الخطوبة بعد ان تلقي منهم دعوات شخصية، ويضيف ان »اخطب» من اكثر التطبيقات أمانا حيث يشتمل علي خاصية الإبلاغ أو »البلوك» إذا حدث مضايقة من طرف لآخر، وفي حالة حصل مستخدم علي اكثر من إبلاغ يتم طرده من التطبيق نهائيا، كما يمكن الاستعانة بالاستشاريين النفسيين خلال مرحلة التعارف لاتخاذ القرار بشكل علمي ويناسب شخصياتهم، وحتي بعد الارتباط والزواج يواصل المتابعة للتغلب علي أي مشكلات قد تحدث، ويوضح محمود أن هناك الكثير من التطبيقات والمواقع للدردشة لكنها تستخدم لأغراض سيئة، لذلك يعتبر »اخطب» التطبيق الأول من نوعه في مصر الذي جذب ثقة المستخدمين. وتواصلت إحدي الإذاعات في تونس مع الشقيقين محمد ومحمود خلف بعد أن انتشرت فكرة مشروعهما المجتمعي الهادفة وحققت نجاحا ملحوظًا، فتلقيا 1000 طلب لمستخدمين تونسيين يريدون الاشتراك في التطبيق، ويقول محمود هدفنا نوصل ب »اخطب» للوطن العربي كله للحد من زيادة نسب الطلاق المبالغ فيها ونشر ثقافة الارتباط السليمة، ويضيف اكتشفنا أن فيه تريقة كتير بتحصل علي السوشيال ميديا ملهاش علاقة بالواقع زي البنات اللي بتدور علي الفلوس والشبكة الغالية والولاد اللي بتدور علي الجمال.. الطلبات دي مجتلناش خالص من خلال التطبيق لأن الناس عندها ثقافة التركيز علي الشخصية». أمر واقع تؤكد د. سامية خضر، استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن وجود الخاطبة في المجتمع المصري أمر مرتبط بكل العصور، وقديما كانت الحاجة تستدعي بشكل كبير تمثله في شخصية ذات ثقة بين العائلات خاصة المحافظة منها، فالعادات لم تكن تسمح للأبنة ذات الأصول العريقة بالخروج إلي أي مكان سوي مع الوالدة وذلك لأماكن محدودة للغاية، لذا كان وجود الخاطبة أمر واقع مقبول بشكل كبير وتعتمد عليه كافة العائلات. وتضيف خضر أن الوضع تغير الآن بشكل كبير فوجود الشباب في الجامعة معا وفي العمل معا مع انفتاح الحياة، جعل من الممكن أن يجد الأزواج بعضهم البعض دون تدخل من أي طرف ثالث، ومع ذلك أثبتت الحياة أن هذه الطريقة أيضاً لم تعد كافية فعادة لا يجد الشاب من يرغب بها في محيط عمله أو أسرته، والحال نفسه علي الفتاة، فتوضح خضر قائلة » بالرغم من انفتاح الحياة إلا أن وجود الخاطبة بشكل جديد أصبح أيضا أمراً لا مفر منه في مجتمعنا لذا فان وجود مثل تلك التطبيقات التكنولوجية من الممكن أن تخلق علاقات انسانية جيدة ولكن ليست جميعها ناجحة فالمصداقية علي هذا العالم الافتراضي لا تكون كاملة». النظرة الاجتماعية أما عن النظرة الاجتماعية للزيجات التي تحدث بمثل هذه الطرق فتشير خضر إلي أن هذا العامل لم يعد له تأثير كبير الآن، فقديما كانت دائرة معارف الفتاة محدودة للغاية، أما الآن فالدوائر اتسعت ولم يعد يعرف أحد تفاصيل حياة الآخر سواء في العائلة أو الحي، لذا فوجود زواج من خارج هاتين الدائرتين أمر أصبح طبيعياً للغاية.. وتوضح خضر أن العلاقات القائمة علي مثل هذه التطبيقات تتطلب وجود دور قوي وفعال للأسرة، أكبر من دورهم في حالات الارتباط الطبيعي، وتضيف قائلة »لا مانع من تعارف الطرفين الكترونيا إلا ان هذه الخطوة لابد أن يليها تدخل الأسرة سريعا، فمهما وصل التقدم التكنولوجي ومهما وصل الفتاة والشاب من مراحل تعليمية، إلا أن خبرة الآباء أمر من الممكن أن يقلب الموازين ويوضح الرؤية بشكل عقلاني ومتوازن». مكاتب موثوقة أما د.نبيل السمالوطي استاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، فيري أن التعارف والزواج من خلال شبكات التواصل المختلفة أمر له أبعاد كثيرة وأغلبها سلبية، موضحاً أن الأمر يتغير في حالة وجود مكاتب ومنصات الكترونية ذات ثقة وطابع رسمي تابعة للتضامن الاجتماعي، فهنا المعايير تتغير فعلاً، فهذه المكاتب يكون عليها التحري عن كافة المعلومات الواردة لها، سواء الشهادات أو المعلومات الرئيسية لكل طرف، وهنا لا بأس من هذه المكاتب فوجودها يسهل الكثير. ويضيف السمالوطي أن بعضا من تلك المكاتب يوفر أخصائيين نفسيين للتدخل في حالة وقوع أي مشكلة بين الطرفين، وبعضها لديه أيضاً اتصال مع المختصين في العلوم الشرعية مما يجعل الأمور جميعها في النور ورسمية.