حدثتنا الست وحلة / الشاعرة الفحلة .. قالت : بمناسبة الترشح للانتخابات / وصلتني عدة إيميلات / لحضور مناظرة في التحرير / بين الشاعرين الفرزدق وجرير / فذهبت ولم أتردد / في الموعد المحدد / فرأيت قافلة من بعيد / آتية من ميدان مصطفي محمود / يتزعمها الفرزدق / الشارع المفلق / وأعلن أنه مرشح حزب الفلول / من العلوج وأصحاب الذيول / بينما أعلن جرير / الشاعر النحرير / أنه مرشح الثوار / الأشاوس الأحرار / وفجأة امتلأ المكان / وتراشق الطرفان / بقصائد الهجوم المكشوف / وقنابل المولوتوف / ثم وقف الفرزدق يصول ويجول / وهتف لمبارك وهو يقول / يا مولانا يا مَوْ مَوْ مَوْ / إحنا فلول البس بس نَوْ / يقصد أنه من قبيلة القطط السمان / التي انتهي بها المطاف في اللومان / ثم صاح في أتباعه / وأنصاره ورعاعه / هيا سيروا / لنولع في ماسبيرو / فمنعهم جرير وتحداهم / وإلي القتال دعاهم / وتهكم قائلاً علي مولاهم / مولاكم كان كمثل العوّ ْ / وأشاع الظلم ففسد الجو / فأنشد الفرزدق ابن الأونطجية / قصيدة مدح ( لامية ) / بطعم الكوسة المحشية / إن الذي حكم البلاد بني لنا .. قصر العروبة مجده لا يغفلُ / قصراً بناه لنا المبارك إنه .. من ملياراتٍ نهبها لا يجهل / أحلامه تزن الجبال رزانة ً .. وهو الذي في كل فضلٍ أوَّلُ / وبضربةٍ جويةٍ هزم العدي .. محبوبنا وهو الرئيس الأفضل / هل ينكر المعروف إلا جاحدٌ أو جاهلٌ أو حاقدٌ أو أهبلُ / فانبري جرير / ورماه بعلبة عصير / ثم قال متعه الله بالعافية / علي نفس الوزن والقافية / لمن النظام كأنه لم ينجل ِ .. ما بين عزً وابن غالي الأسفل ِ / لو كنت أعلم أن آخر عهدنا .. هذا البلاء فعلت لم أفعل ِ / أعددت للوزراء سمّاً ناقعاً .. عادلي وصفوت والنظيف الأطول ِ / إني انقضضت من السماء عليكمو .. حتي اختطفتك يا مبارك من عل ِ / قد كان عهدك فاسداً بل مقرفاً / مرّاً مذاقته كطعم الحنظل ِ / ثم أخذ الفريقان هدنة / ووزعوا علي الحاضرين حلاوة وجبنة / وظهر الفرزدق بوجه مستعار / يشبه مبارك وحاول رشوة الثوار / وأعطي لكل شابة وشاب / بيتزاهت وكاتشب / ومايونيز وعلب كنز / وخوازيق حديد عليها صورة عز / وترينجات ديموقراطية / من المعونة الأمريكية / ووجبات من لحم الغزال والفيل / واردة من بلاد إسرائيل / فتصدي جرير لألاعيبه / ووقف ليكشف ملاعيبه / ويُفنّد أكاذيبه / وفجأة ظهر مرشحون ومرشحات / من ذوي العاهات / وبتوع التلات ورقات / ومنهم شعراء وشاعرات / ماركة الأخطل والأهطل والأهيف / وتأبَّط شرّاً والأخنف / وقد تزعموا الائتلافات / والاعتصامات والمظاهرات / فوقف د. شرف يوزع الشربات / والعصير والفطير والخشاف / وحاول إرضاء جميع الأطراف / واتضح أن الفرزدق عميل مأجور / وجاسوس أجاد تمثيل الدور / وخصوصاً عندما راح وجاء / وقال بدون حياء / إن مبارك يعدكم إذا عاد / أن يوزع علي العباد / سندوتشات من جاد / فول بالبيض والبسطرمة / وفلافل وكشري وشاورمة /والدليل علي صحة أقوالي / ما طفحتم الآن من الأكل الغالي / وهنا تساقط البعض / وارتموا ميتين علي الأرض / لأن العزومة / كانت كلها وجبات مسمومة / وأذَّن للصباح الديك / فغسلنا الميدان بالمطهرات والفنيك / ثم صلينا الفجر / ودعونا الله أن يحفظ مصر .