لم تكن إسرائيل في يوم من الأيام دولة جارة، لها حقوق الجيرة، بل هي كيان غاصب ان عاجلاً أو آجلا ستزول بإذن الله.. ومع ذلك فنحن شعب يحترم مواثيقه، وعهوده مع من هم أهل للاحترام. بصراحة لا أستطيع أن أخفي اعجابي الشديد بموقف الحكومة التركية التي قررت، وبكل عزة نفس طرد السفير الإسرائيلي من انقرة، ووقف وتجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية بين البلدين بعد أن رفضت اسرائيل، علي مدار عام كامل الاعتذار عن فعلتها البربرية والشنعاء بمهاجمة السفينة »مرمرة« وقتلت بدم بارد 9 ناشطين اتراك، كل جريمتهم أنهم كانوا ضمن أسطول الحرية في طريقهم إلي قطاع غزة المحاصر. هذا ما فعلته تركيا التي لديها من المبررات والحجج والذرائع ما كان يغنيها عن الاقدام علي هذه الخطوة الجريئة، فماذا فعلت مصر تجاه الاعتداء الاسرائيلي علي حدودها واغتيال عدد من جنودنا البواسل؟ أردوغان فعل ما فعل انحيازاً لكرامة شعبه الذي ثار، وانتفض، ورفض العنجهية الإسرائيلية، وكانت مصر اولي بهذه الغضبة، فإسرائيل يجب ان تعرف أن الجار الذي اعتادته منذ أكثر من ثلاثين عاما قد تغير، وثار علي سجانيه. يبدو أن اسرائيل لم تعرف بعد أن هناك ثورة قد قامت في مصر. طرد السفير الإسرائيلي، بعد رفض الاعتذار الصريح هو أقل إجراء أم يلجأ الشعب المصري إلي تركيا؟!