وصلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس إلي طرابلس في زيارة مفاجئة تعد الأولي لمسئول أمريكي بهذا المستوي منذ سنوات. يأتي ذلك بالتزامن مع اقتراب المجلس الوطني الانتقالي المدعوم من واشنطن من بسط سيطرته علي كامل ربوع البلاد. ووصلت كلينتون إلي طرابلس قادمة من مالطا التي شكرتها علي دورها الحاسم في النزاع الليبي الذي لعبت فيه واشنطن وحلفاؤها في حلف الأطلنطي دورا مهما أدي إلي إنهاء أربعة عقود من حكم العقيد معمر القذافي. وتأتي زيارة كلينتون إلي ليبيا فيما وقعت عمليات قصف كثيفة ومعارك شوارع عنيفة صباح امس في اثنين من أحياء سرت، مسقط رأس القذافي وآخر معاقل الموالين له غداة سقوط بني وليد. وأعلنت قوات المجلس الوطني الانتقالي أن 23 من عناصرها علي الأقل قد اصيبوا خلال 15 دقيقة من المعارك التي اندلعت ظهر امس، فيما تسمع في الشوارع أصداء القصف المدفعي. ويشارك مئات المقاتلين في المعارك الدائرة في شوارع حيي "الدولار" و"الرقم 2" اللذين يتحصن فيهما آخر الموالين للزعيم الليبي. وتنقل سيارات نقل صغيرة "بيك آب" الجرحي إلي مستشفي ميداني أقيم في ضواحي هذين الحيين حيث أحصي مراسلون صحفيون 35 جريحا علي الأقل وجثتين لمقاتلين اثنين أصيبا بقذائف هاون. وكان مقاتلو المجلس قد أعلنوا أمس الاول أنهم أحكموا سيطرتهم علي بني وليد وأخرجوا منها آخر الموالين للقذافي. في الوقت نفسه, قال قائد ميداني في سرت أن المعتصم القذافي موجود في المدينة وأنه في حالة نفسية صعبة جدا ومصاب بهستيريا من جراء الموقف العسكري الذي أصاب كتائب العقيد. وأكد مصدر عسكري من ثوار 71 فبراير أن الثوار تمكنوا من أسر أحد قادة الكتائب بسرت ، وأخبرهم بوجود المعتصم بالمدينة.. موضحا أن القذافي كان موجودا بالمدينة لدعم جنوده هناك ، ولكنة تحرك باتجاه مدينة بني وليد ، مستغلا التضاريس الصعبة لسرت. من جانبه, كشف الدكتور محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي في ليبيا عن مخطط القذافي للعودة إلي السلطة واستغلال الخلافات المحتدمة بين الثوار بعد إسقاط نظامه السياسي قبل نحو شهرين. وقال جبريل إن "القذافي ما زال في ليبيا ويسعي لاستغلال الخلافات السياسية بين الثوار في محاولة لإثبات وجوده والعودة مجددا للسلطة.