اللهم ارحم شعب مصر بعد صيام رمضان وقيام ليله.. اللهم اجعل رحمتك لهم سلاما وامانا في اوطانهم وبين طوائفهم وفرقهم.. وارحمهم بعودة العقل لأهل الفن والسينما فيهم. منذ عدة ايام واعلانات افلام العيد تطاردنا في المنازل ليل نهار عبر التليفزيون، وفي الشوارع عبر اللافتات.. وفي الحنفيات ايضا.. ما هو كل شيء بقي فيه فن حتي مرفق المياه الذي يتفنن في ضعف ضخ كميات المياه للمنازل، ثم يغالي ويبالغ في الاسعار والاموال التي يحصلها عن المياه التي لا تضخ.. المهم اعلانات افلام العيد كلها تدعو الي الرثاء علي حال السينما في مصر.. ومن بين هذه الاعلانات اعلان يدعو الي الحسرة والألم، والي ضرورة معاقبة كل من شارك فيه، بأشد انواع العقاب لانهم لا شك سوف يحاسبون عند الله بأقسي أنواع الحساب.. الفيلم يا سادة هو آخر انتاج اسرة فنية دخلت السينما من باب خاص »هي اسرة السبكي« ويحكي عن ماذا.. هل عن عظمة وتاريخ مصر، او عن ثورتها المباركة التي اذهلت العالم يوم 52 يناير وانتصارها الباهر يوم 11 فبراير، او عن عطاء المصري الحضاري للعالم عبر اكثر من 7 آلاف عام.. او عطائها العربي الذي يمتد لقرون طويلة، او عطائها الاسلامي الذي حفظ لما يقارب 2 مليار مسلم، دينهم وعقيدتهم ومن خلال وسطية الأزهر.. وعن ريادة مصر الثقافية والعلمية والادبية التي انتجت للعالم العقاد وطه حسين ومحفوظ وزويل ومجدي يعقوب ود. مشرفة و.. و.. و.. لا والله يا سادة.. الفيلم لا علاقة له بهذا كله.. وإنما في هذا التوقيت الصعب والحساس من تاريخ مصر وثورتها الشبابية المباركة يحكي الفيلم عن رواد »شارع الهرم« من المساطيل والساقطات و.... »لا مؤاخذة.. رمضان يمنعنا من ذكر باقي اوصاف المشاركين في الفيلم«.. وطبعا كل نجوم الفيلم كسر*كسر والعينة سعد الصغير الذي يعلن عن فيلمه بالرقص مع راقصة راعشة مرتعشة كأن بها من الجن »مس« او من الكهرباء »ماس«.. ويقول الابطال احنا بتوع الهرم.. وبناكل حرام.. وأب نائم في البيت ولم يرب ابنته التي تعيش في الهرم.. كل هذا يأتي علي لسان المشاركين والمشاركات في الفيلم.. وعفوا لن اقول عنهم فنانين وفنانات.. فمن يشارك في فيلم كهذا وقبل ان اراه، لابد أن يكون ساقطا وخارجا عن قيم الفن، وفاسقا عن اطر الاحترام للنفس ولمصر وقيمها وفنونها وعباقرتها. آلآن نخرج للدنيا اقذر ما كان في مصر- وللاسف مازال موجودا فيها- ام نقدم للدنيا تلك النماذج العظيمة من الشباب التي استلهمت ثورة تونس وهضمتها وعقلتها ثم طورتها فكانت ثورة مصر البيضاء هي اعظم ثورة لشعب ضد حاكم جاحد فاسد امبراطوري متكبر حقود حسود؟ هل نقدم للعالم من خلال السينما المصرية التي تطوف كل الدنيا الدعارة والسكر والحشيش والمخدرات وكل انواع الجرائم المرتبطة بهذا كله.. ام نقدم له حكاية الشاب المصري الذي تسلق برجا سكنيا ضخما وعاليا دون سابق خبرة ولا تدريب من اجل ان يأتي لكل المصريين بعلم اسرائيل من فوق سفارتها ليحرقوه.. ايهم أحق؟!.. أهذا.. أم ذاك.. أقسم بالله ان هذا الفيلم وكل من فيه وكل من وراءه وكل من اكتسب قرشا او مليما من ورائه آثم وهالك ومجرم في حق نفسه ووطنه وفنه واسرته وابنائه قبل غيرهم. الانتاج السينمائي لأفلام ثم حجز دور عرض لها في العيد يجب ان يكون واعيا ومثقفا ومدركا للمرحلة التي تمر بها البلاد.. فالسينما لا تعني ان نقدم الدعارة والفسق والمجون في زمن الثورات ثم نقدم القتل والتدمير والعنف في زمن الحب والسلام.. فالسينما لا هذا ولا ذاك.. انما هو فن سابع جميل نقدم فيه ما تسمو به النفس البشرية علي كل صغائرها وتتخلص به من كل نقائصها والسينمائيون »بحق وحقيق« مطالبون بأن يتخلصوا ممن دخل مهنتهم دون وجه حق لمجرد ان معه اموالا جاءت من التجارة في لحوم البهائم.. ثم تطورت لتكون اموال تجارة في لحوم البشر فتيانا وفتيات.. اتقوا الله في مصر.. وفي سمعتها.. وفي كرامتها في الخارج.. وآه لو تعرفوا ما قيل لنساء مصريات كثيرات من سيدات مثلهن في اسواق دول الخليج.. وكله بسبب السينما.