من الوزراءِ من يتصورُ أنه طالَ السماءَ بعد آداءِ اليمينَ الدستوريةَ، تحاصرُه خُيالاتُ العبقريةِ والألمعيةِ فيصدقُها ومع سيطرةِ المنصبِ يعيشُها علي من حولِه من المرؤوسين، وعلي من يسايرونه ويُقننون ما يَري ولا يُرشدونه. هذا حالُ كثيرين ممن وجدوا أنفسَهم علي كراسي. أجادَ أهلُ الولهِ بالكراسي والمصابون بداءِ حبِ الظهورِ لعبةَ الاقترابِ من الإعلامِ والانقضاض علي كل المناسباتِ والأنشطةِ والجلوسِ علي مقهي فيسبوك، إما بالآراءِ التي يوزعونها هنا وهناك، أو بالقراراتِ التي تثيرُ الجدلَ أكثر من النفعِ، أو باصطناعِ الإنجازاتِ والخصالِ الحَسنةِ. ولما كان الإعلامُ يبحثُ عن الإعلاناتِ فالشخصياتُ الجدليةُ ضيوفُه ومادتُه. كم من وزراءٍ أتوا بعد رئاسةِ جامعةِ أو مؤسسةٍ أو عمادةِ كليةٍ، واتضحَ كم عانَت منهم جامعاتُهم وكلياتُهم ومؤسساتُهم. الوزارةُ تفضحُ وتكشفُ اإمكاناتِهم!! مشكلة بعضِ الإداراتِ الجامعيةِ التَوهمُ أن العنترةَ والمنظرةَ الطريقُ الطبيعي للوزارةِ أو لجائزةٍ من جيبِ الدولةِ، وما أحلي الإثنين معًا!! مع الاحترامِ للجميعِ، الوزاراتُ بيوتُ عنكبوتٍ، فيها المؤبدون الذين يهيمنون عليها ويتبدلُ الوزراءُ ولا يتغيرون. في وزارةِ التعليمِ العالي مثلا لجانٌ ما لها من حصرٍ. وما أكثرَ لجانِ المجلسِ الأعلي للجامعاتِ، فهي تتشكلُ من وجوهٍ مؤبدةٍ تشعبَت وفرضَت سيطرتَها، تربيطاتٌٍ وامتناعٌ عن سَماعِ أيةَ آراءٍ من زملاءِ الجامعاتِ في شئونهم. شخصياتٌ عنكبوتية تَظهرُ للوزراءِ أو المسئولين القادمين بلا خلفيةٍ حقيقيةٍ وكأنها الحلولُ والصوابُ. لنرْ أيضًا تشكيلَ لجانِ ترقيات أعضاء هيئات التدريس بالجامعاتِ وما أثارت؛ وجوهٌ تُكررُ نفسَها من لجنةٍ لأخري، ومن جائزةٍ لجائزةٍ، أيُ وزيرٍ يبحثُ عن إظهارِ ِنفسِه، فلا يمكنُه فضَ بيوتِ العنكبوتِ حتي لا ينكشفُ، ويظلُ الحالُ علي ركودِه. كم عُرِضَ ما تتعرضُ له لوائحُ الدراساتِ الجامعيةِ، هل من مُصغ؟ أبدًا. يتقوقعُ الوزيرُ شيئا فشيئا داخل بطانتِه التي يري أنها ستُظهرُه وتؤدي عنه، مهما قيلَ عنها وأيًّا كان مسلكُ بعضِ أعضائها وسيرتُهم؛ وهو أسلوبٌ مع الأسف شاعَ، سواء في جامعةٍ أو كليةٍ أو شركةٍ أو مؤسسةٍ. الوزيرُ مع البطانةِ وعينُه علي صحيفةٍ أو قناةٍ فضائيةٍ، المهمُ أن يظهرَ وكأنه الجرئ المفكرُ القاطعُ البتارُ الجديدُ المُجَددُ. كم من وزيرٍ أتي، ثم غادَرَ الوزارةَ غيرَ مَذكورٍ، خسرَت الدولةُ وكسبَ معاشًا ولقبَ وزيرٍ سابقٍ، الأهمُ أنه لم يرحلْ!! كيف؟ موجودًا هو في لجانِ الوزارةِ التي كان يتولي مسئولياتِها، في لجانِ التطويرِ ووضعِ القواعدِ والقوانينِ!! أيضًا اللجانُ خارجَ الوزارةِ وعضويةُ مجالسِ الإداراتِ والأمناءِ مفتوحةً ع البحري!! اللهم لوجهك نكتبُ. • أستاذ هندسة الحاسبات - جامعة عين شمس