كنت أعتقد أن »عمرو دياب« أذكي نجوم جيله، ودليلي علي ذلك أنه أكثرهم قدرة علي البقاء حياً حتي »الآن«، وظللت علي اعتقادي هذا حتي سمعت ألبومه الأخير »بناديك تعالي« هنا فقط لم أعد أعتقد أنه كان يوماً ما أذكي نجوم جيله، ربما كان أكثرهم حظاً أو اهتماماً، أو أكثرهم قدرة علي رسم صورة حقيقية لمشاعر مصنوعة وأحاسيس مفتعلة ونجومية عرجاء. ربما كانت »الحماقة« أو »الغيبوبة« وراء ما فعله »عمرو دياب« لأنني لا أتخيل أن »فناناً مصرياً« بحجم جماهيرية »دياب« يصدر له ألبوم غنائي بعد تسعة أشهر من ميلاد أصدق وأعظم ثورة في مصر، ولا يتغني فيه بكلمة واحدة عن مصر ولا ثورتها ولا شبابها، وكأنه فنان »بلاستيك« يعمل بالحجارة وليس بني آدم من لحم ودم، ولولا أنني متأكد أن »عمرو دياب« مطرب مصري من »بورسعيد« لظننت أنه مطرب إنجليزي من »يورك شاير« ولا يعلم بوجود بلد علي الخريطة اسمها مصر.