أعتقد ان كل مصري ومصرية باتوا ليلة سوداء فجر السبت الماضي وفي حالة من القلق والحزن الشديدين علي ما كان يحدث لمصر أمام السفارة الإسرائيلية والاعتداء علي مديرية أمن الجيزة وقبلها علي وزارة الداخلية مشهد لم تعرف له مصر مثيلا من قبل في ضعف الحكومة وتراخيها.. عنف وحرائق وتكسير وتدمير وفوضي غير مسبوقة ومع الأسف من تم ضبطهم كمتهمين هم من الصبية المغرر بهم مع ان هناك كما أكدت الداخلية إيادي خفية قد تكون هي التي قادت تلك العمليات بهذه الوحشية وهو ما نتمني ان تتكشف خيوطه قريبا فهناك مؤامرة نسجت لتسقط مصر. ما جري يوم الجمعة وفجر السبت حتي ساعاته الأولي تم التجهيز له بتحريض من أشخاص بعضهم معروف بالاسم بمواقعهم علي شبكة الانترنت والفيس بوك بل ورسم احدهم كيفية اقتحام السفارة وهدم السور - الاستفزازي- الذي اقامته الحكومة الضعيفة فكان التكأة التي وجد فيها المتظاهرون فرصة لفعل كل شئ وحرق مصر. بعض الشخصيات التي وجدت في الفضائيات ضالتها لتصفية حسابات لا تتورع في التحريض حتي ولو وصل الأمر لحرق مصر كلها ومع الأسف منهم من يخرج علينا من خلال التليفزيون المصري الذي يجب ان يعيد حساباته بجدية وتعقل فلا الوقت ولا الحالة تسمح بأي تجاوزات. لقد تعجبت حقا من موقف التليفزيون الرسمي الذي وقف يهلل للوضع وتصوير ما حدث للسفارة وحرق سيارات الشرطة علي انه ثورة جديدة لتصحيح المسار وهذا علي غير الحقيقة.. لقد خلق ما حدث يوم الجمعة وفجر السبت توحدا لكل المصريين الذين اصابتهم الخضة علي مصر فتجمعت الإرادة علي ان ما يجري هو بلطجة وتخريب عكس ما صورته الفضائيات التي وجدت في الأحداث فرصة لنهش مصر من جديد وبينها فضائيات مصرية مع الأسف. هذه الفضائيات حرضت ولازالت المتظاهرين علي العنف بحجة ان الدولة لا تحقق ما يريدون أو ان المحاكمات تتم ببطء ووصل الحد للتطاول ومحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب والشرطة واتهام المجلس العسكري بالخيانة وهي أمور خطيرة للغاية تهدد كيان مصر وللأسف الحكومة لم تحرك ساكنا وكأن ما يحدث يجري في بلد آخر. الحقيقة ان السبب في رأيي يرجع إلي ضعف حكومة الدكتور شرف التي اصبحت بشهادة الجميع غير قادرة علي مواجهة أي موضوع بجدية وحزم وتركت الحبل علي الغارب لكل من هب ودب بادعاء الثورية والبطولة علي حساب مصر. لقد انتظرت طوال الليل بعد ان عصاني النوم ان تعلن الحكومة عن اجتماع طارئ وفورا لبحث الأزمة التي كادت تحرق مصر كلها مع ان الليل كان ساخنا شهد سرعة رحيل السفير واعضاء السفارة ووصول طائرة حربية واجتماعات طارئة لحكومة اسرائيل ولكن وزارتنا اثرت النوم في العسل حتي الصباح ولم تخجل ان تعلن ان اجتماعها ظهر اليوم التالي وهي لا تقدر حجم ما كان يمكن ان يحدث مع تطور الاحداث. الناس باتت تتساءل هل لم تعد الحكومة قادرة علي حمايتنا وحماية المنشآت العامة والخاصة وحماية الاتفافيات والمواثيق الدولية لتترك السفارات تقتحم بهذه الفوضي. المشهد الذي وقع علي باب وزارة الداخلية شئ لا يمكن تصديقه ففي الوقت الذي نشدد فيه ان تعود الشرطة بقوتها نترك هيبتها تسقط علي الأبواب والصبية يحطمون شعارها وينزعونه نزعا والجنود والضباط أعلي البوابة لا حول لهم ولا قوة بعد ان اصدرت لهم الحكومة الأوامر بضبط النفس وعدم التعامل مع المتظاهرين. صح النوم يا حكومة اذهبي طالما أنك غير قادرة علي حمايتنا وحماية صورة مصر.