.. وقادت المسيرة السيدة الفاضلة سوزان مبارك التي لبت دائما وأبدا النداء في الماضي بالدويقة وجاء دور شمال سيناء هنالك العشرات من الاسباب في حياة المواطن في بلد المعجزات مصرنا تدعو إلي الإحباط ويتكلم عنها الجميع، وهناك ايضا عشرات اسباب اخري باعثة إلي الامل ومعبرة عن إرادة التكافل والتضامن الاجتماعي بين أهله ولكن لا يتكلم عنها الآخرون كثيرا.. جاءت السيول في يناير الماضي كمأساة فرضتها علينا الطبيعة، لنكتشف معها ان بيوت الضحايا ما كان يجب ان تبني في تلك الاماكن ولابتلك المواصفات، ثم تطالب الدولة بين عشية وضحاها ان تصحح فورا اخطاء الماضي. وفي شمال سيناء كان حظ أهلها أن تأتي قوي الخير ملبية لنداء الرحمة والايمانية لتتكاتف من اجل إنقاذ مستقبل الضحايا وإعادة بناء مساكن لهم، وقادت المسيرة السيدة الفاضلة سوزان مبارك التي لبت دائما وأبدا النداء في الماضي بالدويقة، ثم في أسوان ومع أطفال وشباب ونساء مصر، و جاء دور شمال سيناء ومعها مجموعة عمل عالية المستوي من قيادات الهلال الأحمر وعلي رأسهم الاستاذ الفاضل وصاحب القلب الكبير الدكتور ممدوح جبر- وزير الصحة الاسبق- والدكتورة النشطة أميمة كامل ورافقها من جانب الحكومة الوزير والصديق محمد عبدالسلام المحجوب الذي تعود ان يعمل وان ينجز في صمت، وتولي الهلال الاحمر مهام الإعداد والتخطيط لإعادة البناء وتحمل التكاليف. د. حسن راتب السبت: وعلي جانب آخر جاء عاشق سيناء د. حسن راتب الذي قام في الماضي ببناء مصنع للأسمنت في قلب صحراء الوسط كان مصدر خير للإقتصاد المصري ولليد العاملة من أبناء شمال سيناء ليلبي نداء السيدة الفاضلة سوزان مبارك من أجل عمل مشترك لبناء قرية يعيش فيها جزء من ضحايا السيول، وعشت هذه التجربة الميدانية علي ارض الواقع وهي تحقق كما قلت في البداية إحدي معجزات بلدنا. تم الاتفاق علي بناء خمسين بيتا في مدة زمنية لاتجاوز الخمسين يوما، ولكن العمل المشترك بين مؤسسة سيناء للتنمية التي تقودها السيدة الفاضلة سوزان مبارك ويديرها الدكتور حسن راتب وتشرفت بعضويتها استطاع ان يحقق علي ارض الواقع وبمشاركة قوية من الاستشاري »عالي الهمة« المهندس حسين صبور لينجح في تنفيذ المشروع قبل الموعد المحدد له بأسبوع، ليعطي نموذجا حيا لما تستطيع الإرادة ونظام فريق العمل ان يحققه. تناسق كامل كما لو كانت سيمفونية سمعتها علي مدي أسابيع وأنا أسعد بإيقاعها، أطرافها الهلال الأحمر ورئيسته التي لاتكل عن المتابعة اليومية لمشروعاتها الخيرية والدكتور حسن راتب الذي استحق هذا التقدير المعلن والمتميز الذي اعطته إياه السيدة الفاضلة سوزان مبارك عند زيارتها العام الماضي لجامعة سيناء وهي توجه تحية إليه في كلمتها قائلة: »إنك لست فقط رجل معرفة بل رجل تنفيذ وإنجاز »Mr.Do How«. السعادة علي وجه أهل سيناء الأحد: وشرفني أن أحضر افتتاح السيدة الفاضلة سوزان مبارك لقرية »الحسنة« يوم 72 أبريل الماضي، وأن أري وجه رؤساء قبائل أهل شمال سيناء والعائلات التي ستستفيد فورا من البيوت التي »سيسكنون اليها« وهم يستمعون إلي السيدة الفاضلة سوازن مبارك توجه كلمتها للجميع عن أسلوب العمل والاداء وعن