الحديث مع احمد لقمان يبدو ذا طبيعة خاصة نتيجة تعدد تجارب الرجل سياسيا علي المستوي اليمني فقد تولي الوزارة اكثر من مرة قبل ان يأتي للقاهرة ليكون سفيرا لبلاده في العاصمة المصرية ويصبح من انشط السفراء العرب واكثرهم حيوية قبل ان يعود اليها - بعد فترة قصيرة من الغياب - مديرا عاما لمنظمة العمل العربية ليجعل منها "خلية نحل "مؤتمرات وورش عمل وجلسات لمناقشة القضية الاهم علي الصعيد السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي ونقصد بها قضية البطالة والتشغيل لينجح في وضعها علي رأس قائمة القضايا المطروحة علي مناقشات القادة العرب، حاول ان يدق ناقوس الخطر من الازمة قبل بوعزيزي في تونس دون جدوي. وفي هذا الحوار الشامل يتناول عدة محاور، الوضع في الدول التي نجحت في احداث التغيير وفي المقدمة مصر ومستقبل المخاض الذي يعيشه بلده اليمن والعمل العربي المشترك من خلال المنظمة. منظمة العمل العربية اول من حذر من الهم الاكبر الذي تسبب في الكثير من المشاكل التي تعاني منها الساحة العربية وهي مشكلة البطالة، هل تعتقد ان ارتفاع معدلات البطالة وتدني فرص العمل كان عاملا هاما لما نشهده من احداث ؟ الذي تسبب في الثورات العربية هي مجموعة عوامل ربما حركت المشاعر الغاضبة التي كانت موجودة ولكنها كانت تتفاعل ببطئ، فهناك قضايا ومشكلات كثيرة في العالم العربي تختلف من دولة الي اخري ولكن الدول ذات الوضع الاقتصادي الصعب والكثافة البشرية معاناتها بالتأكيد اكبر ويبدو ان المحللين والاقتصاديين لم يتعاطوا مع هذه الظواهر بتعمق وبايجابية اكثر واخذوها باعتبار انها حالة من الحالات التي تظهر وتختفي ولكنها لايمكن ان تصل الي المدي الذي وصلت اليه، ولم يستطع احد ان يتكهن بما حدث، المشاعر كانت غاضبة،فحادث البوعزيزي الذي اشعل نفسه في اقاصي تونس،اشعل مشاعر الغضب في الشارع العربي وكان القشة التي قسمت ظهر البعير واتاحت الفرصة للجميع ان يعبر عما بداخله، وكان هناك اندفاع في اتجاه تطوير الاقتصاد وتحسين الأرقام الاقتصادية وبغض النظر عن مدي دقة الأرقام الاقتصادية المعلنة والتي كانت محل تباه لدي عدد من الحكومات إلا أنها لم تكن لها مردود علي المواطن البسيط، فظلت البطالة اما في ارتفاع أو تناقص بمقدار أقل من الأرقام الاقتصادية المبهرة التي تعلن. الأمر الأخر انه حدث انفتاح اعلامي واسع مستفيدا من مناخ الحرية واستطاع المواطن أن يتعرف من خلال إعلامه حول مثالب أي حكومة كما تمكن من التمييز بين ما يطلقه الإعلام الحكومي من آمال وطموحات وبين ما يتحقق علي أرض الواقع وهو في الغالب أقل. فالاهتمام بتحقيق العدالة الاجتماعية متواضع جدا،وبرز عنصر هام وهو انصهار النظم الجمهورية والملكية بصورة واضحة، لقد تعلمنا ان النظم الجمهورية قامت علي نظم ملكية مستبدة تتحكم فيها عائلات في الستينات، وغرزت فينا هذه الثقافة طويلا، فإذا بنا نجد النظم الجمهورية تريد ان تعيد تأطير نفسها، فأدي الاندفاع نحو التوريث مع التراجع الملحوظ في الأداء الاقتصادي وعدم الاهتمام بالبعد الاجتماعي في التنمية.. أدي كل ذلك إلي خروج الناس في عدد من العواصم العربية إلي الشارع. ولكن هذا يدفعنا الي التساؤل حول دور الاحزاب التقليدية في المعارضة فيما حدث من ثورات؟ الاطر الحزبية التقليدية المتعارف عليها لم تكن هي المحرك الرئيسي، واعداد الجماهير الكبيرة التي خرجت لا تعكس حقيقة قيمة او حجم هذه التنظيمات التي بعضها ركب الموجة، وبعضها الاخر تأخر عن ركوبها وحاول ان يلحق بالركب، وفوجئ الناس بعد التغيير ونجاح الثورة في تونس ومصر بالسؤال الاهم وهو من الذي سيقود ؟ مصر وجدت في المؤسسة العسكرية ملاذا تحتمي به منذ ان اعلن الجيش وقوفه بجانب الشعب، وفي تونس حاولت ان تتكيف وفق الدستور وانيطت المهمة الي السلطة التشريعية ليتولي الرئاسة مؤقتا. وماذا عن المطالب الفئوية التي ظهرت بصورة غير مسبوقة بعد نجاح الثورة في مصر علي سبيل المثال ؟ بدأت تظهر مطالب فئوية وان كانت محقة،كما ظهرت ملامح انفلات أمني في الشارع وتراجع كبير في تدفق السياحة، وتراجع الأداء الاقتصادي وارتفعت الأسعار وازداد معها نسبة البطالة، وأنا أشفق علي أي حكومة تشكل في ظروف كهذه لأن مهمتها تكون صعبة وثقيلة بين تحقيق الآمال الواسعة التي يأملها المواطن وبين وقف التدهور، صحيح كانت هناك مظالم كبيرة، وكانت مكبوتة، وجاءت الثورة لتفتح سقف هذه المطالب المشروعة والتعبير عنها بكل صراحة وحرية مما تشكل عناصر ضاغطة علي السلطات التنفيذية، ويلعب الوقت عنصرا حاسما في مدي الرضا وتحقيق التقدم المنشود. كيف تري المراحل القادمة في الدول التي شهدت نجاحا للثورات العربية؟ نحن نعيش مرحلة طبيعية فالتغييرات التي حدثت في عدد من الدول يتطلب التعامل معها وقتا من الزمن حتي تعود عجلة الإنتاج وتبدأ ملامح تحقيق الآمال وهي قد تتطلب في حدود سنتين أو أكثر قليلا.. أما السؤال هو هل سيكون هناك تراجع وهو أمر متوقع أمام هذه التحولات لكن إيقاف أي تدهور والسعي لتحقيق الطموحات المشروعة سوف يرجع الي حكمة رموز الحكم سواء احزاب او مجتمع مدني او سلطة في إدارة دولاب العمل، فالتناغم بين أطراف الحكم الجديدة يبدو سيكون ضروريا لأنه هو الذي سيحمي البلد ويعيد عجلة الإنتاج. ومتي ستنتهي تلك الدول من الفترات الانتقالية وتبدأ في مرحلة البناء؟ الثورات التي اعتدناها في الستينات كان يقوم بها مجموعة معينة من الضباط تمارس الحكم علي طريقة المحاولة والخطأ وسرعان ما تستلهم نظم الحكم وبالتالي تستطيع ان تسير بالركب الي الامام، ولكن الثورات الحالية نجد فيها ان الخيوط كلها ليست في يد طرف واحد وبالتالي نجد ان هناك تجاذبا حول القضايا الأساسية ووسائل تحقيقها. وأخاف ان يعقب الربيع العربي شتاء طويل تتساقط فيه اوراق مع كثرة الدعاوي الضاغطة علي اجهزة الحكم ايا كانت، واتمني ان يعقب الربيع العربي شتاء قصير والا تكون الدول التي نجحت فيها الثورات اسيرة الماضي، واثق ان المستقبل سيكون واعدا وعلينا ألا يتمحور اهتمامنا في الماضي ومعالجة أخطائه فقط فالنظر إلي المستقبل تبقي أهم كثيرا لأنه من خلالها يمكن تحقيق الطموحات والآمال والمطالب التي خرجت فئات الشعب المختلفة تطالب بها. وماذا عن الدول التي مازالت في مرحلة المخاض كاليمن مثلا باعتبارك يمنيا واقتربت من دوائر الحكم اكثر من مرة وتعرف طبيعة الرئيس اليمني ؟وكيف تقيم الوضع في اليمن ؟ الوضع صعب جدا لانه اولا إطالة فترة الصراع تخلق نوعا من الواقع المؤلم، فالوضع الاقتصادي تدهور بشكل كبير،وهناك مشكلة كبيرة وكان الامل في ان يتعامل الرئيس علي عبد الله صالح بفطنته مع الاحداث وفقا للمبادرة الخليجية خصوصا انها تلقي تأييدا داخليا وخارجي باعتبارها تنظم انتقالا سلميا للسلطة لكن عدم توقيعه علي المبادرة وتقديمه للوعود باستعداده من ناحية والبحث عن ذرائع من ناحية أخري للتملص منها سببت قدرا كبيرا من المعاناة الإنسانية للمواطن اليمني كما أن استخدام القوة في قمع الشباب أحدثت أضراراً نفسية ودمارا للممتلكات وأوجدت ظروفا غاية في الصعوبة في اليمن بأكمله ولا سيما في صنعاء / تعز / وعدن. فشباب الثورة مصرون للوصول إلي مبتغاهم والمخرج الوحيد هو التوقيع علي المبادرة. ولكن هناك من يرفض المبادرة الخليجية ؟ انا انظر الي المبادرة باعتبار ان الغالبية تريد ان يكون هناك مخرج للازمة القائمة،بالطبع هناك من يعترض عليها وهناك من يريد الحسم،ولكن قضية الحسم العسكري في اليمن امر صعب لان هناك انقساما كبيرا فجزء من الجيش مع الثورة وجزء اخر مازال مع الرئيس، فالثورة في مصر اسقطت فكرة التوريث والمدة المتوالية غير المحدودة وبالتأكيد هناك مقاومة لهذا الشئ في اليمن ونحن الان نعيش مأساة، وهناك مطالبات حتي من اقرب الناس للرئيس بالتغيير، فالجميع في اليمن ينشد التغيير ولكن الخلاف حول طريقة التغيير،فشباب الثورة يطالبون بالتغيير الكامل لاطراف الحكم الحالية سواء الرئيس علي عبد الله صالح او اولاده او اولاد اخيه، ومن هم بجانب الرئيس يعتقدون ان المخرج يتم بانتهاء المدة الزمنية المحددة للرئيس في 2013 وغالبيتهم يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة نهاية العام الحالي، لذلك فالمبادرة الخليجية عالجت هذا الامر في ان انتقال السلطة من الرئيس الي نائب الرئيس الحالي وتشكل حكومة من الطرفين وتسيير البلد لفترة معينة ويتم بعدها اجراء الانتخابات وتعديل الدستور، بالطبع الرئيس علي عبد الله صالح سيدخل التاريخ اذا استجاب لهذا الشئ لكن مع الاسف كل يوم الضحايا تسقط في اليمن، والتمسك بالبقاء وتأخير التوقيع خطأ سياسي فادح. هناك ثلاثة اطراف داخل اليمن، طرف فاعل في الشارع اليمني واخر في القصر الجمهوري وهو رد فعل وثالث وهو اللقاء المشترك يحصد دون بذل اي جهد،فلماذا يتم تغييب شباب الثورة من معادلة الحل بعد صالح ؟ حدث أن جموع الشباب سواء من أبناء المدن أو قبائل خرجوا إلي الميادين منذ أكثر من ثمانية أشهر يطالبون بالتغيير وبرحيل النظام وهم مصرون علي سلميتها، وتركوا أسلحتهم الشخصية في منازلهم مما آثار إعجاب المجتمع الدولي بالرغم من معاناتهم المستمرة في التعرض لاعتداءات متكررة. وحاول اللقاء المشترك أن يساعد هذا التوجه وأن يكون جزاً هاماً منه أو محركاً له أحيانا واللقاء المشترك هو مجموعة أحزاب تشترك في هدف واحد وهو تغيير النظام. وحدث عدة مرات تعارض بين ما يراه الشباب الثائر بتلقائية من رؤي وبين أداء اللقاء المشترك سياسيا. صحيح أن دوره السياسي مهم لكن الاستماع والتفاعل مع حركة الشباب واندفاع الشارع أمر مهم للغاية لنجاح ثورة الشباب ولهذا استفاد الرئيس من بعض التناقضات وهي طبيعية في صفوف الثورة مما أطال من عمر الأزمة وضاعف المعاناة لشعبنا اليمني. نرصد وجود عدد كبير من رموز العمل السياسي في اليمن في زيارات لمصر، هل يمكننا الحديث عن دور مصري لحل الازمة اليمينة؟ هناك عدد كبير جدا من المسئولين اليمنيين موجود في مصر وهناك لقاءات وتشاورات،فمصر دائما تكون ملاذا بالنسبة لليمن عبر التاريخ ولا استغرب وجود اليمنيين يتحركون من خلال مصر، ومصر ايضا يمكن لليمنيين الذهاب اليها بدون تأشيرة دخول وهذا عنصر هام، بالاضافة الي ان غالبية القيادات اليمنية عاشت ودرست في مصر لذا هم يستأنسون الوصول إليها، والآن بالطبع هناك جهود كبيرة تبذل ونائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي والمجتمع الدولي ايضا يقومون بجهود حثيثة للتوقيع علي المبادرة الخليجية وإيقاف التدهور الحادث في اليمن وبالتالي اعادة هيكلة الجيش واعتقد ان هذا عنصر ليس من السهل تحقيقه، وتنفيذ إعادة الهيكلة عنصر من عناصر نجاح المبادرة الخليجية، فهناك انقسام حقيقي في وحدات الجيش، لكن استمرار الثورة يعكس ان شباب الثورة مازال رافعا راية الانتقال السلمي للسلطة علي الرغم من ان غالبتهم يمتلكون أسلحة شخصية وهذا عنصر يعكس مدي حضارة المواطن اليمني فعلي الرغم مما يواجهه من مصاعب وقتل واصابات الا انه يصر علي النجاح من خلال الثورة السلمية. مسألة التحذير من انقسام اليمن، كيف تفسر لنا المخاطر القادمة اذا استمر الوضع في اليمن علي هذا النحو؟ المخاطر كبيرة.. فاستمرار الأوضاع كما هي حاليا من خلال تمسك النظام في البقاء بغض النظر عن النتائج وعدم توقيعه علي المبادرة الخليجية وإصرار شباب الثورة علي تغيير النظام سيزيد من المتاعب ومعاناة شعبنا. كما قد تدفع الصدامات من حين إلي آخر إلي اتساع رقعتها وانعكاس ذلك علي تدمير للعاصمة ومدينة تعز جراء استخدام الآليات الثقيلة كما أن إطالة أمد الصراع فلا يستبعد أن تسعي المشاريع الانفصالية للتسلل علها تجد طريقها للنجاح خاصة وأن سيطرة ونفوذ العاصمة علي عدد من المحافظات قد تراجع كثيراً وهناك محافظات أصبحت تدير نفسها بعيدا عن العاصمة. وماذا عن مخاطر تنظيم القاعدة وانتشاره في اليمن ؟ لن تجد القاعدة او الارهاب بيئة صالحة للترعرع كما هو الحال الان في اليمن نظراً لضعف سيطرة الدولة، وبالتالي هناك مناخ خصب للارهاب، وليس من صالح المجتمع الاقليمي او المجتمع الدولي ان تطول فترة الصراع في اليمن، صحيح ان النظام استعمل القاعدة كفزاعة، ولكن التدهور الامني الموجود حاليا في اليمن والوضع الاقتصادي وانشقاق بعض المحافظات عن هيمنة وسيطرة المركز الرئيسي كلها عوامل ستجد للارهاب فرصة ان ينمو ويكون له نفوذ اكثر، واذا كان يعتقد البعض ان ترك اليمن يعيش مأساته وحده لانه لن يتضرر فهو مخطئ وبالذات دول الإقليم، وهناك قيادات في اليمن الان مصرة علي سلمية الثورة وان يقيم النظام الجديد علاقات وثيقة مع دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وان يكون استقرار اليمن من استقرار المنطقة ككل وان يتعاون مع المجتمع الدولي من اجل محاربة الارهاب ونبذ العنف وطرد القاعدة وتجفيف منابعه في اليمن، وهناك دعوات قوية في الفترة الاخيرة صدرت من امريكا وكندا واوروبا والسعودية وغيرها تؤكد علي ضرورة توقيع المبادرة الخليجية . من اين يستمد علي عبد الله صالح القدرة علي الصمود طوال تلك المدة ؟ يبدو لي انه لم يقدر التحول الذي حدث بشكل حقيقي وان كان هو ذكي وفطن، الامر الاخر انه تعامل مع المتناقضات جميعا علي مدار 33 سنة في الحكم. هل المحاكمات التي تتم في مصر حاليا لرموز النظام السابق اثرت بالسلب علي نجاح الثورة اليمينة وترك صالح للحكم خوفا من محاكمته ؟ كل ما جري بالتأكيد له تأثير، المحاكمات والتأخر في مسألة الانتخابات كلها عوامل تستخدم لتعطيل مسار حركة الشباب. هل تعتقد ان محاولة اعادة ترتيب البيت في عدد من الدول العربية اثرت علي مؤسسات العمل العربي وخفضت من حجم نشاطها ؟ ما اتخذته الدول العربية من قرارات خلال الاشهر القليلة الماضية يفوق ما تم تنفيذه خلال اربعة عقود سابقة في الدول العربية، فلم تحدث قرارات في تاريخ الحكومات العربية لصالح المواطن العربي مثلما حدث خلال الاشهر القليلة الماضية، ان تتعامل مع قضايا العدالة والكرامة والبطالة وتوفير مزيد من فرص العمل وإحداث قدر من التوازن بين الشأن الاقتصادي والاجتماعي كما حدث من توفير سكن ورفع مرتبات، منذ فبراير الماضي وحتي الان هناك قرارات عديدة اتخذت، وحدثت ثورة حقيقية في الشأن الاجتماعي ما كان يمكن ان تحدث لولا ما حدث في مصر وتونس ثم ليبيا، والدعاوي التي كانت تطرحها منظمة العمل العربية بين الحين والاخر - واخرها تقرير المنظمة التي اطلقته من تونس قبل ستة اشهر من اندلاع الثورة التونسية كانت تستهلك وعلي الرغم من انه كان هناك تعامل معها واهتمام اعلامي بها كما اهتمت بها القمم العربية أيضا ولكن بين القرار وبين الفعل هناك فرق شاسع، فمثلا قضية التأمين علي التعطل غير موجودة الا في البحرين والجزائر وهذه قضية ستكون محورا مهما في المستقبل القريب لان البطالة ستزيد وستفرض علي الحكومات بصورة او باخري مسألة التأمين علي التعطل،وايضا توطين الوظائف فدول مجلس التعاون الخليجي قطعت شوطا كبيرا في الفترة الاخيرة اكثر بكثير مما قطعته في السابق واخذ الامر بجدية اكثر مما كان،فيما يتعلق بالشأن العربي حدث انزواء واهتمام ملحوظ بالشأن الداخلي، فمثلما حدث تحول في كل دولة حدث أيضا بعض التراجع في مجال التعاون العربي، وتستطيع ان تقول ان قرارات قمة الكويت منذ يناير 2009 وحتي الان تنفيذها يمر بمسالك صعبة للغاية وخصوصا ما يتعلق بالتمويل. توقعاتك لأداء القمة الاقتصادية القادمة بالسعودية ؟ ستكون مفصلية لان اولا القمة تنعقد في بلد اصبح له شأن وقيمة وتأثير في الساحة العربية دون منازع وكذلك الدولية وسيكون من الصعب تمرير القمة بالاكتفاء بقرارات قمة الكويت ومتابعتها وبالتالي فإن شخصية الملك عبد الله بن عبد العزيز ومكانة المملكة ودورها ستكون بالتأكيد عاملا حاسما في الدفع بقرارات معينة وتنفيذها. كيف تستطيع منظمة العمل استخدام ما يحدث من تغيرات في المنطقة حاليا لتحقيق اهدافها وتنفيذ مشاريعها في الدول العربية ؟ الموضوعات التي تطرحها المنظمة تكون لصالح كل الدول العربية واجندة المنظمة تصاغ باتجاه عربي وفلسفة عربية وليس في اطار اجندة دولية ولذلك فمن الاولي ان اي شئ يصدر من المنظمة ان يلقي الاهتمام، لقد انتهت علي سبيل المثال لجنة من الخبراء العرب لإعداد إعلان مبادئ لميثاق الحوار الاجتماعي في الوطن العربي وهذا امر هام جدا، ونحن نريد تعزيز الحوار الاجتماعي حتي نوجد صيغة لمعالجة قضايانا.