جامعة المنوفية تشارك في زيارة ميدانية لمركز التأهيل الشامل للمعاقين بقرية شبرا بلولة ..صور    دعم متواصل للعمالة المصرية بالداخل والخارج ..أبرز حصاد العمل في إسبوع|صور    افتتاح 3 مساجد جديدة بالفيوم ضمن خطة وزارة الأوقاف لإعمار بيوت الله    تعرف على آخر سعر للجنيه الذهب اليوم الجمعة 19 سبتمبر    وزير الزراعة يؤكد أهمية تبادل الخبرات والتكنولوجيا لتحقيق استدامة القطاع الزراعي    زيارة ملك إسبانيا لوادي الملوك تضع الأقصر في صدارة السياحة الثقافية العالمية| صور    تفاصيل قصف المصلين في مسجد بمدينة الفاشر السودانية    شوط أول سلبي بين وادي دجلة وطلائع الجيش بالدوري    ضبط عامل ظهر في مقطع فيديو تحت تأثير المخدرات بالجيزة    وزارة الصحة تطلق خطة شاملة لتعزيز الصحة المدرسية بالتعاون مع التربية والتعليم والأزهر الشريف    دمج ذوي الهمم في بطولة الشركات لأول مرة    انطلاق مباراة منتخب مصر للشابات أمام غينيا الاستوائية في تصفيات كأس العالم    حبس موظفة المتحف المصرى 15 يومًا في سرقة أسورة ذهبية وحجز 3 آخرين للتحريات    عمرو دياب يتألق في حفل خاص بسفح الأهرامات    أميرة أديب تطلق أغنية "أحمد" من ألبومها الجديد    وزير الرياضة يعلن انطلاق "اتحاد شباب يدير شباب (YLY)"    طفلان يتعرضان للدغ العقارب في الوادي الجديد    ضبط 10 تجار سجائر بالغربية يقومون بالبيع بأزيد من التسعيرة الرسمية    موعد صلاة المغرب.. ودعاء عند ختم الصلاة    تقرير برتغالي: فيتوريا قد يعود لمصر من بوابة الأهلي    وزير الدفاع الإسرائيلي ل زعيم الحوثيين: سيأتي دورك    صلاح عبد العاطي: واشنطن شريكة في الإبادة الجماعية بغزة عبر استخدام متكرر للفيتو    لم يُنزّل من السماء كتاب أهدى منه.. إمام المسجد النبوي: القرآن أعظم الكتب وأكملها    كنز تحت الأقدام.. اكتشاف آلاف الأطنان من الذهب في الصين والكمية لا تٌصدق    خلل صادم في كاميرا آيفون 17 يثير الجدل.. والشركة تكشف سر الصور المشوّهة    كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة تحتفل بتخريج الدفعة 59    ياسمين عبدالعزيز تظهر بالحجاب وتنشر فيديو من أمام الكعبة وداخل المسجد النبوي    صورة جديدة للزعيم عادل إمام تشعل السوشيال ميديا    وفاة شقيقة الفنان أحمد صيام    هل فكرت عائشة بن أحمد في اعتزال التمثيل؟.. الفنانة تجيب    بدء اجتماعات مصرية كورية لإنشاء مركز محاكاة متكامل للتدريب وإدارة المخلفات    نتنياهو: نوجه لحماس ضربات قوية ولن نتوقف    خطيب المسجد الحرام يدعو للتحصّن بالقرآن والسنة: قول لا إله إلا الله مفتاح الجنة    بالصور - جامعة أسوان تُكرم 200 حافظًا للقرآن الكريم في احتفالية روحانية    محافظ البحيرة تشهد إيقاد الشعلة إيذاناً ببدء إحتفالات العيد القومي    اليوم.. استئناف الجولة الخامسة بدوري المحترفين    مديرية أمن الشرقية تنظم حملة للتبرع بالدم لصالح المرضى    استشاري نفسي: تغير الفصول قد يسبب الاكتئاب الموسمي    تعليم القاهرة: انتهاء كافة الترتيبات لاستقبال 2.596.355 طالبا وطالبة بالعام الدراسي الجديد 2025- 2026    الداخلية تضبط عنصرًا جنائيًا بالمنوفية غسل 12 مليون جنيه من نشاط الهجرة غير الشرعية    مجدي عبدالغني: سأظل وفيًّا للأهلي مهما كانت حدة الانتقادات    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    الأنبا مكسيموس يترأس مؤتمر خدام إيبارشية بنها    رسمياً.. إعلان نتائج تنسيق الشهادات المعادلة العربية والأجنبية    ارتفاع عالمي جديد.