معمر القذافي قاد الثورة الليبية ثم بقي في الحكم عشرات السنين فتحول إلي ديكتاتور وكان خلعه أشبه بالمستحيل حتي تحررت ليبيا منه اليوم فقط. وحسني مبارك شارك في حرب أكتوبر وقاد القوات الجوية وكان بطلا ثم جاء للحكم ومكث فيه أكثر من ثلاثين عاما فتحول إلي طاغية وزاد الفساد والفاسدون وأولهم ابنه وصديقه المقرب حتي انتصرت الثورة ضده. ونظام الأسد الأب ثم الابن أيضا عشرات السنين ويبدو أنه التالي الذي سيسقطه شعبه. السلطة المطلقة والبقاء في الحكم للأبد وقهر الشعوب جعل المنطقة كلها تجلس علي بركان يهز أرجاء الشرق الأوسط.. ماذا سيحدث غداً لا أحد يعلم. من الجميل والجميل جداً أن الطغاة يسقطون واحداً تلو الآخر وأن الشعوب المقهورة والمطحونة ثارت وانتصرت وأعطت الدرس لكل رئيس قادم أن الطغيان والفساد هو المقبرة التي سوف تواريه إذا حاول أن يقترب منهم. ولكن القلق الكبير كيف سيكون شكل الشرق الأوسط وبه إسرائيل التي تحاول ان تستغل كل ما يحدث لمصلحتها علي حساب الشعوب العربية.. موقف مصر شعبا وقيادة جاء قوياً أمام قتل الجنود المصريين وأعلنا أننا سنسحب السفير المصري ما لم تقدم إسرائيل اعتذارا رسميا.. ولكننا لم نسحب السفير المصري ولم تعتذر إسرائيل واكتشفنا ان ظروفنا الداخلية والقوي الخارجية والوضع السياسي لا يمكننا معه أن ننفذ التهديد.. فبالفعل سحب السفير ان كان بعيدا عن الغضب فهو لا يحل المشكلة.. والاعتذار الإسرائيلي جاء ضعيفا وهو عبارة عن أسف لما حدث وليس اعتذارا من رئيس الوزراء بل أسف أبلغه لنا سفيرنا هناك! إسرائيل تنظر بعين الذئب إلي سيناء وتعلن عن قلقها من عدم استقرار شبه الجزيرة وتتابع ما يحدث في سوريا والثورة ضد بشار الأسد وهل انتصار الثورة سيطلق حزب الله مرة اخري وما علاقة ايران بكل ما يحدث وهل هناك تنسيق بين الاخوان وحماس وحزب الله. كل هذا القلق بالطبع يصب عند حلفاء إسرائيل وأولهم الولاياتالمتحدةالأمريكية. ماذا سيحدث غداً؟.. هناك خطر حقيقي علي الأمن المصري.. هناك خطر حقيقي علي سيناء وقد كتبت هذا الاسبوع الماضي عما يحدث في سيناء ومن هم الملثمون حاملو الأسلحة الآلية ولماذا يهاجمون أقسام الشرطة! كل هذا يحتاج إلي وقفة وخطط استراتيجية. نعم الطغاة يتساقطون والشعوب تنتصر ولكن أخشي ممن يحاول أن يستغل الفراغ السياسي بين سقوط الطاغية وقيام نظام جديد.