مر يوم الاحتفاء بلغة العرب 18 ديسمبر الماضي مرور الكرام، رغم أنه اليوم الذي قررت فيه الأممالمتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل بأروقتها، الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في بلدنا المحروسة، لم يرق للمستوي المطلوب رغم أنها كما قال عميد الأدب العربي طه حسين: يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، فكيف تحدث الأخطاء فيها، وعلماء اللغة يؤكدون أن كل شعب مرهون بلغته، وأن تطور الأمم، وازدهارها الحضاري والعمراني، يتوقف علي نمو لغتها وازدهارها، والأديب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه اللغة الشاعرة يؤكد أن اللغة العربية علي قدمها تتجدد دائما ولها مزايا متعددة يتم اكتشافها كلما تقدمت العلوم الحديثة في العلوم اللسانية والصوتية، مؤكدا أن المقارنة بين اللغة العربية، وبين أخواتها السامية يدل علي تطور لا يتم في بضعة أجيال، ولا بد له من أصل قديم يضارع أصول التطور في أقدم اللغات، فلا بد من أجيال طويلة تمضي قبل أن ينتهي تطور اللغة إلي هذه التفرقة الدقيقة بين أحكام الإعراب، أو بين صيغ المشتقات، أو بين أوزان الجمع والمثني وجموع الكثرة والقلة في الأوزان السماعية، ولا بد من فترة طويلة يتم بها تكوين حروف الجر والعطف وسائر الحروف التي تدخل في تركيب الجملة بمعانيها المختلفة، وتنفصل بلفظها من ألفاظ الأسماء والأفعال التي تولدت منها، وهي في بعض اللغات لم تنفصل عنها حتي اليوم، إن اللغة العربية لغة شعرية لانفرادها بفن العروض المحكم أو جمال وقعها في الأسماع، فإنها لغة شاعرة ولا يكفي أن يقال عنها إنها لغة شعر، أو لغة شعرية، وجملة الفرق بين الوصفين أن اللغة الشاعرة تصنع مادة الشعر وتماثله في قوامه وبنيانه؛ إذ كان قوامها الوزن والحركة، وليس لفن العروض ولا للفن الموسيقي كله قوام غيرها، وليس في اللغات التي نعرفها، أو نعرف شيئًا كافيًا عن أدبها، لغة واحدة توصف بأنها لغة شاعرة غير لغة الضاد، أو لغة الأعراب، غير اللغة العربية، واللغة العربية أوفر عددًا في أصوات المخارج التي لا تلتبس، ولا تتكرر بمجرد الضغط عليها، فليس هناك مخرج صوتي واحد ناقص في الحروف العربية، وتمتاز اللغة العربية بحروف لا توجد في اللغات الأخري كالضاد والظاء والعين والقاف والحاء والطاء. وللحديث بقية