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-9-2025 وعيار 21 بالمصنعية الآن    الداخلية توضح حقيقة فيديو ادعاء اختطاف طفل بالقاهرة: مجرد تصادم بين سيارتين    كومبانى: هوفنهايم منافس خطير.. لكننا فى حالة جيدة    الداخلية: ضبط 98665 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفيات كفر الشيخ ويوجه بإصلاحات عاجلة    أول بيان من «الداخلية» عن حقيقة تحصيل أموال من مواطنين بزعم شراء وحدات سكنية تابعة للشرطة    "نور بين الجمعتين" كيف تستثمر يوم الجمعة بقراءة سورة الكهف والأدعية المباركة؟    أسعار المستلزمات المدرسية في قنا 2025: الكراسات واللانش بوكس تتصدر قائمة احتياجات الطلاب    صحة غزة: 800 ألف مواطن في القطاع يواجهون ظروفا كارثية    زلزال بقوة 7.8 درجة يهز منطقة كامتشاتكا الروسية    عمرو يوسف: مؤلف «درويش» عرض عليّ الفكرة ليعطيها لممثل آخر فتمسكت بها    أسعار الدولار في البنوك المصرية اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وطبق البيض بالأسواق اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    أمينة عرفي تتأهل إلى نهائي بطولة مصر الدولية للإسكواش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد علي بلال المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ل »الأخبار«:الثورة اتسرقت
المجلس العسكري يملك رؤية واستراتيجية ولكنه »يهتز« أمام مطالب الناس
نشر في الأخبار يوم 10 - 10 - 2011

محمد على بلال : رسالتى لمرشحى الرئاسة والاحزاب والقوى السىاسىة - اعملوا من أجل مصر فقط حمل محمد علي بلال المرشح المحتمل الرئاسة الجمهورية منافسيه والأحزاب والقوي السياسية مسئولية الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر حاليا بسبب كثرة المظاهرات والإضرابات، باستمرارهم في إثارة الناس والدعوة إلي تنظيم مسيرات فارغة المضمون وإضرابات عمالية والتركيز علي المطالب الفئوية، وخلق حالة من البلبلة للرأي العام واختلاط الامور والمفاهيم بما يُحدث نوعا من الفوضي العارمة في شتي المجالات، الأمنية، والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية.
وقال إن هؤلاء المترشحين والاحزاب والقوي السياسية تركت مجال عملها المهم والحيوي في هذا التوقيت، وتنازلت عن القيام بالدورالمنوط بها، وهو تثقيف وتوعية الناس والنزول الي الشارع وعرض البرامج العملية الانتخابية وغير الانتخابية وايجاد مساحة لها بين الناس والوصول الي مواقعهم المختلفة ليس من أجل الانتخاب وكرسي الرئاسة او البرلمان فحسب بل من أجل مصر المستقبل. وأضاف في حوار مع "الأخبار" أجراه في دبي خلال زيارته للإمارات أن مصر تمر بأسوأ أزمة في تاريخها الحديث وعلي المجلس العسكري "ألا يهتز" أمام مطالب الشارع وألا يتراجع في قراراته، كما عليه ان يواجه فوضي الشارع بحزم وصرامة معهودة عنه، فمصر العظيمة لاتؤثر فيها هذه الفوضي التي يمكن للجيش ان يسيطر عليها.
