خوف وصدمة وقلق سرعان ما يتحول إلي أمل وتحدي للشفاء من المرض الخبيث، قبل سنوات كانت معرفة المريض إصابته بالسرطان، تمثل حكمًا بالإعدام، فيهرب من العلاج لصعوبته وييأس حتي يباغته الموت، أما الآن فيذهب المريض متمسكًا بأمل الشفاء لبدء رحلة علاج يهزم فيها المرض اللعين بإرادته وتناول العلاج الأكثر ملاءمة لحالته من بين أكثر من 13 نوعا لعلاج الأورام تكفل الدولة معظمها بعد تحديث بروتوكولات العلاج الخاصة بالأورام. تشير الإحصائيات الرسمية إلي إصابة 115 ألف حالة جديدة سنويًا في مصر، بالسرطان من بين 100 نوع من الأورام، وتصل نسب الشفاء إلي 99% في المراحل الأولي و77% في المراحل المتأخرة... قصص وحكايات أبطال حاربوا السرطان، فهزموه، ترصدها »الأخبار» بعضها في هذا الملف لتكون دافعًا لحياة جديدة لمرضي السرطان. منذ أن كان عمره عامًا يتردد محمد حميدة عبده صاحب ال11 عامًا علي مستشفي 57357 للعلاج من ورم أصابه في البطن والكلي والمتابعة حتي لا يعود الورم الخبيث ثانية. رحلة علاج الطفل بدأت حين شعرت والدته بوجود ورم في بطن صغيرها عام 2008 ليتوجه إلي طبيب بمحافظة القليوبية التي يقطن بها يكشف له حقيقة إصابة طفله. يسترجع والده ويعمل مدرسًا بمحافظة القليوبية، والدمع يغرق عينيه، بداية إصابة طفله: شعرنا بأنه لا أمل في العلاج بعد أن اكتشفنا الورم، إلي أن وجهنا أحد الأطباء بالمحافظة إلي 57357، وفور التسجيل قاموا بإجراء الأشعة والتحاليل، وأعطوا لنا أملا في علاجي طفلي الأول». حصل الطفل طبقا لبروتكول العلاج علي 20 جلسة كيماوي، علي مدار عام مجانًا، ثم اجري جراحة لاستئصال الورم، بدأ بعدها المتابعة مع المستشفي كل 3 أشهر ثم 6 أشهر، ثم كل عام، دون أن يواجه أي مشكلات غير صعوبة الجلسات علي الأب في بدايتها وسط بكاء طفله الذي لم يتجاوز العامين في ذلك الحين. نظر الوالد إلي طفله بشفقة تظهر ما عاناه وقال: أول سنة في العلاج كانت صعبة كنا بنجي المستشفي في أي وقت سواء في رمضان أو العيد، وكان يتعرض محمد لسخونة نتيجة العلاج الكيماوي، فكنت أستأجر عربية خاصة من القليوبية وأجري به علي هنا لعلاجه في الطوارئ وكانت المستشفي تستقبلنا وتقوم باللازم». يستمع الطفل إلي حكاية أبيه عن بداية مرضه وعلاجه، باندهاش دون ان يتذكر أي شئ، لكنه يشعر بألفة مع المتواجدين من الأطفال في غرفة الألعاب التي التقيناه فيها: كنت طفلًا لا اتذكر شيئ من ذلك، لكني انا كويس بخير، وبحب آجي المستشفي أتابع ولا أشعر بأي ألم. تعامل الأطباء الجيد مع الطفل أصبح دافعًا لتحقيق حلمه بأن يصبح طبيبًا، فيؤكد »نفسي ابقي دكتور اساعد الناس زي ما بيعملوا معانا هنا» يصل بنا والد الطفل إلي نهاية الرحلة فيضع يده علي رأس الطفل ويشعر بالسعادة والفخر: الحمد لله ابني شفي من الورم وحاليًا يدرس في الصف الخامس ابتدائي ومتفوق في دراسته دون أن يهزمه المرض». ويعود الطفل إلي زملائه ليلعب معهم حتي يأتي موعد المتابعة مع الطبيب قائلًا: كل مرة اقابل ناس جديدة واتعرف عليهم وبنبقي أصحاب».