عودة النكت وانتشارها في الحياة المصرية، يعني أن ثمه تغير قد حدث بالفعل(وقد حدث).. يمكننا الحديث بوضوح عن عوده النكتة ،وإستعادة الروح المرحة والساخرة في تفاصيل الحياة اليومية.. وجوة الناس في الشوارع أختلفت، صارت أكثر مرحا وأكثر عنفا أيضا، طبيعي أن يتلقاك الناس هذة الايام (بسمعت اخر نكتة) زادت مساحات وصفحات الفكاهة في الصحف، وعلي صفحات الفيسبوك وتويتر مئات التعليقات والنكات والرسومات الساخرة ،نفس الامر في رسائل المحمول المتبادلة (الي الليبراليين: رمضانكم حرية، والي الاشتراكيين: رمضانكم عدالة أجتماعية، والي الاسلاميين: رمضانكم مبارك).. ثمه هجمة ساخرة، بالتأكيد هي ما يميز المصريين دائما، لكن يمكن الحديث الان عن تزايدها و إستعادتها بقوة من جديد، ولعل أبرز ملامح الثورة المصرية هو ذلك الحس الساخر والقدرة علي اطلاق النكات ،وروح الفكاهة والمرح والتي منحت الثورة المصرية خصوصيتها وكانت ايضا أحد اسلحتها.. والنكتة المصرية بالفعل سلاح شديد الفاعلية والتاثير،فعل مخيف وخطير، حتي أن مجلس الشيوخ في روما أيام يوليوس قيصر (يعني في أوج الامبراطورية الرومانية) أصدر قرارا بمنع المحامين المصريين من المرافعة أمام المحاكم في الاسكندريه، لأنهم يستخدمون النكات وهي تهدد هيبه القضاء!! انتشار النكتة بعد الثورة ظاهرة ملموسة، ومحاكمه مبارك تحديدا تحظي باهتمام ساخر،ثمه صفحات تم انشاءها علي الفيسبوك للفكاهة المصرية بعد الثورة،وصفحات للنكت، وصفحات لخفه الدم المصرية، وصفحات للمحاكمة.