أنت مُقل في الظهور الاعلامي والجولات الانتخابية عكس كل المرشحين لماذا؟
كان اهتمامي قبل الثورة مركز علي التحليل الاستراتيجي وقراءة الاحداث التي تدور في مصر وما حولها منذ فترة وبعد اندلاع الثورة المصرية العظيمة في 25 يناير استمر نفس الوضع بتحليل ما يحدث الا انني أعكف حاليا علي دراسة الوضع برمته لأستنتج بعض المواقف وإعداد الرؤي الاستراتيجية من أجل مصر.
أما المنافسون فأعتقد أن خدمة وبناء مصر المستقبل ليس بكثرة الظهور الاعلامي او الجولات الانتخابية وندوات الفنادق ذات الخمس نجوم ولكن بالتركيز والاهتمام بمستقبل البلاد وليس الاستفادة بما اتاحته الثورة من فرص فتحت شهية البعض علي المناصب.
الثورة اندلعت من أجل اسقاط النظام ورموزه قد سقطوا فعليا ... وأري ان المهم الان هو اعداد النظام الجديد والذي سأكون جاهزا به تماما لبناء دولة عصرية جديدة.
ما تقييمك للوضع الحالي؟
من وجهة نظري الشخصية أن مصر تمر بأسوأ فترة في تاريخها الحديث فالكل انشغل بنفسه وبذاته ويبحث عن تحقيق مكاسب شخصية فالمرشحون للرئاسة والاحزاب والقوي السياسية لم يفعلوا شيئا من اجل البلد ولم يهتموا بتوعية وتثقيف الشباب والمجتمع المصري بمتطلبات المرحلة ، ولم يقدموا لهم رؤية لبناء مصر الحديثة فقط اهتموا بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية وبحثوا عن الوصول لاي من هذه المقاعد بأبخس الاثمان.
انشغلوا بالأجور والحد الأدني والأقصي، وبالمحاكمات العسكرية، والمدنية لرموز النظام، وبالطوارئ وبالقضاء وبكل القضايا التي يمكن ان تكون تالية وليس وقتها الان. واختلفوا وتنازعوا فيما بينهم والمجلس العسكري علي القائمة وهل هي نسبية ام فردية؟ ونسبة ال50٪ عمال وفلاحين وهنا اتساءل ما الفرق بين هذا وذاك؟ ففي النهاية سينتج برلمان يضم ممثلين للشعب، ولكن الجميع طامع في المقعد، وهي نفس افكار النظام السابق، وهذا كله يقودنا الي مستقبل غير واضح المعالم.
أفهم من كلامك انك تلقي باللوم وتحمل النخب السياسية جزءا من المسئولية عما يحدث الان في مصر؟
نعم مسئولون تماما وليس جزئيا ... فهم أثاروا الناس ليقوموا بكل هذه المظاهرات الفئوية والاضرابات العمالية والاعتصامات وغيرها متناسين ان مصر تمر بظروف قاهرة تتطلب تكاتف الجميع.
لماذا ونحن مقبلون علي عصر جديد كله أمل؟
أعلن وزير المالية منذ يومين أنه بصدد مخاطبة كل من السعودية والامارات لشراء سندات الدين ليساعدوا الاقتصاد المصري في خفض قيمة الفوائد.
ولم يفكر احد من هذه القوي علي مختلف الأصعدة في الحديث الي الناس حول اشكالية تعطل الانتاج، كما لم يقدم أحد من هؤلاء اي محاولة لبناء اقتصادنا المتهالك ... ولم يعبر احد منهم في اي لقاء او تصريح له عن هذا الامر ولو بشكل عابر .. وكان يفترض بهم أن يُعرفوا الشعب أن لدينا أزمة اقتصادية وان العمل والانتاج وعدم تعطيل حركة المرور وأن المساهمة في تهيئة الاجواء بالأمن والأمان سيساعد في تجاوز الأزمة.