أهمية العطاء قبل ان تتكلم عن الالتزام الوطني لمصر تجاه سيناء هذا الجزء المقدس من أرضنا ووطننا. وجاء دور رجل الأعمال والاديب والخطيب الدكتور حسن راتب ليلقي كلمة جمع فيها بين حسن اختيار التعبير البليغ وبين الكلام عن الواقع علي ارض سيناء الذي يعرفه بكل أبعاده وعمت الفرحة وجوه الجميع وبصفة خاصة وجه السيد »رفيق راتب« أحد الجنود المجهولين وراء عمل مستمر اتصل فيه الليل بالنهار علي مدار اسابيع ليتم الانجاز قبل موعده بأسبوع في تحد للغة التراخي والتأجيل وفوجيء الحاضرون ان السيد »رفيق راتب« هو شقيق الدكتور حسن راتب.. فهل هي مسألة صدفة؟ أم مسألة جينات؟ .. نترك لهم تفسير هذا الواقع.. بقي ان نتذكر ان السيد »رفيق راتب« هو نفس القوة الضاربة التي سهرت علي الانتهاء من اعمال بناء جامعة سيناء المتميزة في اقل من 51 شهرا.. أكيد اذا كل ذلك ليس من وحي الصدفة وأكيد ان في مصر رجالا. علي مستواي المتواضع يتنامي بداخلي كل يوم حبي لسيناء وشعبها ونظرتي الدائمة المستمرة لكل ما يحيط بها من مخاطر والاهمية القصوي التي تدفعنا إلي ان نبعث جميعا وكل يوم إلي من بيدهم مقادير التخطيط والتمويل والقرار في هذا البلد لكي لايتوقفوا يوما عن التنمية علي ارض سيناء، إن التراخي في هذا الواجب الوطني والقومي في هذا الموقع الحساس بالذات يرتقي إلي درجة »الخيانة العظمي« رغم انني بطبعي لا أميل إلي استعمال الكلمات المعظمة.. فسيناء ليست أرضا فقط إنها عرض وشرف، ومن الذكاء إذا أردنا ان نعالج جزءا من مشكلة الانفجار السكاني ان ينتقل بضعة ملايين من اهل الوادي اليها، وحين تمتليء سيناء بالتنمية والسكان لن يأتي مجنون من »تل أبيب« يحلم بمغامرة علي هذا الجزء الغالي من أرضنا، اما عن السكان فالحديث هنا يذكرنا بذلك الدور المحوري الذي تقوم به الوزيرة مشيرة خطاب التي يفرض علينا جميعا الواجب الوطني ان نقف بجانبها ونؤازرها كل بطريقته وأفكاره، لأن المهمة التي أوكلت اليها هي جزء مهم من مصير هذا البلد في الغد القريب الذي قد لا يتخطي عشر سنوات. الغردقة والقبيصي مرة أخري الثلاثاء: ذهبت في زيارة ثانية إلي الغردقة وأمضيت يومين هادئين واكتشفت ان هذا المكان شجعني ان ارفض الاختيار الاوحد في أماكن النزهة والاسترخاء.. وبذلك قررت انهاء احتكار حبي للاقصر والساحل الشمالي ليضم البحر الاحمر، وفي هذه الزيارة طلبت الصديق اللواء مجدي القبيصي محافظ البحر الأحمر قبل أن أغادر الغردقة وكانت مفاجأة سارة لي أن أري مدي متابعة هذا الرجل للمواضيع التي يعتبرها مهمة، فقد اكتشفت اثناء زيارتي السابقة انني قلق علي مستقبل شلاتين وحلايب، وعندما دخلت مكتبه وجدت رئيس إحدي القبائل من شلاتين، وكذلك اثنين من السيدات الموجهات للطالبات اللاتي يعدهن المحافظ يوما ليكن طالبات في كلية طب جنوب الصعيد، وتكلم امامي أهل شلاتين بلغة حماسية اثلجت صدري ان حلايب وشلاتين جزء لا يتجزأ من مصر الوطن الكبير وقالوا لي بصراحة رجال القبائل: »نرجو ألا تسمع هؤلاء الذين يريدون ان يروجوا ما يقلقنا جميعا« واضافوا: »أن ما يقوم به محافظ البحر الاحمر من تنمية مستمرة في شلاتين وحلايب محل تقدير كل فرد منا«.