عندما نذهب إلي الشقيقة السعودية لنعتمر أو نحج فنحن لا نتسول ما أمرنا به الله ورسوله بل هو فرض عين عليهم ان يعاملوننا بالحسني.. والحسني الا يقصرون في خدمتنا وخدمة كل ضيوف الرحمن وان يوفروا مناخا طيبا لكل من خرج من بيته وترك بلده في سبيل الله.. ان يحدث عكس ذلك فهو الخروج علي طاعة الله ورسوله الكريم صلي الله عليه وسلم. هناك شئ ما خطأ حدث للمعتمرين المصريين في المملكة وهم يؤدون عمرة شهر رمضان.. كبار السن من العجائز باتوا ليالي يفترشون الأرض في مدينة الحجاج وهم لا يقدرون علي تلك المشقة .. النساء والأطفال في صورة مهينة لا أحد يسأل عنهم.. لماذا حدث هذا وما هو المبرر له .. الله سبحانه وتعالي لا يرضي بهذه المعاملة ومن جاء ليعتمر له الحق في الأمان وحسن المعاملة إلي أن يعود لبلده وهو ضيف عزيز ومكرم وعلي السلطات السعودية ان تعي هذا جيدا فإذا كان الله اختارهم لهذه المهمة فهو شرف كبير وعظيم لهم ورصيد ضخم في اقتصادهم يفوق البترول الذي هو نعمة من نعم الله عليهم . منذ حوالي شهرين كتبت في هذا المكان عن الأستاذ الجامعي الذي ذهب ضمن وفد لأداء العمرة وبعد عودته أرسل لي برسالة تقطر حزنا من سوء المعاملة التي لاقاها الوفد في مطار جدة والساعات الطويلة وقوفا في طابور لا يمشي أو ينتهي وانه لولا لطف الله لحدثت مشكلة في المطار وطلبت من السفير السعودي بالقاهرة التدخل لدي سلطات بلاده وإعلامهم بالحكاية حتي لا تتكرر ويبدو انه لم يهتم أو يقرأ المقال وحدث ما حدث في مدينة الحجاج.. ولا انسي ما قاله الأستاذ الجامعي في نهاية رسالته لي : لولا وجود الشعائر المقدسة في السعودية ما فكرت في دخولها ما حييت ! لا نريد عند حدوث أي مشكلة مهما كان حجمها أن نقول إنها مشكلة سياسية فليس هناك خلافات سياسية بين مصر والسعودية وكل منا أدري بشئونه وكل منا يجب الا يتدخل في شئون الأخر.. ما بيننا تحكمه المصالح فقط .. هكذا تقوم العلاقات بين الدول وعلي السعودية ان تدرك أن مصر بعد ثورة 25 يناير تختلف كثيرا عما قبل وان المصري لا يتسول لقمة العيش في السعودية أو غيرها وان كرامته فوق كل اعتبار ولا يجب ان يعامل معاملة لا تليق به ونحن لن نفرط في هذا أبدا وإذا كانت نغمة إعادة المصريين إلي مصر إذا ما حدث خلاف كانت تسود أيام حكم الرئيس المخلوع فلن تجدي بعد اليوم . فهم يساهمون في تعمير السعودية ويذهبون إلي مناطق بعيدة جدا من اجل التعليم في المدارس أو العمل في الزراعة ويبذلون جهدا كبيرا فلا يمن عليهم أحد أو يعايرهم أو يهددهم في لقمة العيش إذا كان الرئيس المخلوع قد وضع رؤوسنا في الوحل أو تسول أموالا كما قال مجنون ليبيا القذافي فهو لم يكن يأخذها لصالح شعبه بل لصالح عائلته ولنفسه والادلة كثيرة نعرفها وعلي حكومة شرف من غير دكتور ان تتحرك لبحث ما حدث في موسم العمرة وان تعدنا بعدم تكرار ذلك في المرات القادمة وإذا لم تستطع أن تعيد للمصري كرامته فلتقدم استقالتها فورا وتنسحب !