ما المطلوب منهم؟
علي الجميع وخصوصا أولئك الذين انبروا لتلميع صورهم ان ينزلوا الي الشارع لإفهام الناس حقيقة الوضع وتوعيتهم بمستقبل مصر لا أن يركزوا فقط علي الدعاية لشخوصهم وأحزابهم، وإطلاق تصريحات للإثارة لاطائل منها ولافائدة لمصر.
وهنا أوضح أن الناس عندما تتحدث عن الأحكام العسكرية ثم يقومون بمظاهرات ضدها رغم عدم تماس أية أحكام وهي قليلة جدا بهم ... ثم مظاهرات لإلغاء قانون الطوارئ ... والبعض لا يعي أن الأزمة ليست في القانون وإنما في حالة الطوارئ المعلنة منذ 1981م ، وعلينا ان نطالب برفع حالة الطوارئ فورا، ولكني أعتقد أن الكثيرين لايفهمون!!!.
وما المشكلة من خروج المظاهرات لهذه المطالب المشروعة؟
طالما هناك مظاهرات واعتصامات فلاجدوي حقيقية من القانون أو الحالة والمشكلة الحالية التي تعاني منها مصر ليست المحاكمات او الطوارئ كحالة او قانون ... بل في العمل والانتاج، وتقوية الاقتصاد، ورفع مستويات الدخل واستعادة السوق السياحي.
لماذا ترشحت للرئاسة؟
منذ فبراير الماضي لم أجد شخصا واحدا يتمتع بفكر استراتيجي يهتم بمستقبل مصر ... فكلهم ينظرون "تحت أقدامهم" وعلي القوي السياسية جميعا أن تعلم ان ما يحيط بمصر يؤثر فيها، ويجعلها مطمعا للكل. قبل ان اترشح للرئاسة كنت اتولي مناصب قيادية استراتيجية وعلي اتصال دائم بالدول المجاورة، واري أنني استطيع ان اخدم بلدي الان.
هل أنت مرشح الجيش؟
لا لست مرشح الجيش وترشحت بناء علي قرار مني انا.
هل حصلت علي الإذن من الجيش للترشح؟
أنا رجل مدني منذ ان خرجت متقاعدا من الخدمة.
ما رؤيتك لخدمة البلاد؟
علينا ان نركز علي الاشياء البسيطة وهي تهدئة الشارع وترك المسئولين في المجلس العسكري ومجلس الوزراء الذي شكله الشارع للعمل وإدارة شئون البلاد، وإعطائهم الثقة المطلوبة لتسيير الامور حتي نعيدها الي مكانتها اللائقة. وبدون الهدوء لن نستطيع كسب ثقة المستثمرين او العالم، وحتي السياح، وسنظل في ركود اقتصادي حيث المستثمر ورأس المال كما يقال جبان، يحتاج الي استقرار وأمان.
ويلي ذلك الاعداد والاستعداد الجيد للانتخابات مع مراعاة ان يرفع الاوصياء أياديهم عن هذا الشعب العظيم ليختار من يريد، ولانهول او نعظم من "الفلول" او غيرهم فالنظام السابق هول كثيرا وحذر دائما من الاخوان المسلمين وخلق منهم فزاعة ليس للشعب فحسب بل للعالم أجمع. واليوم نحن نرتكب نفس الخطأ ونهول من الفلول ... علينا مفاداة ذلك فالشعب يمتلك ذكاء حادا يكفي للتمييز واختيار من يراه مناسبا له بحرية تامة. وثالثا وبعد إجراء الانتخابات الاهتمام بإعداد دستور يليق بمصر ومكانتها، فمن يختاره الشعب سيتولي تشكيل الحكومة التي تقوده الي بر الامان، وأيضا يختار اللجنة التأسيسية التي تقوم علي وضع الدستور.
الكل يخشي من أن تفرز الانتخابات المقبلة بشكلها الحالي فئة معينة وهذه الفئة تسيطر علي لجنة اعداد الدستورحسب رؤيتها؟
أتوقع ان يختار الشعب فئات متعددة، ولكن الخوف كل الخوف هو الانتخاب بالقوائم النسبية لأضرارها الكبيرة علي البلاد وعدم فهم الناس لها، وأزعم أن الاحزاب نفسها غير مستوعبة لهذا النظام بالشكل المناسب.
