عندما صدرت أخبار الادب في عام 7991، استوحيت تصميم المدن في تبويبها، هكذا ظهر البستان وساحة الإبداع وضواحي الفضفضة... الخ، يوماً ما سيعكف باحثون محايدون، علي دراسة الدور الذي قامت وتقوم به الجريدة الوحيدة في العالم العربي المتخصصة في الادب، ولا اريد الدخول في التفاصيل الآن. لقد شارك معي نخبة من أقدر واشرف الزملاء، وخدموا ومازالوا يخدمون الثقافة الوطنية والقومية من منظور انساني فسيح، وكان ذلك في واقع صعب، لم يكن هناك افق قومي مثل السائد في الخمسينيات والذي دفع بالمجلات الادبية الي الذروة، منذ التسعينيات وحتي يناير الماضي، كان التشرذم هو السائد وكانت أخبار الادب هي الجسر الوحيد الذي يحافظ علي الصلات العميقة بين المشرق والمغرب. وكان موقفها طبقاً لما نشر فيها وما اتخذ من مواقف سداً ضد التطبيع طبقاً للرؤية التي أرسيت في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، في نفس الوقت كنا نؤمن بضرورة المعرفة. من هنا تم تخصيص صفحة التجدد بعنوان (حارة اليهود) تقدم تعريفا بما يدور هناك من أدب. وفكر، ومواقف، ورؤية من داخل إسرائيل للثقافة العربية. وأعترف أنني لم أكن مرتاحاً الي اسم (حارة اليهود) فلدي حساسية من استخدام لفظ (اليهود) أنني أفرق تماماً بين اليهود وبين الحركة الصهيونية التي أدت إلي قيام إسرائيل التي تعتمد سياسة عنصرية تقوم علي إبادة الثقافة العربية في فلسطين وتدمير ذاكرة الارض والبشر، اختفي اسم حارة اليهود، واصبح التعريف بالثقافة العبرية جزءاً من القسم المخصص للادب الاجنبي، وفي العام الماضي وفي ذكري صدور الجريدة الذي اعتدنا فيه تعديل الشكل والمضمون فتقرر إفراد صفحة خاصة بالثقافة العبرية يقوم علي تحريرها زميل موهوب، الأستاذ نائل الطوخي متخصص في الأدب الإسرائيلي والتزمت الصفحة المنظور الذي قامت عليه »أخبار الادب« الوطني والقومي والانساني، انني أكرر دعوتي للاستاذ ياسر رزق تخصيص صفحة تنقل الينا ما ينشر عنا في الصحافة الاسرائيلية، وتعرفنا بالجدل الدائر الآن حول الثورة المصرية وما يجري في العالم العربي، سيكون ذلك إحياء لتراث الأخبار وخدمة للقاريء وليس تطبيعاً، إن الذين يشوهون مثل هذا العمل باعتباره تطبيعاً دعاة جهل وهزيمة، فليس هناك أخطر من رفض المعرفة بكيان يمتد وجوده علي حدودنا ويعتبر المركز الاول للصراع التاريخي في المنطقة، رفض المعرفة خطأ جسيم ينبغي تلافيه.