صراخ وبكاء أمام المستشفيات .. ترقب وهلع يسيطر علي الأهالي هذا هو المشهد المأساوي الذي شهدت مستشفيات دار الشفاء والهلال والقبطي والسكة الحديد .. فتوافد اقارب الضحايا والمصابين لمعرفة مصير ذويهم وسيارات الاسعاف تسابق الزمن علي قدم وساق من أجل تقديم المساعدة الطبية وادخال المصابين لتلقي الرعاية اللازمة في ظل حالة من القلق انتابت جميع الأهالي لمعرفة مصير ابنائهم والتعرف علي حالتهم .. الدموع ملأت عيون الأهالي الذين توجهوا فور وقوع الحادث إلي المستشفيات يبحثون عن اي أمل يبرد نار قلوبهم .. الأخبار اقتربت من أسر الضحايا والمفقودين وتعرفت علي قصص بعض ضحايا الحادث .. »عاوزة اسافر يا ماما .. نفسي أغير جو » هذه الكلمات ظلت ترددها نجوي فتحي أمام مستشفي دار الشفاء تناجي ربها بالدعاء لابنتها الوحيدة هدير مدحت 21 سنة التي كانت برفقة عمها هشام فتحي حافظ وزوجة أخيها ناهد عبدالعال 40سنة ونجلهما محمد هشام الذين اصيبوا في الحادث وقالت إنهم كانوا متوجهين الي محافظة الاسكندرية لحضور زفاف أحد أقاربهم هناك وقاموا بالحجز علي قطار الساعة 8 وأثناء انتظارهم رحلة الانطلاق وقع الحادث الشنيع. وظلت دموعها تذرف امام المستشفي تمني نفسها برؤية نجلتها الوحيدة ليطمئن قلبها وقالت كانت تريد الذهاب إلي الاسكندرية ورغم رفضي لفكرة السفر الا انني أمام إلحاحها وافقت لينكوي قلبي عليها وزوجة شقيقي ونجل أخي الصغير وانهمرت الدموع من عينيها وهي تقول »ياريتني ما وافقتها علي فكرة السفر». وروي شهود عيان الحادث أثناء تواجده امام مستشفي الهلال لحظة الإنفجار بعد ان انقذته العناية الإلهية حيث توجهت إلي رصيف رقم 20 لشراء بعض المستلزمات وفي أثناء عودتي رأيت الجرار يسير بسرعة شديدة علي غير المعتاد فانتظرت اراقب المشهد حتي صعقت بدوي انفجار شديد ناتج عن الاصطدام واشتعال النيران في الاكشاك والمطاعم علي الارصفة وتطاير الأشخاص المتواجدين إلي أماكن بعيدة واستكمل حديثه وعلامات الذهول تبدو عليه من بشاعة الحادث توجهت الي مكان الانفجار بسرعة لأجد عشرات المصابين والضحايا علي الارض وبدأت في تقديم المساعدة اللازمة لسرعة نقل المصابين الي المستشفيات القريبة . واستقبل المستشفي القبطي 7 من ضحايا حادث انفجار القطار بينهم طفل عمره 14 سنة وسيدة ومصاب واحد حالته الصحية مستقرة.. توجهنا إلي الطابق الثاني حيث يجلس شريف حسين 56 سنة مندوب مبيعات ويتلقي العلاج اللازم له بعد كسر بعض أسنانه واصابته في وجهه.. يوضح شريف أنه كان يستقل القطار المتجه الي مدينة طنطا لممارسة عمله وكان ينتظر خروج القطار في الساعة العاشرة صباحا وعندما دقت الساعة التاسعة و35 دقيقة سمع أصوات الانفجار تتردد في كل مكان والنار الكثيفة والدخان يغطيان آرجاء المكان وبعدها سارع جميع الركاب في محاولة للهروب من ألسنة النار مما أحدث حالة من التدافع الشديد وتابع أنه شاهد الموت وكان قريبا منه لكن ربنا نجاه منه موضحا أنه شاهد أشخاصا متفحمين ومحروقين لكنه لم يستطع أن يملك أعصابه فأغشي عليه وعندما أفاق وجده نفسه داخل المستشفي فقام بالاتصال بنجله وزوجته حتي يطمئنوا أنه بصحة جيدة.. وبين الحين والآخر يتردد أهالي الضحايا والمصابين علي المستشفي وهم يتعلقون بطوق النجاه أملا أن يجدوا مفقودهم مصابا ومن بينهم علي قطب بائع بمحطة مصر الذي جاء يبحث عن شقيقة عاطف 35 عاما ويعمل »شيال» بالمحطة لم يتمالك أعصابه ودخل في نوبة بكاء هستيرية عندما علم أن المستشفي بها 7 جثث ومصاب واحد تم التعرف عليه رفقناه إلي المشرحة لكنه لم يجد ضالته هناك يقول قطب أنه توجه الي مكان الحادث بعد سماع صوت الانفجار وظل قرابة الساعة يحمل مصابين ويوصلهم لسيارات الإسعاف موضحا أنه لم يشاهد سائق الجرار عندما صعد لإنقاذه مما يؤكد أنه كان غير موجود بالجرار لانه كان قادما بسرعة جنونية.. وتابع والدموع تنهمر من عينيه أنه افتكر شقيقه فذهب للسؤال عليه لكن أصدقاءه لم يشاهدوه منذ وقوع الحادث فهرول الي المستشفيات بحثا عنه.