كيف الخروج من هذا المأزق - النسبي والفردي؟
أغلب دول العالم وبنسبة تفوق ال90٪ تتبع النظام الفردي ونحن في مصر ومنذ ان عرفنا الانتخابات نتبع هذا النظام، ومن وجهة نظري الشخصية أنه الأنسب لمصر.
واتساءل لماذا كل هذه الضجة من الأحزاب ... هل لأنها ومنذ فبراير الماضي لم تقدم للشارع اي شيء يذكر او تترك لديه بصمة واضحة وتقوم علي توعيته.. والشارع في المقابل لايشعر بهم نهائيا، حيث الناس مشغولون بقضاياهم التي لم يجدوا ايا من الاحزاب قد اهتم بها بعدما تركوهم واهتموا بالدعايات الانتخابية.
والناس والقوي السياسية كانت تؤمل كثيرا علي حزب الوفد الا انه أكد علي ان اي الوفد أصبح "الأمل الضائع" بعدما فقد قاعدته الجماهيرية.
هل الإخوان فزاعة الوقت الحاضر كما السابق؟
فلنترك كل هذا جانبا ... فالثورة قامت رافعة شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، والآن قد سقط رموز النظام والشعب سيختار بحرية كاملة ولا يجب ان نهول من هذا او ذاك وكل سيتحمل نتيجة اختياره، فنحن في بداية السلم الديمقراطي وسنتعلم من الأخطاء التي تنتج من الممارسة، وسنفرز الأمثل من خلال التجربة.
إلي أين وصلت بتأسيس حزبك؟
توقفت تماما لأن القانون الجديد وقف عائقا أمام طموحنا ولا يسمح بتشكيل الأحزاب إلا لأصحاب المال والسطوة، ونحن لا يتسني لنا عمل إعلان في صحيفتين رسميتين يتكلف الملايين، كما ان 5 آلاف عضو من 10 محافظات علي الأقل يعتبر في الفترة الحالية من الصعوبة بمكان. في الفترة الحالية كان يُفترض فتح الباب أمام تشكيل الأحزاب لأن هذا أمر صحي وفي الصالح العام، وسينتج زعامات وقيادات جديدة نحن بحاجة شديدة لها.
كنا نأمل أن يلتف الناس حول الأحزاب التي تحدث الحراك السياسي في أي مجتمع ولكنني أري بالقانون الجديد وتشكيلة الأحزاب القديمة التي يسيطر علي الجديد منها ذو المال وبقايا النظام السابق أننا سائرون إلي "نفق مظلم" فالكل مستهدف المقعد فقط وليس مصر الحديثة.
كيف تري التعاطي المصري مع الازمة الاخيرة مع "اسرائيل" سواء في الاعتداء علي الحدود او مهاجمة السفارة؟
من وجهة نظري أننا عالجنا الموضوع بطريقة خاطئة تماما علي مختلف الأصعدة ومن مختلف الفئات، فعلي مستوي القيادة السياسية ممثلة في المجلس العسكري لم يستطع التعامل مع اسرائيل بطريقة تجعله يخرج من الأزمة بمكاسب فألقت اسرائيل بالكرة في ملعبنا، فيما مرشحو الرئاسة دون أن يكون لديهم الوعي الاستراتيجي المطلوب طالبوا بإلغاء الاتفاقية او تعديلها وقالوا ان الاتفاقية فيها عبودية لمصر وأطلقوا تصريحات عاطفية تنم عن عدم وعي سياسي، او معرفة بالقانون الدولي ... هذه التصريحات لاقت صدي عند الناس فاقتحموا السفارة وحولوا دفة الأمور من صالحنا في أزمة الحدود وتأمينها الي مشكلة بعدم قدرتنا علي حماية السفارة وأن الموضوع مسئوليتنا نحن..
