المعلومات المتوافرة التي تتردد بين أوساط القبائل الليبية ان المعركة بين الثوار وكتائب القذافي لم تنته بعد. ما يُنقل عن زعماء هؤلاء القبائل خاصة التي تستوطن المنطقة الغربية من ليبيا يقولون ان الحرب علي الأرض الليبية لم تضع أوزارها بعد حتي بعدما حققة الثوار من انتصارات. انهم يرجعون ما تم انجازه لصالح هؤلاء الثوار إلي تدخلات الناتو من خلال الضربات الجوية وعمليات تقديم السلاح لهم. القضية سوف تتحول خلال المرحلة القادمة حتي ولو تم الاستيلاء علي معقل القذافي بمسقط رأسه في سرت إلي حرب قبائل سوف تستمر إلي ما لا نهاية. المصادر القبلية تقول ان قبائل الغرب الليبي ويُعدون الأكثر شارسة وضراوة والاصرار علي عدم التسليم لقبائل الشرق والجنوب الذين ليست لديهم نفس القدرة علي القتال وممارسة حرب الصحراء. ومن ناحية أخري فلا جدال ان انتشار السلاح بطول الارض الليبية سوف يساهم في اشعال هذا الصراع. وكما هو معروف فان حسم معارك الصحراء لا يمكن ان تتم من خلال الضربات الجوية فحسب وانما لابد ان يعتمد وبشكل أساسي علي قوات المشاة والاشتباكات الارضية. وفي ظل عمليات الكر والفر ونزعات الغضب والثأر والانتماء القبائلي فان مثل هذه الحرب الأرضية غير مضمونة الحسم. وليست هذه المعلومات من عندي وانما هذا ما سمعته من أبناء القبائل الذين يعيشون في صحرائنا الغربية امتدادا حتي الحدود الليبية والحدود الجزائرية والتونسية. ولابد ان نضع في الحسبان أيضا الموقف الجزائري المناهض من البداية للثورة الليبية متمثلا في دعم قوات القذافي بالسلاح بالاضافة إلي توفير الملجأ لهم علي الحدود الجزائرية. من جانب آخر فان دول الناتو تضع في اعتبارها بالطبع انها سوف تحصل علي العائد من حكومة الثورة الليبية إذا ما استطاعت السيطرة علي الأوضاع مثلما حدث في الحرب العراقية التي دفعت تكلفتها كل من الكويت والسعودية ثم العراق بعد ذلك. هذا يعني ان كل شيء لدي هذه الدول له ثمن. إن احد لا يصدق انهم يقومون بانفاق تكاليف هذه الضربات الجوية من أجل عيون الثوار الليبيين ومن أجل صالح حقوق الإنسان. هذه الدول ليست علي استعداد لتقديم أي تضحية مجانا وهو ما تجلي بشكل أساسي في تجنب التدخل البري ضمانا لعدم سقوط ضحايا من أبنائهم. اذن فان ما يقوم به الغرب لا تحكمه أي مبادئ أو اخلاق. ليس أدل علي هذه الحقيقة من موقفهم الفاضح من القضية الفلسطينية وتحيزهم وتواطؤهم مع العدوانية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب علي مدي ما يقرب من 56 عاما منذ كارثة التآمر علي الأرض الفلسطينية. وإذا كنا نتحدث عن انجازات ثورة الشعب الليبي ضد الظلم والديكتاتورية وتطلعه الي ممارسة حكم بلده الغنية بالثروات البترولية.. الا ما يجب أن يقال ان هذا الشعب وحده هو الذي سيتحمل ويلات هذه الحرب الدموية والتي شهدت وتشهد سقوط عشرات الآلاف اما بقنابل وصواريخ قوات الناتو العدوانية وعمليات التنكيل التي قامت به قوات القذافي ثم يأتي بعد ذلك الصراع علي الأرض بين القبائل الليبية والذي لن يتوقف. ما يجب إن يقال فيما يتعلق بما يجري علي الأرض الليبية ان العنف سيتصاعد اذا لم يتم التوصيل الي تسوية بين اخوة الوطن والمتمثلة في القبائل. الاستجابة لهذه التسوية مرهونة بالاتفاق والتوافق علي توزيع الغنائم والمسئوليات. انطلاقا مما حدث والذي يعد كارثة بكل المقاييس فان الشعب الليبي وحده هو الذي سيدفع الثمن من أرواح ابنائه ومن عائد ثرواته التي سوف تحققها الاحتكارات الغربية الرابحة علي طول الخط.