حسناً أعلنت وزارة الصحة والسكان إلزام العيادات الخاصة بالجمهورية، بإعلان تسعيرة الكشف » الفيزيتا» للمرضي مع منح فاتورة أو إيصال بالمبلغ المدفوع للمريض. اهم من اعلان تسعيرة » الفيزيتا» هو سعر الفيزيتا نفسه، الأسعار نار، وهناك مزايدة محمومة بين كبار الاطباء علي رفع سعر » الفيزيتا » لدرجة يعجز عنها البسطاء، نعم من حق المريض معرفة سعر الفيزيتا، ولكن من المهم الترفق بالمريض، أسعار الكشف في العيادات فوق طاقة المرضي. مشكورة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة تسعي إلي ضبط منظومة العمل في القطاع الخاص الطبي، حرصا علي أخلاقيات المهنة، ولكن أليس من أخلاقيات المهنة السامية الترفق بالمرضي، ووضع تسعيرة معلومة وفق جدول تقرره الوزارة يحدد التسعيرة اتساقا مع مؤهلات الطبيب العلمية والخبرة الطبية ما يمنع التنافسية غير الحميدة التي رفعت اسعار الفيزيتا إلي ارقام فلكية في عيادات نفر من كبار الاساتذة. نعم العلاقة بين المريض والطبيب اختيارية، والمريض هو من يختار وجهته، ولكن هذا كلام الاصحاء، المريض مجبر لابطل، ويبحث عن من يخفف آلامه ولو باع عفش البيت، ويقينا لا يذهب مختارا طائعا بل يذهب مجبرا تحت وطاة مرضه. لن اتمني علي طبيب كان ان يخفض تسعيرته، ومن تطوع خيرا له، والمتطوعون من اصحاب الطب رسالة كثر، ولكن يقينا الامر يحتاج إلي ضابط، ولو أحسن حكماء دار الحكمة ( نقابة الاطباء ) لتوقفوا أمام ظاهرة المغالاة في أسعار الكشف الطبي، وتبينوا أسبابها، أعرف أن اسم الطبيب لا يقدر بثمن، ولكن دراسة وضع لائحة بأسعار الكشف في العيادات خليق بأن تتم دراسته، والتدرج في الأسعار مهم وبحسب الدرجة العلمية والتخصص، بحيث يكون السعر معلناً وعلي الجميع ويلتزم به الأطباء كافة. من شأن هذه اللائحة أن تمنع المغالاة من جانب نفر من مشاهير الأطباء، فطاقة المرضي لم تعد تتحمل، صحيح هناك بدل الطبيب ألف، ولكن كيف يغفر لطبيب أدي القسم أن يمتنع عن مريض فقط لأن سعر الكشف غال عليه وفوق قدراته، لا أطلب سعراً موحداً، ولكن تسعيراً عادلاً ما بين ممارس عام ومدرس وأستاذ دكتور، وهذه فوارق سعرية طبيعية، تضبط السوق وتمنع المغالاة وتمكن المريض من اختيار الطبيب المناسب لقدراته المالية. التسعيرة يحكمها معني التخفيف عن كاهل المرضي، واعتقد أن هذا يجب أن يكون عنواناً رئيسياً لنقابة الأطباء، وعلي مجلس النقابة أن يتبني هذا المقترح، ولتكن مبادرة من قلب دار الحكمة، هناك فروض مجتمعية غائبة تماماً عن المجتمع الطبي، وتفاعل النقابة والأطباء المقتدرين مع شعب تقريبا من المرضي سيحدث أثراً طيباً هائلاً، ويستاهل حمداً وشكراً مستحقاً، ويضع الأطباء ونقابتهم في قلب هذا الشعب الصابر علي البلوي. لن أتحدث عن معاناة الكثير من المرضي في تدبير قيمة الكشف، ناهيك عن تدبير نفقات روشتات العلاج، وتعلمون أن أسعار الدواء تعز علي الفقراء، ولكن لنا في الدكتور إبراهيم بدران يرحمه الله أسوة حسنة،ظل كشف عيادته وفي مستشفاه فقط جنيهات معدودة وهو من هو اسماً وعِلْماً وعَلَماً، لقبوه بطبيب الغلابة، اللقب للأسف يبحث عن وريث، ياله من لقب عظيم.