كرجل عسكري مرشح للرئاسة كيف تنظر الي الاتفاقية وهل يمكنك ان تعلن الحرب علي اسرائيل لو فزت في الانتخابات؟
كامب ديفيد كانت بداية السلام مع اسرائيل بعد عهود من الحرب وكان المفروض استغلال هذه الاتفاقية للنهوض بمصر وتنمية سيناء، وللاسف لم تستغل الاستغلال الأمثل، وحولها النظام السابق الي أداة لاستشراء الفساد، واثبتوا واقعيا انها تنقص من سيادة مصر علي سيناء.
الي اي مدي تنقص الاتفاقية من سيادتنا علي اراضينا؟
صحيح أنها انقصت من سيادتنا علي سيناء ولكنها لم تضر ضررا بالغا او منظورا، وعلينا أن ندرس من الآن كيفية تعويض مافات واستغلال اتفاقية السلام وثورة يناير العظيمة للقضاء علي الفساد وتنمية مصر كلها ونعظم مداخيل السياحة والاقتصاد والناتج القومي. نحن الآن في موقف علي غير استعداد ان يجابه بتصرفات غير محسوبة تؤدي الي الاضرار بالبلاد، خصوصا وأنا أصبنا بجزء من هذا الضرر مؤخرا عندما أعلنت إسرائيل أنها لن تقبل بتعديل للاتفاقية ولن تسمح بذلك، رغم أن الفرصة سنحت لنا لنضعها في ركن لايمكنها الهروب منه او الاعتراف بعدم المسئولية عن تأمين وحماية الحدود والمنطقة، ولكنها ضاعت كغيرها.
انت رجل عسكري ولكن يغلب عليك الاهتمام بالإصلاح السياسي والاقتصادي؟ فأين العسكرية من برنامجك؟
الرؤية للعسكري استراتيجية بالدرجة الاولي ولاتوجد قوة عسكرية بدون اقتصاد قوي، او سياسة واعية وحكيمة بالمعني الصحيح للحكيم، فالسياسية تمنح القوات المسلحة نظرة ورؤية استراتيجية، كما ان الجيش هو اخر شيء في ميزان القوي الاستراتيجية للدولة او لنقل انها مترابطة جميعا لاتنفصل، فما لم يكن لدينا اقتصاد سليم لن تكون لنا قوات مسلحة قوية.. القوي الاستراتيجية للدولة تتكون من الدبلوماسية (السياسة) الاقتصاد الثقافة والمجتمع ثم العسكرية وهناك دول كثيرة ليس لها قوات مسلحة وتتحكم في العالم كالمانيا واليابان، وكذا البرازيل التي اصبحت مؤثرة جدا في صناعة السلاح والاقتصاد عموما.
نود ان نعود بك الي حفر الباطن ... ماذا عن حرب تحرير الكويت؟
أخطأت مصر خطأ جسيما بالمشاركة في هذه الحرب التي أسميها حرب تدمير العراق وتفتيته، وليس لتحرير الكويت كما يزعمون، ومصر مبارك هي من أعطت الشرعية لأمريكا لتقوم بهذا العمل.
لماذا تمت إقالتك من قيادة القوات وقتها؟
لا أريد الخوض الآن في الأسباب ولكن كانت هناك خلافات في أسلوب القيادة وعمل القوات بيننا وبين الأمريكان وبيننا وبين القيادة السعودية حيث اعترضت علي طريقة التعامل مع قواتنا بطريقة تختلف عن التعامل مع القوات الامريكية، ولم أكن لأرضي عن ذلك لقواتنا المسلحة المصرية، فاعترضت فتم تعيين اللواء صلاح حلبي قائدا للقوات وتسلم مني المهمة.
