رغم صغر سنهما كونهما لاتزالان بالمرحلة الثانوية توصلت الطالبتان منار علي حسن، وضحي كمال أحمد، بمدرسة قليوب الثانوية بنات، لاكتشاف علاج جديد للقضاء علي سرطان الدم باستخدام نبات الكركم، وقدمت الطالبتان اكتشافهما ضمن الاكتشافات العلمية والاختراعات التي شملها معرض العلوم والهندسة الذي نظمته مديرية التربية والتعليم بالقليوبية داخل كلية الهندسة ببنها.. "الأخبار" التقت الطالبتين وحاورتهما حول تفاصيل هذا الاكتشاف وقيمته العلمية والدوائية.. في البداية.. نود التعرف علي تفاصيل اكتشافكما به. الاكتشاف يتلخص في الوصول إلي مركب طبي جديد يتم استخلاصه من الطبيعة، وتحديدا من نبات الكركم، ويسهم هذا المركب بشكل كبير في علاج سرطان الدم الذي يعاني منه العديد من المرضي ويسبب لهم الكثير من الآلام والمعاناة ويتميز بفاعليته القوية وسرعة الشفاء بعد تناول هذه المادة. ولماذا اتجه تفكيركما إلي هذا المجال بالذات رغم صغر سنكما؟ فكرنا في هذا الاكتشاف لأننا وجدنا أن أمراض السرطان تعد من الأمراض الخطيرة التي تنتهي في كثير من الأوقات بالوفاة بسبب ارتفاع أسعار الأدوية وعدم قدرة البعض علي شرائها، بالإضافة إلي أننا حاولنا المساهمة في تخفيف آلام المرضي وتقديم شيء ينفع البشرية ويفيد المجتمع ويخفف عن هذه الشريحة آلامها. وما المصادر الطبيعية التي يتم استخلاص المكونات منها؟ اعتمدنا علي استخلاص المادة الفعالة من نبات الكركم والتي تسمي الكوركومين وهي المادة المعروفة علميا بأن لها تأثيرا واضحا علي خلايا الكوكيميا الشهيرة باسم "سرطان الدم" وتعمل علي قتلها.. وتوجد هذه المادة بالتحديد في الأنابيب الغربالية للحاء الموجود بساق نبات الكركم. وهل هناك مواد أخري تتم إضافتها للمادة المستخلصة من الكركم؟ تتم إضافة نسبة قليلة من السكر حيث نقوم بتغليف مادة الكوركومين بها وذلك حتي لا تؤثر علي فاعلية الكوركومين. وما فائدة إضافة السكر للمركب؟ نقوم بإضافة مادة السكر بنسبة قليلة وذلك لإيهام خلايا الكوكيميا بأن المركب عبارة عن سكر فقط، وذلك لأن هذه الخلايا السرطانية تتغذي علي السكر بشكل أساسي، فنكون بذلك قد "خدعناها" وقدمنا لها المادة التي تمثل السم القاتل لها وهي مادة الكوركومين علي هيئة المادة السكرية التي تتغذي عليها وبالتالي تعمل مادة الكوركومين علي قتل الخلايا المصابة بسرطان الدم. وما الجرعة اللازمة للشفاء باستخدام المركب المرتقب؟ الشفاء من سرطان الدم يحدث عقب تناول جرعتين فقط من هذه المادة المستخلصة من نبات الكركم، حيث إن الكوركومين يدمر الخلايا السرطانية ل"الكوكيميا" خلال 24 ساعة، كما أنها تعمل علي تقوية الجهاز المناعي وتوقف نمو الخلايا السرطانية وبذلك يعد علاجا سحريا لهذا المرض اللعين. وهل بدأتما التطبيق العملي لهذا الاكتشاف؟ بالفعل بدأنا التطبيق العملي للاكتشاف حيث تم التواصل مع مسئولي المعامل بالمركز القومي للبحوث، كما تم التواصل أيضا مع كلية الطب ببنها للإشراف علي مراحل الإعداد، وقمنا باستخلاص مادة الكوركومين تمهيدا لإعداد المركب المرتقب، وجار تطبيق التجربة العملية ونتمني أن تكلل بالنجاح بإذن الله. وهل وجد اكتشافكما اهتماما من قبل المسئولين؟ بالطبع نال اهتماما كبيرا من المسئولين بمحافظة القليوبية علي وجه التحديد حيث قام المحافظ الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق بتكريمنا بحضور طه عجلان وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، ومشاركة عدد من العلماء وأساتذة الجامعة، وتم تصعيدنا للمعرض السنوي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.. لذا نوجه الشكر للمشرف العام علي المسابقات العلمية بإدارة قليوب التعليمية، أسامة السيد، لاهتمامه باكتشافنا في مجال الطب والدواء، وقيامه بتصعيد مشروعنا علي مستوي المحافظة.