الفوز العريض والكبير الذي حققه المنتخب الوطني علي سواتيني برباعية مقابل هدف في الجولة الثالثة للتصفيات المؤهلة للبطولة الافريقية والتي ستقام في الكاميرون 2019 رسم لنا المنهج الذي يسير عليه المكسيكي خافيير أجيري المدير الفني.. فالانتصار »الرباعي» للفراعنة جاء ليؤكد لنا علي خمسة أزمات ومشاهد وبالقطع تعد تحديات أمام الجهاز الفني في مرحلة البناء للمنتخب في المرحلة الحالية. الأزمة الأولي: تتمثل في حراسة المرمي والتي تواجه تغييرا جذريا في تلك المرحلة بعد اعتزال الحارس المخضرم عصام الحضري عقب العودة من منافسات كأس العالم وهو الاعتزال الاجباري الذي فرض علي الحضري بعد واقعة البرامج الرياضية المصورة له ولزملائه في فندق الاقامة في المونديال.. فقد شعر الحضري أن هناك قرارا في الجبلاية سيتم اتخاذه بإيقافه لمدة عام ومن ثم آثر الرحيل حتي ينجو من العقوبة في نهاية مشواره مع حراسة المرمي.. وقد نجح الجهاز الفني في علاج أزمة الحراسة واعتزال الحضري بوجود كوكبة متميزة في حراسة المرمي في الدوري المحلي.. وفي مقدمتهم محمد الشناوي الذي تألق مع المنتخب في المونديال خاصة أمام أورجواي في الجولة الأولي.. بالاضافة الي محمد عواد حارس الوحدة السعودي ومحمود جنش حارس الزمالك والذي ساهم مع فريقه في الفوز بكأس السوبر المصري السعودي علي كأس الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وضم أجيري الحارس الرابع محمد ابوجبل حارس سموحة وهناك في المشهد من بعيد الحارسان المخضرمان شريف اكرامي واحمد الشناوي العائد من الاصابة بقطع في الرباط الصليبي والذي حرمته من المشاركة مع المنتخب في المونديال.. وبالاضافة الي المهدي سليمان وعامر عامر. الأزمة الثانية: الظهير الأيمن.. بلاشك أن الظهير الايمن »الباك اليمين» يعد من أبرز الأزمات التي تواجه الفريق الوطني.. فبعد أن كان أحمد فتحي لاعب الاهلي الظهير التاريخي للمنتخب طوال السنوات الماضية وآخرها مشاركته في المونديال بروسيا.. إلا أن خافيير أجيري استبعده منذ تدريبه للفريق.. رغم تأكيد هاني رمزي المدرب الوطني بأن فتحي من القوام الاساسي للمنتخب إلا أنه تم استبعاده من معسكر مباراة النيجر ثم معسكر سواتيني ومنح اجيري الفرصة لأحمد المحمدي المحترف في صفوف استون فيلا الانجليزي والذي بات كابتن المنتخب في ظل استبعاد فتحي صاحب ال34 عاما.. وحتي الآن نجح المحمدي في استثمار الفرصة في الطرف الايمن بل ونجح في احراز أول هدف له بقميص المنتخب أمام سواتيني وبجانب المحمدي فإن اجيري ضم محمد هاني لاعب الاهلي الذي يحظي بحب وصداقة النجم الدولي محمد صلاح حيث إنه دائما يشاركه في الغرفة في معسكرات المنتخب منذ انضمامه لمعسكر الفراعنة. الأزمة الثالثة: الظهير الأيسر.. الحال في المنتخب في الطرف الايسر لايختلف كثيرا عن نظيره الايمن. فلايوجد في المنتخب ظهير ايسر اساسي وصاحب خبرة كبيرة سوي محمد عبدالشافي المحترف في السعودية.. ورغم أن أجيري لم يقم بضمه للفريق منذ العودة من المونديال مثل حال احمد فتحي.. إلا أن الجميع لم يشعر بوجود بديل علي مستوي يليق بمنتخب مصر.. ورغم اجتهاد ايمن اشرف في هذا المركز إلا أنه لم يقدم أوراق اعتماده رسميا في هذا المركز.. والمطلوب أن يحسم الجهاز الفني أمره في المرحلة المقبلة وقبل مواجهة تونس في التصفيات الافريقية اما بعودة عبدالشافي أو اختيار ظهير أيسر يجيد في هذا المركز المؤثر. الأزمة الرابعة: غياب صانع الالعاب.. بات المنتخب يفتقد بصورة جلية لعدم وجود صانع العاب حقيقي.. أو الاسطي في خط الوسط والدائرة.. في الفترة الماضية كان عبدالله السعيد هو العنصر الفاعل سواء في الأهلي أو المنتخب في هذا المركز الاستراتيجي واستطاع السعيد أن يعوض اعتزال النجم محمد ابوتريكة.. وجاء تراجع مستوي عبدالله السعيد ومن ثم حاول جهاز المنتخب في البحث عن بديل ووضع أجيري عمرو وردة في هذا المركز ورغم اجتهاده في المباراة الأخيرة إلا أنه لم يعط الصورة الكاملة لسد العجز في هذا المركز.. وفي بعض الاحيان يلجأ أجيري إلي الاعتماد علي محمود حسن تريزيجيه.. وتبدو المرحلة المقبلة قد تدفع جهاز المنتخب في التفكير لعودة عبدالله السعيد أو ضم محمد مجدي قفشة والأخير هو اللاعب الوحيد الذي يملك أدوات الاجادة في هذا المركز في حال استمرار استبعاد عبدالله. الأزمة الخامسة: رأس الحربة.. بات هذا المركز يمثل أزمة حقيقية للكرة المصرية فبعد النجوم العظام علي مختلف الاجيال علي ابوجريشة واسامة خليل ومحمود الخطيب وايمن منصور مرورا بعماد متعب وعمرو زكي.. بات المنتخب يلعب في احيان كثيرة بدون رأس حربة فمنذ اعتزال عماد متعب وعمرو زكي واللذين حققا ثلاث بطولات افريقية مع المعلم حسن شحاتة اصبح رأس الحربة بعدهما في مهب الرياح.. وذلك لاصابة مروان محسن بقطع في الرباط الصليبي في الموسم الماضي وحتي بعد عودته لم يستطع العودة لكامل مستواه وايضا عدم تميز احمد حسن كوكا.. بالاضافة الي اصابة احمد علي لاعب المقاولون العرب والزمالك والاسماعيلي السابق والذي ضمه اجيري مؤخرا لكن الاصابة ابعدته عن الانضمام كما تم استبعاد صلاح محسن مهاجم الاهلي للاصابة.