المعارضة السورية: المبادرة العربية ماتت في مهدها بعد تأجيل زيارة العربي

الجيش يجتاح حمص ويقتل ويصيب العشرات.. والصليب الأحمر يضغط للإفراج عن المعتقلين

سقط سبعة قتلي علي الأقل وأصيب ما يزيد علي 20 آخرين في عملية عسكرية واسعة تشنها القوات السورية في مدينة حمص وسط البلاد خاصة في حيي الخالدية وبابا عمرو، مع استمرار المظاهرات الليلية المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد في عدة مدن وبلدات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "رجال الأمن استخدموا الرشاشات الثقيلة في محيط جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية"، لافتا إلي أن "الاتصالات الأرضية قطعت عن كافة أحياء حمص وسط استمرار إطلاق الرصاص الكثيف منذ ليل الثلاثاء في بعض أحياء المدينة". وأكدت لجان التنسيق المحلية، التي تنسق الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري "وصول عدد من الدبابات من طريق حماة إلي قلب مدينة حمص".
بدوره أعلن "اتحاد أحياء مدينة حمص"، في بيان نشر علي موقع "فيسبوك"، أن "قوات من الجيش والأمن، المدعومة بالمدرعات والدبابات، وبرفقة مجموعات كبيرة من الشبيحة اجتاحت المدينة التي يصعب التنقل في أرجائها مع انتشار قوات الأمن والقناصة المتمركزين في أسطح المباني ويطلقون النار علي كل شيء يتحرك".
وتأتي هذه العملية غداة الإعلان عن تأجيل زيارة كان من المفترض أن يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس إلي دمشق حاملا معه مبادرة عربية مكونة من 13 بندا لوقف إراقة الدماء في سوريا. وأفادت وكالة الأنباء السورية أن دمشق طلبت من العربي تأجيل الزيارة "لأسباب موضوعية أبلغ بها وسوف يتم تحديد موعد لاحق للزيارة". من جانبها هاجمت المعارضة السورية تلك الخطوة واعتبرتها تعنتا من قبل نظام الأسد. وقال المعارض السوري محمد مأمون الحمصي في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن "تأجيل دمشق لزيارة العربي يعد دليلا علي رفض نظام الأسد لكل الجهود المبذولة لوقف حمامات الدماء والإبقاء علي الخيار الأمني". واعتبر الحمصي أن المبادرة العربية التي طرحها وزراء الخارجية العرب "ماتت في مهدها بسبب تعنت نظام الأسد واعتماده الأسلوب العسكري لوأد الثورة".
وعلي صعيد الضغوط الدولية علي نظام الأسد قال جاكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة ستضغط علي سوريا للإفراج عن المعتقلين والسماح لها علي وجه السرعة بزيارة المعتقلين الذين يعتقد أنهم في أماكن احتجاز غير رسمية في الوقت الذي تواصلت فيه الاعتقالات في أنحاء البلاد. وقال كلينبرجر إن عاملين باللجنة سيقومون بزيارات أخري لسجن دمشق المركزي الذي يضم 6 آلاف سجين جنائي وسياسي. من جهة أخري قال وزير المالية السوري محمد الجليلاتي أمس إن بلاده تتطلع لبيع النفط الذي لم تعد تستطع تصديره الي أوروبا لروسيا والصين ودول أخري غير عربية وذلك بعد أن حظر الاتحاد الاوروبي- أكبر مشتر للنفط الخام السوري- استيراد النفط من دمشق للضغط علي الأسد.