أنت من شهد إطلاق التلفزيون المصري الي حفر الباطن؟
كنت قد أُقلت في اليوم السابق علي إطلاق البث لكن حلبي كان لديه لقاء مع الجنود وبحثنا عنه ليقوم بهذا العمل إلا أننا لم نتمكن من الوصول إليه لمشاكل في الاتصال، ففوجئت بالرئيس السابق وقتها، يقول من معي، فقلت له بلال ياافندم، فدار حوار قصير وسألني عن الإرسال الإذاعي فقلت له لم يصل، فرد صفوت الشريف بأن الإرسال الإذاعي هناك، فعدت لأؤكد أنه لم يصل وهذا كله علي الهواء واوضحت ان الارسال لم يصل، خصوصا وانني رافقت بعثة التلفزيون والفنيين وقتها لترتيب عمليات البث وخلافه. والحمد لله انتهت خدمتي في القوات المسلحة بعد 7 سنوات في رتبة اللواء.
مكاسب وخسائر حرب تحرير الكويت؟
اكرر أنها لم تكن لتحرير الكويت بل كانت لتدمير وتفتيت العراق، ولم يكن للأمة المصرية ولا العربية اية مكاسب من هذه الحرب التي كانت خديعة أمريكية تماما منذ أن أغرت صدام بدخول واحتلال الكويت ومرورا بما حدث من حشد للقوي السياسية والجيوش العربية، وصولا الي الحرب الشرسة التي قادتها امريكا حيث التمهيد المدفعي عادة يكون ما بين 20 - 45 دقيقة ولكنه استمر في هذه الحرب أكثر من 6 اسابيع بضرب مستمر لجميع المواقع، وبكل الاسلحة البرية والجوية والبحرية، وعليه فإن قواتها عندما دخلت العراق لم تخسر سوي جندي واحد فقط، ونحن خسرنا 11عسكريا دفنوا جميعا في مكة المكرمة وصليت عليهم في الكعبة وأشرفت علي ذلك كما أشرفت علي تسفير 12 عسكريا مصابا للعلاج في المانيا وبريطانيا، وهذه هي حصيلة مشاركتنا.
هل تم تقديرك علي ما قمت به سواء من مصر او الكويت او السعودية؟
بعد إقالتي من قيادة القوات عدت الي مصر وعادة لا أبحث أبدا عن تقدير لخدمتي من أحد وأؤدي عملي وواجبي فقط.
هل كرمك رئيس الجمهورية وقتها؟ ولمن قدمت تقريرك؟
لم يطلبني ولم يستقبلني نهائيا، وتقريري سلمته حسب المعتاد عسكريا.
"مبارك" صاحب الضربة الجوية التي أتت بالانتصار لمصر في 1973م؟
كان قائدا للقوات الجوية وقتها وما قيل عن أنها سبب الانتصار فهذا مرفوض وأرفضه تماما، لأن الجميع ساهم في الانتصار من أحدث مجند الي أعلي رتبة ومن مختلف الاسلحة كلهم سواء.
ما سر تعظيم الضربة الجوية لهذا الحد؟
المنافقون
هل ابوغزالة كان يمثل خطرا علي الرئيس وقتها؟ وما سر الاتهامات التي وجهت اليه؟
أولا المشير عبدالحليم ابو غزالة برئ تماما من اي تهم ومبارك كان يخشي شعبيته الطاغية ففي ذات المرات دخل ابوغزالة استاد القاهرة بعد مبارك فضج الاستاد بالتصفيق ترحيبا بالمشير فلم يعجب ذلك مبارك والحاشية فدبروا له ما دبروا، ولفقوا له تهمة تلك السيدة المشبوهة وهو براء منها تماما، وهذه سمة النظم الديكتاتورية وهذا ما اخشي علي مصر منه في المرحلة المقبلة.
أيهما تفضل النظام الرئاسي ام البرلماني؟
أنا اريد ان يكون الدستور هو الحاكم وافضل البرلماني علي الرئاسي حتي لا يتحول الرئيس الجديد الي فرعون جديد حيث لن يمنعه شيء ومقولة التحرير موجود قد لاتجدي وقتها.
