وإذ قلنا للجماعات المسماة بالإسلامية لا تلعبوا بالدين في شوارع السياسة.. قالوا إنما نحن مصلحون!. وإذ قلنا للإخوان أنتم تستعرضون عضلاتكم وتجمعون الدين بالديناميت.. قالوا إننا نحن صالحون لكل زمان ومكان!. وإذ قلنا لما يسمي بائتلافات الثورة (205 ائتلافات حتي الآن) وحدوا أموركم وطهروا صفوفكم.. قالوا إنما نحن ثائرون دائما فلا تقطعوا الأرزاق عنا!. وإذ قلنا حتي أنتم أيها الصوفية - مع التحفظ علي هذا المسمي السامي - قالوا إنما نحن مثلهم وكله في حب مصر. عن أي مصر تتحدثون أيها السادة أجمعون؟ أي حب هذا الذي تهرولون به وتلهثون به في ميدان التحرير، وتضربون أرجلكم ليعلم ما يخفي منكم، وما خفي أعظم؟!. هل حب مصر يكون بمثل هذه الهوجة التي تتمسح في كلمة مليونية، وقد فقدت مصدقيتها وبراءتها، وكل جماعة تنافس أختها بهوجة أكثر هوجائية، خطابكم مهزوز، ولغتكم ملحونة، وصوتكم نشاز، وشهادتكم مجروحة، لكنها قصعة (التورتة) التي تتزاحمون عليها ولن تكفيكم أبدا!. البلد لا تتحمل صدمات جديدة، فارحموها، تخلصوا من مصالحكم الخاصة الضيقة، فأنتم تستغلون هذا الوضع الاستثنائي أسوأ استغلال، وأنتم تعلمون، نا الذي نستفيده نحن أبناء مصر البسطاء والعقلاء من هذه الألاعيب البهلوانية، إنها قد تفيدكمفف نعم، لكننا قادرون علي الفرز، وحين تأتي ساعة الفرز هذه، ستتساقط الأقنعة، وستبدو الوجوه مثيرة للغثيان، ما تفعلونه عبث علي عبث ومثلكم يعبثون، ويعيثون في أرض مصر هتافا ساذجا، فهل باللحية والنقاب ستصبح مصر عظمي كما أعلن أحدكم؟ وهل بمواكب الخليفة ستحررون مصر كما تزعمون؟فحتي المشتغلون بالبحث عن وظيفة رئيس الجمهورية هم وجه آخر لنفس العملة، بعضهم يعلن أنه كان يحلم بها وهو في المهد صبيا، وبعضهم يتوهم أنه يمتلك خاتم سليمان لإنقاذ مصر. أيها الإخوة، لا إقصاء من أحد لأحد، فالعقل يرفض والمنطق أيضا، لكن ما هكذا يكون حب مصر، ومصر لاتستحق كل هذه (البهدلة) كل حرف من اسم مصر أعظم (مليون) مرة من ألاعيب (الحواة) التي تثير مليون إستنكار أكثر من مليون استفهام، فاحترسوا من (فرزنا) نحن الشعب المصري العبقري!. ثقافة الأسئلة: ما رأيكم في هذه الأغنية التي يغنيها من يسمي نفسه مطرب الثورة والتحرير، واسمه رامي عصام، وقد غناها أيضا في قناة الجزيرة بكل فخر وعذوبة والمذيعة تستحسن وتطلب المزيد تشفيا وبلاهة وجهالة: الجيش العربي في مصر ساكن في مدينة نصر يصحي من النوم العصر وبيشرب شاي بالليل !!! وعلي هذه الشاكلة يغني للجيش السوري والليبي واليمني بكل ما فيه من ثورية.. عجبي!. نفسي الأمارة بالشعر: لثم جبينك يارجلْ واطلع علينا وارتجلْ أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متي أضع العمامة تعرفوني قل ما تشاء فإننا لانجهلكْ من غير أن تضع العمامة نعرفك سيان ألا نسمعك أو نسمعك احمل عصاكَ وشق أروقة المحارمْ انفث وعيدك في شرايين المنابرْ صفر وجوه الناس في كل المساجدْ اجهض قلوب الخلق واعصف بالجماجم