»إنتم بتشنعوا علي البخاري؟.. لقد بحثت في كتيب للبخاري يقتنيه أحد أصدقائي عن حديث »أمرت أن أقاتل الناس» ولم أجده يبقي منين بتتهموا البخاري إنه نسب للنبي عليه الصلاة والسلام ما يتناقض مع القرآن».. هذا السؤال تلقيته من القارئ يوسف علي والحقيقة لست أدري هل هو بيتكلم جد ولاّ بيهزر.. حقيقي مش قادرة أستوعب السؤال.. إن هذا الحديث يا قارئي العزيز أشهر من نار علي علم وهو السبب الرئيسي في كل الحوادث الإرهابية التي ابتلينا بها في أشقائنا الأقباط وآخرها حادث إطلاق النار علي ضحايا أبرياء من المنيا كانوا في زيارة لأحد الأديرة.. صحيح أن رصاص الإرهابيين لا يفرق بين المسلم والقبطي بدليل ضحايا مسجد الروضة الذين تمت تصفيتهم في غمضة عين وكان عددهم يزيد عن ثلاثمائة مصلٍ ولكن علينا أن نعترف أن هذا الحديث لايزال هو الحائط الصلب الذي يتمسّح فيه الإرهابيون عند قتل أي قبطي.. فإن لم تكن وجدت ذلك الحديث في الكتاب الذي يقتنيه صديقك فأغلب الظن أن الجهة التي قامت بإعادة طبعه قد خجلت من بعض الأحاديث المفضوحة وحذفتها من الطبعات الحديثة، وإليك نص الحديث الوارد في صحيح البخاري مرتين وتحت رقمي 24، 379 في الأولي عن ابن عمر وفي الثانية عن أنس ابن مالك »قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم علي الله».. وقد ورد نفس الحديث في صحيح مسلم تحت رقم 31 ولكن عن أبي هريرة، وحينما نقول إن هذه الروايات مكذوبة لأنها تنافي حرية المعتقد التي ينادي بها كتاب الله تعالي نجد للأسف من مشايخنا الكبار استماتة في الدفاع عنها ولفّا ودورانا عظيما من أجل لي تفسيرها وتقديمها للناس علي أن المقصود بكلمة الناس الواردة في الحديث هم مشركو مكة فقط.. وبالطبع لم يفوتهم في ظل هذه الاستماتة أن يلقوا باتهامات عريضة بإنكار السنة الشريفة لكل أصحاب الفكر التنويري.. مااااااشي، حاصدقكم في إن المقصود بكلمة الناس الواردة في الحديث هم مشركو مكة فقط.. ولو فرضنا جدلا إن كلامكم كله صحيح في هذه الجزئية بالذات يبقي ربنا سبحانه وتعالي قصر القتال فقط علي رد العدوان ليه »أُذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا وإن الله علي نصرهم لقدير»، »وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين».. ازاي يقول القرآن حاجة وييجي النبي عليه الصلاة والسلام يقول عكسها.. منين وازاي.. هل نقاتل الذين يقاتلوننا دفاعا عن أنفسنا لنرد عدوانهم عنا أم لنفرض عليهم أن يصلوا صلاتنا ويستقبلوا قبلتنا ويذبحوا ذبيحتنا؟.. ده إذا كان فيه منطق عندكم.. قتلتمونا بإيمانكم نحن في نظركم كفرة وأنتم مؤمنون، لم نضركم بكفرنا ولكنكم قتلتمونا بإيمانكم، بئس ما تدعون وما تقولون.. قمة التعبير عن المأساة كما قرأتها في بوست أخت مسيحية.. ما قل ودل: عندما حان موعد إعدام سقراط رأي زوجته تبكي فقال لها ما الذي يبكيك يا عزيزتي، قالت سيقتلونك ظلما، فقال لها أكان يفرحك أن أُقتل عدلا، فقالت له يخرب بيتك حتي وانت بتموت بتتفلسف؟..