أفادت صحيفة الرأي الكويتية أن خطيب مسجد مصري يعمل بالكويت أحيل إلى التحقيق تمهيدا لإحالته إلى جهاز أمن الدولة بعد انتقاده لانتخابات الرئاسة المصرية، أثناء خطبة الجمعة، كما قررت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الاستغناء عن خدماته.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله، إنه أثناء انهماك المصلين في الاستماع إلى خطبة الجمعة داخل المسجد فوجئوا بالخطيب، الشيخ سيد فراج، يحيد عن مسار الخطبة التي كانت مخصصة للحديث عن ذكرى الإسراء والمعراج والدروس المستفادة منها إلى الأوضاع السياسية في مصر والانعكاسات السلبية، حسب قوله، لفوز المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، ووصفه لمؤشرات نجاحه ب «التزوير»، الأمر الذي دفع احد المصلين إلى التدخل ومقاطعته وطالبه بالالتزام بموضوع الخطبة وعدم الخروج عنه، وبعد لحظات عاد الخطيب للحديث مرة أخرى عن الموضوع ذاته.
وقال المصدر الأمني إن «إصرار الخطيب على الكشف عن توجهه السياسي أثار غضب المصلين وعمت الفوضى بينهم داخل المسجد»، مشيرا إلى أنه «وبعد الانتهاء من الخطبة والصلاة حصلت مشادة كلامية انتهت بإبلاغ عمليات وزارة الداخلية، فانتقل إلى المكان رجال الأمن واقتادوا الخطيب إلى مخفر العمرية لاستجوابه وإحالته على جهاز أمن الدولة».
من جانبه، وصف مصدر في وزارة الاوقاف أن «ما اقدم عليه الخطيب يمثل تصريحا يتجاوز الخطبة المحددة من قبل الوزارة، ولا يسير ضمن الخطوط العريضة لها، وهو ما حدده ميثاق المسجد الذي قام الخطيب بالتوقيع عليه».
وقال إن فراج "تعرض صراحة للانتخابات التي حدثت في مصر ووصفها بالانتخابات المزورة التي شارك بتزويرها حتى القضاة».
واضاف أن «مفتشا من الوزارة تابع القضية التي تم التحقيق فيها في مخفر العمرية، وأنه تم تزويد وزارة الداخلية بشريط تسجيل للخطبة بناء على طلبها».
وأوضح أن «الوزارة حريصة على تذكير خطبائها بعدم التعرض للامور السياسية في الدول الاخرى، أو المساس بالرموز السياسية أو الدينية أو الاجتماعية للمجتمعات الاخرى»، لافتا الى أنه «صدر قرار من الوزارة بانهاء خدمات الخطيب».
لكن الشيخ سيد فراج مصري قال للصحيفة إنه لم يتطرق للانتخابات في خطبته، مناشدا وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد التدخل لوقف قرار إبعاده.
وقال: «اعتليت المنبر وشرعت في الحديث عن العدل في الإسلام، وتطرقت إلى أنواع القضاة في الإسلام مستشهدا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة)، وقد طالبت القضاة بضرورة القيام بواجبهم حتى يكونوا من الصنف الذي سيدخل الجنة».
وأضاف الشيخ سيد «لم أكن أعلم أن هذا الحديث سيثير حفيظة بعض من رواد المسجد، حيث تفاجأت بأحد المصلين يعترض على كلامي أثناء الخطبة، وراح يسألني ماذا تقصد أنت تتحدث في أمور سياسية تخص ما يحدث في مصر، فطلبت منه أن يصمت احتراما لقدسية المسجد وجلال الخطبة لكنه تمادى فحاول عدد من المصلين إثناءه مذكرين إياه بحديث رسول الله (من قال لأخيه والإمام يخطب صه فقد لغى)، لكن لم يبالِ بنصيحتهم وراح ومعه نفر قليل يعلون الصوت داخل المسجد».
وتابع، «تفاجأت بأن راعيي دورية تابعة لمخفر شرطة العمرية يدخلان المسجد ويطلبان إليّ الذهاب معهما بعد بلاغ من أحد المصلين بحدوث هرج ومرج، فامتثلت للأمر وذهبت معهم».
كما طالب مسؤولي وزارة الأوقاف الرجوع إلى خطبته وسماع ما جاء فيها ليتأكدوا أنه لم أتجاوز ولم يخض في الشأن المصري. وختم بالقول «لي ابن في الصف الثاني عشر ويستعد لدخول الامتحانات خلال أيام، فماذا سيكون مصيره إن أُبعدت عن الكويت التي عشت فيها سنين كثيرة لم أرتكب فيها خطأ أو مخالفة».