رغم اننا نرفض ممارسات النظام السوري ضد شعبه وثورته طلبا للاصلاح والتغيير. ورغم تنديدنا بعمليات القمع الوحشي وسقوط مئات الضحايا من المواطنين السوريين الأبرياء. ورغم تأييدنا لموقف دولي إنساني يساند السوريين وينحاز إلي ما يتطلعون إليه من حرية وديمقراطية. ومع مساندتنا لأي قرار دولي يجنح إلي هذا الاتجاه. ألا أن ما يدهشنا حقا ويثير شكوكنا هو تبني الولاياتالمتحدة والدول الغربية بالذات لهذا القرار! هذه الدهشة ليست وليدة هذا الموقف الذي يتوافق والرغبة الدولية.. ولكن سببه اصرار هذه الدول علي الالتزام بسياسة ازدواجية المعايير في تعاملها مع القضايا والمشاكل العربية . أين إنسانية وقيم هذه الدول من جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ولماذا ترفض أي قرار دولي يعاقب اسرائيل علي انتهاكات الشرعية الدولية وحقوق الإنسان؟ ان من سخرية القدر ان تخرج علينا وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون مبدية استغرابها من استخدام روسيا والصين للفيتو في مجلس الأمن لإبطال مشروع القرار الذي أعدته الدول الغربية للتنديد بالنظام السوري والدعوة لفرض عقوبات دولية عليه. نعم.. لا أحد يمكن ان يعترض علي أن هذا النظام يستحق الادانة جراء تعديه. لكن الغريب والمثير ان يأتي اللوم ممن يستحقون العقاب والادانة علي دعمهم ومساندتهم لجرائم اسرائيل واستخدام الفيتو وكل أنواع الضغوط لمنع مجلس الأمن وعلي مدي عقود طويلة من اتخاذ أي قرار أو اجراء ضد هذا الكيان المتمرد علي الشرعية الدولية. صحيح ان العالم كله يأسف ويأسي لما يقوم به النظام السوري ضد شعبه وضد حقوق الإنسان.. ان من حق العالم بهذه المناسبة ان يتساءل لماذا تغضب أمريكا من استخدام الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن لمنع إدانة هذا النظام. ألم يكن الأجدي بها ان تتخلي عن صفاقتها وتتذكر استخدامها لهذا الفيتو عشرات المرات لحماية الاحتلال الاسرائيلي الغريب تماما عن الشعب الفلسطيني والذي يمارس ضده كل أنواع التنكيل. لماذا هذه التفرقة في المشاعر الإنسانية والانحياز للحقوق المشروعة للشعوب . لقد كان يمكن ان تكون هناك مصداقية للموقف الأمريكي ومعه موقف فرنسا وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية لو انهم اتخذوا نفس الموقف من اسرائيل وبما يتفق مع مبادئ الشرعية والقوانين الدولية التي تعودوا ان يتشدقوا بها ولكن بشرط ألا تمس اسرائيل الدولة المعتدية.. العنصرية المجرمة. الشئ المضحك والذي يكشف تدليس ونفاق الولاياتالمتحدة وانحطاطها الأخلاقي انها وفي نفس الوقت الذي صدرت عنها التصريحات الرافضة لموقفي كل من روسيا والصين في مجلس الأمن فيما يتعلق بالمسألة السورية.. نجدها تهدد بأنها سوف تتخذ أشد الاجراءات بما في ذلك وقف مساهمتها في موازنة اليونسكو لأن الهيئة التنفيذية لهذه الهيئة الدولية التابعة للأمم المتحدة وافقت بالأغلبية الساحقة علي قبول انضمام فلسطين إلي عضويتها!! يحدث هذا في نفس الوقت الذي تمارس فيه إدارة أوباما الأمريكية كل أنواع الضغوط علي الأممالمتحدة لمنع قبول طلب عضوية فلسطين بها. وبعد موافقة الجمعية العامة علي رفع توصية إلي مجلس الأمن بقبول هذه العضوية أعلنت واشنطن بكل البجاحة أنها سوف تستخدم الفيتو لمنع هذه الخطوة المستحقة والمتوافقة تماما مع القانون الدولي.. أذن ووفقا لهذا المبدأ فأن استخدام الفيتو لصالح حماية الإجرام الاسرائيلي حلال واستخدام الدول الأخري لهذا الحق لصالح أي جهة أخري حرام. جلال دويدار [email protected]