عندما التقي الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي بقيادات »الأخبار« في المنتدي تحدث عن الدعم.. ومشكلاته.. وكيف أن الحكومة لجأت إلي إجراء مسح وابحاث ميدانية للوقوف علي حجم المشكلة وتوصيفها من خلال مسطرة قياس وتحليل احصائي.. وكيف انها استعانت بتجارب الدول الأخري في التوصل إلي حل لمشكلة الدعم.. والاجابة عن التساؤل المهم.. هل يكون الدعم نقديا.. أم عينيا؟ وقد اتضح ان المشكلة الحقيقية ان الدعم لا يصل إلي مستحقيه.. ويستفيد منه القادر قبل الفقير.. وربما في بعض الأحيان لا يصل أصلا إلي المحتاج!.. ولهذا قررت الحكومة بناء علي دراسة د. مصيلحي تصنيف الشرائح ووضع نموذج للفئات المحتاجة للدعم واصدار البطاقات الذكية التي بناء عليها يحصل علي الدعم في السلع الرئيسية كالخبز والبوتاجاز وخلافه. وقد يكون من المفيد أن يستطلع د. مصيلحي وجهة نظر سفيرنا في تايلاند اشرف الخولي حول نظام الدعم في تايلاند.. حيث تطرقنا في حوارنا معه إلي نظام المعيشة السهلة والمبسطة للتايلانديين.. يقول: نجحت الحكومة - هناك- في القضاء علي الفقر.. وكانت سياستها الرئيسية عدم اتخاذ أي إجراءات جديدة ضد الفقير.. وبهذا تحول من معدم إلي شبه مقتدر ثم غني والسبب في ذلك العمل والانتاج.. بحثت عن العاطلين.. منحتهم دعما أو قروضا مثل الصندوق الاجتماعي عندنا لكن بشكل جدي ودون تعسف مع المواطنين.. وقد يكون هذا سبب نجاح رئيس الوزراء التايلاندي السابق تاكسين شيناواترا.. الذي اعطي لكل قرية مليون بات »حوالي 53 ألف دولار« بحيث تنتج القرية منتجا واحدا تتخصص فيه حسب قدراتها وميزتها النسبية.. وان يتولي المسئول عن القرية هذا القرض.. اضافة إلي مسئوليته مع الحكومة علي التسويق وفتح المعارض للمنتجات.. وبهذا تم نقل الطبقة الفقيرة إلي طبقة شبه غنية. ليس هذا فقط.. بل ان كل سائق »توك توك« وهو من اشهر وسائل المواصلات في تايلاند.. يتم تمليك التوك توك له أو تاكسي بقرض لمدة سنة.. وخلالها يستطيع ان يسدد ثمنه. ليس هذا فقط.. بل ان تايلاند تدعم من يرشد في استهلاكه خاصة من الكهرباء والماء.. فإذا لم تتخط استهلاكاته للكهرباء مثلا شريحة معينة.. يحصل علي الدعم.. أما إذا زاد استهلاكه فيخضع لفئة دفع التكلفة الحقيقية للخدمة.. ولهذا نلاحظ ان الكثير من التايلانديين يأكلون خارج بيوتهم في المطاعم المنتشرة بالشوارع.. وان الاضاءة تكاد تكون للرؤية البسيطة.. فهل نتعلم؟!