العقيد أحمد المنسي ، أمير الشهداء صاحب الابتسامة الخالدة ، خلّد اسمه وسطره بأحرف من نور في سجل شرف شهداء مصر.. ليروي بدمائه الطاهرة أرض سيناء الطاهرة. كان المنسي الذي لم ولن ينسي ، بطلاً بحق، يهابه الجميع ، وكانت العناصر التكفيرية بسيناء ترتعد خوفاً من ذكر اسمه ، إلي أن جاء يوم استشهاده ، فقد هاجم الكمين الذي كان المنسي متواجداً فيه برفح أكثر من 40 تكفيريا ، واستطاع المنسي ورجاله حصد العديد منهم ، ونال الشهادة التي طالما تمناها خلال تصديه للهجوم..لتنتشر صوره وهو يبتسم بالزي العسكري، لتظل ذكراه خالدة بابتسامته الصافية. الثبات علي أرض المعركة لم يكن أمراً جديداً لضابط تعلم في مدرسة الصاعقة المصرية، يري في عميدها الشهيد إبراهيم الرفاعي، أستاذاً ومعلماً، ففي كل ذكري لاستشهاد »الرفاعي» ، يطلب تلميذه »أحمد المنسي» من متابعيه علي صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك» الدعاء له، مفتخراً بأن سلاح الصاعقة المصرية الذي ينتمي إليه يضم رموزاً سطرت وما زالت بطولات في تاريخ مصر. الشبه بين »الرفاعي» و»المنسي» لم يختلف كثيراً في التضحيات والبطولات التي قدمها البطلان، دفاعاً عن الوطن، فالأول ضرب مثالاً في الشجاعة عندما قرّر هو ومجموعته القتالية التوجّه إلي مدن القنال، رداً علي أحداث الثغرة التي أعقبت انتصار أكتوبر، رافضاً الانسحاب، ليُصاب بشظية، ويُنقل علي أثرها إلي المستشفي لتلقي العلاج ويقع شهيداً، وهو الأمر الذي حدث مع »المنسي» ، عندما هاجمه عدو غاشم لا يختلف كثيراً في أهدافه عن العدو الإسرائيلي، فرفض »المنسي» التخلي عن وحدته العسكرية، ملتزماً بما تعلمه في مدرسته، وما كان يردده هو وزملاؤه من نشيد الصاعقة: »طالع لك يا عدو طالع.. طالع لك جبل من نار.. هاعمل لك من دمي ذخيرة وأعمل من دمك أنهار» ، ليخرج قائد الكتيبة 103 صاعقة، مواجهاً عدوه، دافعاً روحه ثمناً للدفاع عن أرض الوطن. أحمد صابر المنسي، من مواليد محافظة الشرقية عام 1978، قضي فترة طفولته بقرية سنهوت، مركز منيا القمح، حيث كان يعمل والده مديراً للوحدة الصحية بالقرية لأكثر من 14 عاماً، وتخرج الشهيد في الكلية الحربية، ليلتحق بسلاح الصاعقة المصرية. »المنسي» ، الأب لثلاثة أطفال، تولي قيادة الكتيبة 103 صاعقة بعد استشهاد قائدها، وفي شهر رمضان الماضي تم تكريمه، نظراً لتميّزه وكفاءته وبسالته في الدفاع عن الوطن، الذي كتب عنها: »شجرة أنت يا مصر من عمر التاريخ.. أعلم أنك فانية، فلا شيء باقٍ، لكنك ستفنين عندما يفني التاريخ». ويظهر في صفحته الشخصية علي »فيس بوك» حبه للشعر، حيث نشر في أكثر من مناسبة أبياتا شعرية كثيرة، منها ما نشره من أبيات شعرية في حب الشهيد »إبراهيم الرفاعي»، بطل من أبطال حرب أكتوبر، فقال: »بطل كل الأبطال.. علي مر الزمان.. قاهرة المعز يا مصر الفداء.. درة التاج انت ونبع الصفاء.. سألت التاريخ عن يوم مولدك..وهل يشهد الأبناء ولادة الآباء». ونعي في منشور آخر بتاريخ سبتمبر 2016، قائلًا: »يا قبورا تنادي اسامينا..ويا موتا يعرف كيف يصطفينا.. سطوة الموت لن تغير لقبنا.. فنحن احياء للشهادة سائلينا.. (ميت ) لقب من هو دوننا.. والشهيد اسم من بالروح يفدينا.. مهنتي الشرف والمجد أجنيه.. وحب القلب للقلب يرضينا». وفي يوليو 2016 الماضي نشر بعض الأبيات في حب مصر، قائلًا: » انتصر لمصريتك يا مصري.. فأنا لمصريتي والله لناصر.. اسلمت لله وجهي اولا.. ولمصر جسدي والعينان تسهر آمنت بإلهي وعروبتي.. وبمصر وطني عن بعدها لا اصبر».