أجمع خبراء القانون علي أن مبارك كان شريكا للعادلي في قتل المتظاهرين .. و ان لم يكن ذلك بالأمر المباشر فبالنية و لذلك تضيق الفرص التي تخفف فيها العقوبة المحتملة الي أدني حد ممكن .. أما الحديث عن البراءة فذلك درب من دروب الخيال. فاذا اطمأنت المحكمة الي ثبوت الجريمة فان المحرض ينال نفس عقوبة القاتل الأصلي و في حالة القتل مع سبق الاصرار تصبح العقوبة الاعدام .. و لا مجال هنا للحديث عن الحسنات و السيئات للرئيس المخلوع فالقانون لا علاقة له بهذه الأمور .. و كيف لا و قد كان المسئول الأول في الدولة و كان المسئول المباشر عن اصدار الأوامر فاذا ثبت أنه أعطي الأوامر لمرؤسيه و منهم حبيب العادلي بقتل المتظاهرين فان المسئولية المباشرة تقع عليه من خلال النية .. و لا يجوز التذرع بزعمه بأنه لم يعط الأوامر باطلاق النار مباشرة .. و يكفي لانعقاد مسئوليته أنه أعطي الأوامر بفض المظاهرات بأية وسيلة .. قال خبراء القانون أيضا أن الظروف المرضية أو ظروف السن لا تحول دون توقيع العقوبة لأن العبرة بوقت ارتكاب الجريمة و توافر عنصري الارادة و العلم للجاني .. و لأن ثبوت الجريمة علي المتهم يلزمها توافر الأدلة و البراهين القاطعة فان الشهود هم كلمة السر في قضية الرئيس المخلوع و أعني بهم شهود الاثبات و الذين يلعبون الدور الرئيسي في ادانة مبارك و ابنيه في مختلف التهم الموجهة اليهم .. و معروف أن مبارك و نجليه يواجهون اتهامات أخري بخلاف قتل المتظاهرين مثل استغلال النفوذ و تقاضي الرشوة و الاضرار بالمال العام.. ولكن الفرق بيننا و بين مبارك أننا نحاكمه الآن محاكمة مدنية و ليست استثنائية أو بموجب قانون الطواريء كما كان يفعل هو معنا و كأن مشيئة الله تعالي قد أرادت للمصريين أن يتساموا عن ارتكاب الخطيئة التي طالما وقع فيها النظام السابق و هي عقد المحاكمات الصورية للمتهمين تحت مظلة المحاكمات الاستثنائية .. معتقدا أن البلد بلد أبوه و أن مصر ما هي الا عزبة خاصة يديرها كيف يشاء فيمنع من يشاء و يمنح من يشاء و يتقاسم الثروات هو و أبناؤه و خاصته كيف يشاء .. و لعله أدرك الآن أنه كان واهما بعد أن انتفض الشعب و خلعه من سدة الحكم التي اغتصبها بالتزوير عشرات السنين .. أيها الرئيس المخلوع إزي الصحة.. الشعب لا يريد كما كان متوقعا .. فقد أسفرت مليونية "في حب مصر" و التي احتشد لها بضعة آلاف في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي عن بعض المناوشات و الاشتباكات بين المتظاهرين و قوات الأمن علي أثر محاولة اقتحام الحديقة الوسطي لبدء اعتصام جديد .. و لذلك أصبحت أتشاءم تماما من كلمة " مليونية " .. فالشعب الآن لا يريد أي مليونيات لأن المليونيات قد فقدت معناها فما جدوي المليونية و الدولة تعاني عجزا ماليا كبيرا .. مصر تحتاج مزيدا من العمل و الانتاج لكي تستطيع الوقوف علي قدميها من جديد.