ما أصبحنا نراه علي شاشات الفضائيات التي تهبط علينا ليل نهار أشبه بكوميديات الشاعر الانجليزي الكبير وليم شكسبير التي اطلق عليها الكوميديا السوداء.. تلك هي بعض من اعماله الشهيرة مثل الملك لير وعطيل وهاملت ففيها تتجسد المأساة بكل آلامها وتداعياتها.. مقدمو برامج التوك شو لا يعجبهم شيئا في البلد ولمزيد من الاثارة والتهييج الاعلامي بل قل التحريض يذيعون لقطات فيديو غريبة معتقدين انهم يحققون سبقا اعلاميا مثل الفيديو الذي يحوي مشهدا لبعض الضباط من الجيش والشرطة ادعوا فيه انهم يعذبون مسجلين خطر وياولداه هذان المسجلان ما هما الا حملين وديعين كان يجب ان يعاملا بالقانون.. ياسلام.. أين كان هذا القانون حينما داهم الاثنان ممتلكات الناس الغلابة وحطموها وفرضوا عليهم الخوف وهما مطلوبان في أكثر من قضية.. لماذا لم يتحرك ضمير معظم هؤلاء حينما اشتكي المواطنون مما يحدث لهم علي أيدي هؤلاء البلطجية.. لماذا لم يرق قلب هؤلاء ومنهم الست مني الشاذلي التي كانت متأثرة لهذا المشهد علي ما حدث للاهالي الذين خرجوا للاحتجاج علي التحقيق مع الضباط.. لماذا لم يرق قلب مذيعة العاشرة مساء علي زميلتها مني سلمان التي استوقفها البلطجية هي وزوجها وسرقوا كل متعلقاتهما علي باب مدينة الانتاج الاعلامي مثلا.. حتي السيد معتز الدمرداش لم يكن راضيا عما حدث من الضباط.. نحن لا نقبل ان يهان مواطن علي أيدي رجال الشرطة أو الجيش ولكننا لا نشعر بالحسرة الممزوجة بالألم عندما نري البلطجية يذوقون من نفس الكأس.. ينبغي ان يكونوا عبرة لغيرهم من البلطجية الذين اخافونا في بيوتنا وشوارعنا وضيقوا علينا حياتنا.. بماذا نقابل بلطجة هؤلاء الذين خطفوا فتاة السويس وشرعوا في الاعتداء عليها لولا يقظة أحد ضباط الشرطة الذي خلصها من أيديهم وطارد ثالثهم فوقع من مبني تحت الانشاء ومات فكانت النتيجة ان قام اهله وزملاؤه في البلطجة باحراق قسم الجناين.. ماذا نفعل لهؤلاء البلطجية الذين احرقوا نقطة شرطة سخا بكفر الشيخ انتقاما لمقتل زعيمهم.. يامدعي البكاء علي القانون وحقوق الانسان ارحمونا من برامجكم التي أصبحنا نكرهها والا سوف ادعي عليكم " روحوا ربنا يرزقكم ببلطجي " ربما ساعتها لن تطالبوا برحمة البلطجية.. حرام عليكم هذا الانفلات الاعلامي.. كفانا الانفلات الأمني ! ما يفعله نجوم برامج الفضائيات هو المأساة بعينها تفوق مآسي شكسبير بمراحل! الحلقة التي قدمها الاعلامي المحترم مصطفي بكري علي تليفزيون الحياة واذاع فيها الجزء المحذوف من كلمة المشير في احتفال تخريج دفعة من الطلبة باكاديمية الشرطة كانت ضربة معلم فقد وصلت رسالتك الي المشاهدين بدون ان تتكلم أو تشرح.. برافو ياأستاذ .