كم تحتاج مصر لتعود دولة مهمة علي مستوي المنطقة؟
نحتاج 10 سنوات للعودة بمصر الي مكانتها الطبيعية كدولة كبري صحيح ليست عظمي ولكن يمكن ان تكون ذات كلمة مسموعة عالمياوتعود لمكانتها السياسية والاقتصادية. وللوصول الي ذلك علينا بناء استراتيجية كاملة لمدة 20 سنة ينفذها من يتعاقب علي الحكم، ولنا في الدول المجاورة نموذجا ومثلا. فمجلس الشعب اذا اختير بكفاءة وحرية، وانبثق عنه مجلس وزراء قوي، والقضاء علي القرارات الفردية، يمكننا تحقيق ذلك.
هل تري ان مجلس الشعب القادم سيكون قادرا علي ذلك؟
اول مجلس قادم لن يكون بالامكانات او الكفاءة او حتي القدرة علي وضع استراتيجية بعيدة المدي، ولكننا نأمل ان يعطينا بصيص الأمل ويضعنا علي بداية الطريق ثم يأتي من بعده ليكمل.
لوعدنا لمحاكمة القرن ماذا تقول عنها؟
انا حزين جدا من سلوك محامي الشهداء او من يسمون انفسهم بمدعي الحق المدني، فكيف لهم أن يردوا المحكمة ويقعوا في هذا الفخ العجيب نحن نطالب بسرعة الحسم والحكم في القضية لاننا في فترة استثنائية، ونريد اجراءات استثنائية ايضا للمحاكمة الا انهم فعلوا ما تمناه مناصروه. ولو كنا في محاكمة عسكرية لانتهي الامر فالثورة لاتتقيد بشيء نهائيا، ونحن في ظرف استثنائي. الثورة الان بحاجة الي ديكتاتور لتنفيذ مطالبها وذلك حتي يعود الوضع السليم وسيادة القانون والديمقراطية. ولكن الثورة الحالية بلا برنامج وبلا هدف واضح، لكونها بدون قيادة، ولذا تحاول قيادات من النظام ومن نتاج النظام السابق بتولي الامر الان، وهم من سرق الثورة ويحاول الاستفادة بها لتحقيق مآربه.
بما انك تقول ان الثورة سرقت فكيف نسترجعها؟
الجيش عليه مهمة وطنية جديدة وهي إرجاع روح الثورة،وتصحيح مسارها، فهو من احتضنها من البداية، وحماها وعليه ان ينظر لمستقبل مصر، ويضع الاسلوب الامثل لادارة البلاد في الفترة المقبلة.
ما مدي ثقتك في "العسكري" ؟
أثق فيه تماما، ولكن يُؤخذ عليه تراجعه في القرارات امتثالا لطلبات القوي السياسية، حتي لو لم تكن هذه الطلبات في صالح مصر، وعليه ان يعامل هذه القوي كما يعامل جموع المصريين الذين يهدفون مصالح البلاد والعباد.
هل المجلس لديه رؤية استراتيجية؟ واذا كان فلماذا الناس لايرون ذلك؟
نعم لديه رؤية استراتيجية، وأعود فأؤكد ان مشكلته انه يحاول ارضاء الناس.
اذا اصبحت رئيسا للجمهورية فما اول قرار ستتخذه؟ وهل ستحارب اسرائيل؟
مصر في حالة صعبة الان ولا تحتاج الي تحرك عسكري او حتي صدام سياسي، وليست مؤهلة في الوقت الراهن للتناطح الاقتصادي، وعلينا ان نتعامل بمنطق المصالح المشتركة، ولا يملي احد علينا كما لا نملي علي احد، وسأنتهج سياسة متوازنة، ككرة القدة خطة توازن بين الهجوم الشرس والدفاع الصلد.
سأتحرك نحو افريقيا تحركا معقولا يحقق مصالحنا ومصالحهم بخطة استراتيجية ترضي دول حوض النيل، ولاتنتقص من حق احد، وان تكون التنمية شاملة تماما. وبالنسبة للدول العربية فمن المهم تقوية الصلات والروابط، وان يكون دورنا اكثر حيوية لصالح الامة. وأحذر من بعض الدول التي تحاول سحب البساط من تحت اقدام مصر لاحتلال مكانتها، وملء الفراغ الذي تركناه بارادتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة