يبدو أن السكوت الطويل، وعتمة الغرف المغلقة ،وحياة العزلة، لا الاعتزال،تلك التي عاشها السلفيون لسنوات طويلة، هي ما وراء تلك التصريحات والافعال المرتبكة، والخطوات المتعثرة ،والجلبة ،والفوضي، والمشاكل التي يحدثونها في كل مرة يتحركون خلالها.. ما كدنا ننتهي من زوبعة هدم الاضرحة، وزوبعة (اختي كاميليا) و(اختي عبير) ومحاولات أشعال الفتنة ، حتي خرج علينا المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية بالأسكندرية، بتصريح غاية في الحمق والاستفزاز، يصف فيه الحضارة الفرعونية (بالعفنة) !! ويطالب بوجوب تغطيه وجوه التماثيل بطبقة عازلة من الشمع لاخفاء ملامحها وتشويهها..!! مشيرا الي أنها تشبه الأصنام في مكة قبل الفتح الإسلامي!! التصريح هذا أعتبره بعض السلفيين بمثابة الفتوي لهدم التماثيل، فقاموا بالفعل بتكسير وجوه بعض التماثيل بمنطقة كرداسة في الاسبوع الماضي!! تصريح الشحات التخريبي هذا، سبقه أيضا تصريح آخر بتحريم العمل في السياحة ، حيث تقدم الخمور للسائحين والسائحات!! وهو ما اعتبره خبراء السياحة والمتخصصون تهديدا للسياحة المصرية ، واعتبره البعض أيضا عملا ارهابيا يصل لمرتبة الخيانة العظمي وطالبوا بالتحقيق..!! والامر بالفعل لا ينبغي السكوت عليه،لابد من التحقيق والمساءلة، لابد من وقفة أمام تلك الفتاوي المدمرة ،والمهددة للسياحة وللامن، لابد من وقفة صريحة أمام الاصرار علي الفوضي وتشويه وجه مصر الحضاري،ومحاولة محو تاريخنا وثقافتنا والعبث بهما.. الفارق كبير بين حق الانسان في التعبير عن افكاره وارائه، وبين التحطيم والتدمير والاساءة،ومحو كل الوجوه التي لا تشبههم.