بقلم: فاتن عبدالرازق قد تمتلك الدول الأموال والموارد الطبيعية والثروات بمختلف اشكالها ولكنها بالرغم من ذلك تظل بعيدة عن ركب التقدم والحضارة وهو الامر الذي يطرح تساؤلا هاما حول سر هذا الجمود الذي تحيا فيه بعض الدول والمفترض ان تكون منافسة اساسية علي مضمار التقدم. ولكن الاجابة عن هذا التساؤل تبدو للمتفحص بسيطة للغاية فهذه الدول استثمرت في كل شيء الا البشر الذين غابوا عن خططها الاستثمارية فاختل ميزان نهضتها وتقدمها حتي صارت عبئا علي دول اخري.. فما قيمة اي استثمار بلا عقل متطور يديره أو أيد ماهرة ومدربة تدفعه للامام وتؤهله للمنافسة؟ إنها المعادلة الصعبة التي يجب ان نفكر فيها جيدا اذا كنا نسعي نحو التقدم ونتمناه وهي المعادلة التي اري ان حجر الزاوية فيها يجب ان يكون التعليم فهو عماد اي تقدم وداعمه الاساسي ولنا ان نتخيل دوله تسعي للتطور والتنمية والنهوض دون ان تمتلك منظومة تعليمية سليمة تؤهلها لتحقيق هذا الحلم. أو مناهج دراسية مرتبطة وفاعلة لانشطة الدولة الصناعية والتجارية والزراعية.. فلا يعقل ان يدرس الطلاب مناهج غير مرتبطة باحتياجات سوق العمل. ولا يعقل ايضا ان تظل المناهج ساكنة بلا اي تطوير بالرغم من التطور الدائم والمتلاحق الذي تشهده مختلف العلوم والمجالات وكأننا ندرس للطلاب تاريخ العلوم وليس حاضرها. إن ما ننادي به دائما هو مسايرة التقدم والسعي نحوه وليس الاختباء وراء مناهج تعوق عملية استثمار البشر الذين هم ثروتنا الحقيقية.. واذا كنا نتحدث عن بعض الدول الاخري فاننا يجب ان نتحدث كذلك عن مصرنا التي هي هبة النيل والانسان المصري الذي استطاع بناء حضارة شهدت لها الدنيا. فهل يعجز هذا الانسان عن استثمار كل هذه المقومات التي حبانا الله بها لندعم مسيرتنا بالاستثمار في البشر؟ سؤال أري ان اجابته باختصار ان الانسان المصري يستطيع الاستثمار جيدا في البشر اذا اتيحت له الفرصة والامكانات وعلينا فقط ان نمنحه هذه الفرصة وتلك الامكانات ونشد علي يديه ليصبح حلمنا حقيقة علي ارض الواقع [email protected]