كنا متأكدين من الفوز علي الترجي التونسي بعد فوز الأهلي عليه في برج العرب بثلاثية مقابل هدف واحد.. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن والسبب أننا كنا واثقين من الفوز لدرجة الغرور فتعلمنا درسا يجب ألا ننساه وأن نستعد لكل مباراة حتي لو كنا نراها مباراة سهلة والفوز فيها مضمون فالغرور والثقة الزائدة تقضي علي الطموح وتحول النصر إلي هزيمة كما حدث مع فريقنا بالاضافة إلي الاجواء التي سبقت المباراة والحشد لها من الاتحاد التونسي والتي جعلها موقعة وليست مجرد مباراة رياضية هدفها الاول والاخير تقوية الروابط والعلاقات بين بلدين شقيقين. الأهلي لم يكن في حالته مع نجاح أصحاب الأرض في استغلال التراجع الشديد في مستواه وغياب نجومه، ليحققوا الفوز بثلاثية مقابل لا شيء فقد كان الاهلي باهتاً وعشوائيا فاستحق الخسارة أمام الترجي ليفقد البطولة في المباراة النهائية ويتوج الترجي ببطولة أفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه ويقضون علي آمال جماهير الأهلي في الحصول عليها للمرة التاسعة في تاريخه. فريقنا لعب بدون روح وبلا أي حماس شعرت أنهم تائهون في الملعب.. فلم يصلوا لمرمي الترجي تقريبا طوال المباراة.. الشناوي امسك الكرة أكثر من أي لاعب في الفريق الذي لم يكن بالمستوي اللائق ولم يكن اداؤه مقنعا.. فالعقوبات الموقعة علي الأهلي أفقدت جهازه الفني بقيادة كارتيرون التركيز وايقاف أزارو أحد أسلحته الناجحة طوال البطولة في المباراة الأهم أثر علي قوة الفريق وروحه المعنوية.. والعقاب الموقع علي مؤمن زكريا بعد رفضه تجديد تعاقده، الثنائي أحمد حمدي وناصر ماهر خارج الحسابات، جونيور أجايي وعلي معلول مصابان.. خط وسط الأهلي خارج الخدمة وهناك فراغ كبير بعد اعتزال حسام غالي نهاية الموسم الماضي، مع عدم وجود بديل له علي نفس المستوي من الخبرة والقيادة.. المدرب اعتمد علي الدفاع منذ اللحظة الأولي، رغم أنه يعلم أن الترجي علي ملعبه ووسط جماهيره وبكامل قوته وهو مصر علي تحقيق الفوز وتسجيل الأهداف انتقاما لهزيمته في برج العرب وكان يجب ان ينتبه لذلك ويدرب لاعبيه علي مواجهة مثل هذه المواقف والاستبسال علي الكرة داخل الرقعة الخضراء واستغلال اي ثغرة للتسديد.. بالاضافة إلي أخطاء الدفاع سعد الدين سمير وساليف كوليبالي التي اعطت الفرصة كاملة لمهاجمي الترجي للوصول إلي شباك الشناوي والتسجيل.. أعتقد أن الفريق ينتظره عمل كبير علي مستوي الدعم والتعاقدات مع نجوم سوبر، ليستعيد قوته ويحقق الانتصارات التي اعتدنا عليها منه فقد أدي كل هذا إلي ضياع حلم إفريقيا ومونديال الأندية. أما اهم اسباب الهزيمة من وجهة نظري فهي ضعف الادارة في النادي الاهلي والتي كانت واضحة، والثقة الزائدة عند الناس ورفع آمال المواطنين.. نحن نحتاج من ادارة النادي الأهلي وقفة للعودة بصورة أفضل، سواء علي المستوي الإداري أو الفني. ولكن علينا الآن نسيان مرارة الهزيمة، فهناك بطولات قادمة يجب أن نستعد لها جيداً. ولابد أن نستفيد من التجربة ونستعد للماتش القادم بين منتخبنا الوطني والمنتخب التونسي الجمعة القادم في بطولة الامم الأفريقية.. وأن نستعيد الروح الرياضية بين المصريين والتونسيين.. فهما الفريقان الأبرز والأنجح في أفريقيا، ومهما كانت النتيجة، ستبقي مصر وتونس أخوة وعلينا التحلي بالروح الرياضية وتغليب العلاقات الأخوية بين البلدين، وهي فرصة للفريقين وجماهيريهما للاستمتاع بلعب الكرة بعيدا عن التعصب والتحفز وحرق الأعصاب، فقد صعد الفريقان والمباراة تعتبر تحصيل حاصل.. وقد استطاعا خلال مشوار التصفيات تحقيق الكثير.. وكان الصعود قبل جولتين من نهائي التصفيات. فقد فاز منتخب تونس علي النيجر بهدفين لواحد وتأهل إلي البطولة الأفريقية التي ستقام في الكاميرون خلال الصيف القادم.. ليصطحب المنتخب المصري معه للمسابقة، وتصبح الجولتان المقبلتان تحصيل حاصل للفريقين.. فرصيد منتخب تونس 12 نقطة وضعه في صدارة المجموعة، ومصر تحتل المركز الثاني برصيد 9 نقاط وهو التأهل ال24 للفراعنة إلي كأس الأمم الإفريقية التي نجحنا في حصدها 7 مرات، موعدنا الجمعة القادمة مع الاشقاء. وعلينا أن نعالج كل الثغرات ونتعلم من الدرس جيدا والقادم أفضل إن شاء الله.