عبد المجيد: من بين الأقدم بالعالم.. ودورها حيوي لنشر الثقافة الإسلامية 49598 مخطوطا في 60 ألف مجلد تضم الكتب النادرة لكبار العلماء تُعد مكتبة الأزهر الشريف واحدة من أهم مراكز الحفاظ علي التراث الإنساني في العالم، فهي واحدة من أقدم مكتبات العالم الحديث، حيث إن وجودها ونشأتها يرتبط بنشأة الجامع الأزهر نفسه؛ الذي يزيد عمره علي ألف عام، وقد شهدت المكتبة تطورًا كبيرًا منذ نشأتها فكانت في بدايتها تشغل قاعة واحدة في الجامع الأزهر، ثم نُقلت إلي المبني الحالي بالدّراسة عام 1995م،كما تشهد تطورًا وتحولًا آخر في استخدام التقنيات الحديثة في أداء خدماتها وأنشطتها المختلفة، وقامت بتنفيذ عدد من المشروعات العلمية والتعليمية التي تجعلها إحدي منارات الأزهر الشريف وأدواته الفاعلة في الحفاظ علي التراث العربي والإسلامي ونشر الثقافة الإسلامية. علوم متنوعة يؤكد عبد المجيد أحمد عبد اللطيف سالم، مدير مكتبة الأزهر الشريف أن عدد العناوين بالمكتبة وصل إلي مائة وعشرة آلاف عنوان، تأتي في ثلاثمائة ألف مجلد، وتشمل فنونا وعلوما متنوعة، تفوق الستين نوعًا: (فقه وشريعة وتفسير وقراءات وفلك وآداب وتاريخ وموسيقي وكيمياء وهندسة ولغات واقتصاد وسياسة.... وغيرها).. وأضاف أن عدد المخطوطات يصل إلي 49598 مخطوطا تتوزع علي 60 ألف مجلد، وهو رقم ضخم جدا تتميز به مكتبة الأزهر ولا يوجد في معظم المكتبات العالمية.. ويأتي هذا بالإضافة إلي الوثائق المهمة التي تصل إلي عشرة آلاف وثيقة قديمة، والدوريات التي تجاوزت 789 دورية، والخرائط القديمة النادرة التي تصل إلي 139 خريطة.. ويُتابع عبدالمجيد: أن المكتبة تشمل أيضًا قسما مهما للرسائل الجامعية المطبوعة، حيث يصل عددها إلي 11700 رسالة، و cd التي وصلت إلي 21600رسالة مرقمنة. لجنة الفحص وعن سؤال حول وجود لجنة لمراجعة كتب المكتبة وتنقيتها، يجيب عبد المجيد بأنه بالفعل توجد بالمكتبة لجنة مشكلة من قبل الأستاذ الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر تكون مهمتها فحص محتوي الكتب المهداة للمكتبة فحصًا دقيقا وإبداء الرأي الفني في مدي قبولها من عدمه واختيار ما يتفق منها مع منهجية الأزهر الشريف ووسطيته، وما عدا ذلك تتم إتاحته للباحثين المتخصصين وطلبة الدراسات العليا. ويضيف عن مدي الاهتمام بالكتب المترجمة باللغات الأخري: إن اهتمام مكتبة الأزهر بالكتب الدينية والشرعية ليس معناه أنها غير مهتمة بالكتب المترجمة والمكتبات الأجنبية، فنحن بصدد إنشاء قاعة خاصة بالكتب الأجنبية بمكتبة الأزهر الجديدة.. وعن نقل مكتبات أروقة الجامع الأزهر أوضح عبد المجيد أنه تم نقل جميع المقتنيات التي كانت توجد بداخل الأروقة، وبخاصة كتب المخطوطات، ومن أشهر هذه المكتبات (مكتبة الصعايدة- الشوام- الأحناف- الأتراك- المغاربة)، وأخيرًا نُقلت إليها مخطوطات المعاهد الكبري مثل: (معهد القاهرة، دمياط، الإسكندرية، الأحمدي). جهود الأستاذ الإمام وأشار عبد المجيد إلي أن للأستاذ الإمام محمد عبده أفضالا كبيرة علي المكتبة حيث لم يكتف الإمام بضم مكتبات الأروقة والحارات، بل دعا العلماء والكبراء إلي المشاركة في تكوين المكتبة، فاستجاب له الكثير من المشايخ والعلماء، وقاموا بإهداء مكتباتهم لتكون نواة المكتبة الأزهرية، ثم توالت بعد ذلك المكتبات المهداة والموقوفة علي مكتبة الأزهر، ومن هذه المكتبات:مكتبة سليمان باشا أباظة، مكتبة حليم باشا، مكتبة الشيخ محمد بخيت المطيعي، مكتبة الشيخ محمد الإنبابي، مكتبة الشيخ مصطفي العروسي، مكتبة الشيخ إبراهيم وأخيه عبد العظيم السقا، مكتبة إبراهيم بك حفظي، مكتبات الشيخ محمد الأمير، والشيخ عبد الحكم عطا، والشيخ محمد سلامة، مكتبة الشيخ حسونة النواوي، مكتبة الشيخ الجوهري، ومكتبة الشيخ محمد عبد اللطيف الفحام.. وهناك مكتبات أخري، مثل مكتبة الشيخ محمد حسنين البولاقي، وجزء من مكتبة مدرسة القضاء الشرعي، وتوالي إهداء أسر العلماء مكتباتهم إلي مكتبة الأزهر، ومنها جزء من مكتبة الشيخ إسماعيل صادق العدوي، ومجموعة من مخطوطات الشيخ محمد حسنين مخلوف، ومكتبة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، وجار العمل علي تسجيل وفهرسة مكتبة فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار الأسبق. المخطوطات المرقمنة وتابع مدير مكتبة الأزهر: توجد قاعة خاصة بالمخطوطات المرقمنة والرسائل الجامعية المرقمنة وخاصة أوائل المطبوعات.. ولهذا تعد المكتبة مركز إشعاع ثقافي وحضاري يحمل بين طياته تاريخ أمة كاملة، فالمكتبة تحوي بين جنباتها تاريخ علماء الإسلام بصفة عامة، وتاريخ علماء الأزهر بصفة خاصة، بالإضافة إلي جميع العلوم العصرية، فكل ذلك يجعلها مؤهلة وقادرة علي أداء رسالتها. وعن كيفية تقسيم المكتبة الأزهرية، أوضح أنه في عام 1994م نقلت محتويات مكتبة الأزهر إلي مبني المكتبة الجديد بحديقة الخالدين بالدّراسة والمكون من أربعة عشر طابقًا، ومنذ إنشاء المكتبة وهي تفتح أبوابها للطلاب الوافدين من جميع بقاع العالم من خلال ما تحويه من كتب مطبوعة ومخطوطة ورسائل جامعية في أكثر من 60 فنا من فنون المعرفة، وتعمل المكتبة علي تسليط الضوء علي الأنشطة الثقافية والتفاعلية للطلاب الوافدين من خلال إجراء مسابقات بين الطلاب الوافدين في حفظ القرآن الكريم والشعر والأدب علي أن يتم التوسع في هذه الأنشطة الثقافية داخل المكتبة الجديدة حيث يوجد بها مسرح كبير للأنشطة.