اكتظ المسجد الكبير بالمصلين في صلاة الجمعة أمس الأول، كان معظمهم من مشيعي جنازتين آثر أهلهما أن تكون الصلاة في مسجد سيدي عبدالله لقربه من المقابر وباعتباره أحد أكبر مساجد مدينة سمنود ويمكنه استيعاب العدد الكبير من المشيعين الذين ظل معظمهم خارج المسجد بعد أن امتلأ عن آخره. مولانا الإمام خطيب المسجد كما أشارت صحيفة الدستور آثار فتنة وأيقظها عندما تمادي في الحديث لمدة زادت علي خمس وأربعين دقيقة مما اضطر عدد من المشيعين إلي تنبيهه بوجود جنازتين وبدلا من أن يمتثل الإمام لما طالب به المصلون والمشيعون إذا به يصرخ فيهم بأن صلاتهم لن تقبل فقد هاجوا وماجوا وعلا صوتهم في المسجد فما بالنا ومن قال لأخيه »صه» فلا جمعة له. لا أدري بأي منطق كان تصرف الإمام ولا إلي أي فتوي استند لها وهو يجبر الناس علي سماعه طوال الوقت الذي يحدده هو واذا كانت تعليمات وزارة الأوقاف بألا تتجاوز الخطبة عشرين دقيقة فهي ليس بدعة فقد سبق أن أقر بها الراحل فضيلة ال د.طنطاوي شيخ الأزهر وسمعتها في حديث اذاعي له عندما قال إن الخطبة يجب ألا تتجاوز ثلث الساعة. أذكر زمان.. كان هناك درس بعد خطبة الجمعة يتحدث فيه الخطيب بإسهاب عن موضوع الخطبة المفترض أنه تكلم فيه باختصار أمام جموع المصلين ومن أراد الاستزادة فليجلس بعد الخطبة لينتفع بعلم فضيلة الإمام. أعيدوا الدرس بعد صلاة الجمعة ليحقق أمثال إمام مسجد سيدي عبدالله ذاتهم في أن يصولوا ويجولوا ويعلموا من ابتغي العلم. ومن إمام المسجد إلي أستاذ جامعي بتجارة بني سويف عندما طلبت إحدي طالبات الفرقة الرابعة خلال المحاضرة الاستئذان بعد أن تلقت عبر المحمول خبر وفاة أبيها، رفض الأستاذ كما أشار موقع صحيفة الوطن السماح لها بالخروج وعاتبها لان معني ذلك أنها تحدثت في المحمول رغم التعليمات الجامعية بعدم استخدامه خلال المحاضرة ولم يسمح لها بمغادرة قاعة المحاضرات! ولا أعرف تحديدا المنطق الذي استند إليه الأستاذ في إلزام طالبة بالاستمرار في سماع المحاضرة رغم علمها آنيا بوفاة الأب، وكيف لها استيعاب المعلومات التي يحاضر عنها الأستاذ. تذكرت الراحل الأستاذ الدكتور إبراهيم إمام الذي انشأ كلية الإعلام وهو يحاضرنا في عامنا الدراسي الأول عام 1974 حيث يسمح لكل من يريد الدخول أن يدخل ومن يخرج فليخرج دون استئذان، معللا أسلوبه بأن العلم لا يفرض علي أحد ولا يسعي إلي أحد، فما بالنا بطالبة حريصة علي المواظبة وتركت أباها المريض وذهبت إلي الجامعة واضطرت إلي الرد علي التليفون لاحساسها بأن أمرا جللا قد يحدث وهو ما حدث بالفعل ليمنعها الأستاذ من المغادرة. ومن إمام المسجد إلي أستاذ الجامعة يا قلب إحزن.