بكلمات حزينة ودموع تتدفق كلما تذكرت قصته وقصة استشهاده وبصعوبة بالغة تحدثت أسرة شهيد جديد من أبناء محافظة الغربية إلي »الأخبار» لتروي حكاية بطولته وتضحيته في سبيل وطنه.. وبالرغم من أن أسرة الشهيد مجند محمد أحمد سليمان جمعة ابن قرية منية طوخ - مركز السنطة بمحافظة الغربية الذي استشهد أثناء أداء واجبه الوطني في شمال سيناء في اخر مهمة يقوم بها علي أرض الفيروز حيث قضي الشهيد 3 سنوات وشهرا في خدمة القوات المسلحة وكان قد انتهي من اخر خدمة له في السادسة مساء يوم 1 نوفمبر 2016 وأثناء عودته شعر بوجود تحركات مريبة بالقرب من مقر خدمته فتوجه علي الفور لاستطلاع الأمر هو وزملاؤه متقدما عليهم وفوجيء الجميع بانفجار لغم. وعبرت أسرة الشهيد عن فخرهم واعتزازهم بابنهم الشهيد الذي نال الشهادة وكرم والده بحج بيت الله الحرام علي نفقة الدولة وقضاء العمرة لشقيقه الأكبر وساهم في علاجه من الكبد وتضخم الطحال والسكر في مستشفي القوات المسلحة بطنطا ويتم صرف علاج شهري له تكريما للشهيد. يقول سليمان جمعة شقيق الشهيد إن شقيقي استشهد بعد انتهائه من اخر خدمة عسكرية كان يؤديها في القوات المسلحة حيث خدم شقيقي 3 سنوات وشهرا وسافر كي يسلم جميع مهماته ويحصل علي شهادة تأدية الخدمة لكنه كان يؤدي آخر خدمة له من الساعة 2 إلي الساعة 6 وفور تسليمه الخدمة فوجيء هو وزملاؤه بوجود تحركات مريبة من الخونة وبحكم الاقدمية تقدم زملاءه لاستطلاع الأمر إلا أن اللغم الذي زرعه الارهابيون انفجر في محمد فاستشهد في الحال كما أكد زملاؤه. أضاف شقيق الشهيد انني كنت أعمل باحدي دول الخليج أثناء استشهاد شقيقي وحينما علمت باستشهاده قررت علي الفور العودة إلي الوطن لان والدي مريض بتضخم الطحال والكبد والسكر وشقيقي الشهيد هو الوحيد الذي كان يساعد والدي في زراعة الأرض التي نملكها في زمام القرية. مضيفا أن محمد كان ترتيبه الثاني بين اشقائه وكان في كل اجازة يعود فيها من القوات المسلحة يطمئن علي والدي ويبشرني بقرب انتهاء خدمته العسكرية وفي اخر مكالمة له معي ابلغني بأنه سوف يحتفل بيوم خروجه ولكن إرادة الله جعلتنا نحتفل به ونزفه إلي مثواه الأخير في الجنة.أضاف والد الشهيد ان نجلي كان يساعدني في علاجي وتربية اشقائه لكن تم اغتياله من الارهابيين ليذهب الي الجنة مع زملائه، مشيرا إلي انه احتسبه عند الله واشقائه وسوف يأخذون بالثأر من الارهابيين الذين لادين لهم ولا وطن مؤكدا انهم يختبئون الان في سيناء كالفئران ولا يستطيعون المواجهة وجهًا لوجه أمام أبطال الجيش المصري العظيم لان نجله الشهيد كان شخصا محبوبا من الجميع وكان اشقاؤه يمثلون له كل شيء وكان شديد الارتباط بأهله واصدقائه الذين كان يعشقهم ويمضي اجازته كلها معهم يخرجون ويستمتعون بوقتهم كأي انسان عادي حريص ان يوصل اشقاءه إلي بر الأمان.وأضاف شقيق الشهيد الصغير "شفيق" ان شقيقه كان يتمني الشهادة في كل وقت وقال لي ولولده اكثر من مرة ماذا تفعلون لو استشهدت؟ وان شقيقه كان متدينا وكان يصلي كل فرض ووطنيا إلي أقصي درجة يعشق تراب بلاده ويقدم نفسه فداء لها فقد كان كتوما ولا يحكي او يتحدث عما يواجهونه في حربهم ضد الإرهاب في سيناء وذلك بسبب الدواعي الأمنية ولكنه سألنا أكثر من مرة عما نفعله بعد استشهاده.. وكان يتمني دائما ان يري مصر وقد تحقق فيها الاستقرار الأمني وتم القضاء علي جميع الإرهابيين وكان يقول إنه لا يدخر نفسه عن الاستشهاد في سبيل وطنه وان استشهاد شقيقي شرف لنا ولمصر وكل شهيد يستشهد علي أرض سيناء هو أشرف وأنبل أبناء مصر فهم رجال يضحون بأرواحهم من أجل أن تبقي مصر دولة عزيزة مستقلة لا مكان فيها للإرهابيين القتلة الذين يحاولون زعزعة استقرار البلاد وان شاء الله ربنا هياخد حقنا منهم.