هناك حقيقة مؤكدة يجب ان نذكرها بكل قوة ووضوح، وهي أنه نتيجة لملحمة العبور والنصر في أكتوبر 1973، سيظل للرئيس الراحل محمد انور السادات مكان بارز، ومكانة متميزة في تاريخ مصر ووجدان كل المصريين، لن يزاحمه فيها أحد، ولن يزحزحه عنها أحد، باعتباره صانع النصر وقائد العبور، الذي كان وسيبقي لسنوات طويلة قادمة، حدثاً فريداً في التاريخ العسكري، بما أحدثه من متغيرات جسام في مصر والمنطقة والعالم، لم يتوقعها أحد ولم يحسب حسابها أحد قبل أن تحدث. والموضوعية والأمانة التاريخية تدعوان كل راصد لأحداث ووقائع هذه الحقبة من تاريخ مصر والمنطقة، إلي الإقرار والتأكيد علي أن شجاعة وجسارة الزعيم المصري انور السادات، في اتخاذ قرار الحرب وخوض معركة الكرامة والشرف وغسل عار الهزيمة،..، كانت شجاعة غير محدودة وجسارة تفوق أي تصور، في ظل الظروف السائدة في ذلك الحين علي كل المستويات الاقليمية والدولية. لقد كانت كل الظروف السائدة بالغة السوء وبالغة الخطر والدقة والحساسية ايضاً،..، رآها البعض صعبة بل شديدة الصعوبة، في حين رأتها الكثرة الغالبة مستحيلة، في ظل اختلال ميزان القوي العسكرية لصالح اسرائيل بصورة كبيرة. وإذا كنا نقول اليوم، ان نصر أكتوبر كان في اساسه وجوهره زلزالاً هز إسرائيل، وأطاح بأحلامها التوسعية وأسقط ما كانت تروج له من ادعاءات عن الجيش الذي لا يقهر، فإن ذلك هو ما أكدته حرب أكتوبر وملحمة النصر، التي قادها الرئيس السادات لتحرير الارض واسترداد الكرامة لمصر وجيشها، والتي تعد بكل المقاييس اعجازاً عسكرياً، توقف أمامه العالم كله بالانبهار والاحترام. ومن الحقائق التي اصبحت مؤكدة وثابتة في التاريخ العسكري الآن، ان الرئيس السادات ومعه قادة جيش مصر بكل ضباطه وجنوده، وبجوارهم شعب مصر العظيم قد استطاعوا تحقيق النصر،وصناعة التاريخ بحروف من نار ونور في هذه المنطقة من العالم.