نجح الديكتاتور أردوغان باقتدار في إعادة التاريخ الأسود للدولة العثمانية خاصة في مجال المذابح والمجازر وجرائم الإبادة الجماعية المتعمدة والممنهجة والمنظمة فإذا كانت الدولة العثمانية قد أبادت حوالي مليوني أرمني خلال الفترة من 1914 - 1923 (أثناء وبعد الحرب العالمية الأولي) من خلال المجازر والمذابح أو من خلال تعريضهم للموت والهلاك بإجبارهم علي السير مئات الأميال إلي الصحراء الجرداء وحرمانهم من الماء والغذاء والكساء والدواء فإن الديكتاتور أردوغان نجح في إبادة ما يقرب من مائتي ألف كردي خلال الخمس سنوات الماضية متعللا بعدائه لحزب العمال الكردستاني علما بأن الأكراد ليس هم حزب العمال الكردستاني فقط ولكن الأكراد أكثر من خمسة ملايين نسمة ينتشرون في تركيا والعراق وسوريا وإيران. وإذا كان الغرب قد مارس لعبة الصمت والتجاهل علي مجازر ومذابح الأرمن فهو يكرر نفس اللعبة مع الأكراد ولكن بطريقة مفضوحة وإذا كان انسحاب القوات الأمريكية من سوريا - من وجهة نظري -قرار صائب لأنها تعتبر قوات محتلة فإن الانسحاب الأمريكي لا علاقة له مطلقًا بالقوانين والأعراف الدولية ولكن طبقا للسياسة الأمريكية الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) فإن الانسحاب الأمريكي سيؤدي إلي إعادة تنظيم صفوف داعش من خلال الدعم التركي اللامحدود كما أنه أيضا سيؤدي إلي تعميق الخلافات بين روسياوتركيا حيث تصر روسيا علي وحدة التراب السوري بينما تطمع تركيا في ضم المزيد من الأراضي السورية علي غرار ما حدث مع لواء الاسكندرونة السوري الذي أصبح ضمن الأراضي التركية أيضا تحاول روسيا - بقدر الإمكان - وقف المذابح والمجازر التي يتعرض لها الأكراد ولكن هيهات فقد أعطت أمريكا الضوء الأخضر للديكتاتور أردوغان لممارسة هوايته في الإبادة الجماعية سيرا علي خطي أسلافه من حكام الدولة العثمانية. وإذا كان النظام العالمي قد أوشك علي الانهيار فليس أمام الأكراد إلا الاتحاد ضد الديكتاتور أردوغان أيضا هناك أمل أن تبادر الدول التي مازالت تحتفظ في سجلاتها بمواقف إنسانية أن تساعد الشعب الكردي علي النجاة من هذه الإبادة الجماعية. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.