أشعر براحة كبيرة كلما تم تقديم احد مرتكبي الجرائم ضد الانسانية في أي بلد في العالم للمحاكمة حتي لو كان ذلك بعد عقود من ارتكابه جريمته.. يعطيني هذا الامل انه يوما ما سيدفع مجرمو الحرب الاسرائيليين والامريكيين وغيرهم ثمن جرائمهم ولو بعد حين. مؤخرا قضت محكمة في الارجنتين بالسجن مدي الحياة علي الجنرال المتقاعد هيكتور جامين و الكولونيل السابق هوجو باسكاريلي لارتكابهما جرائم ضد الانسانية في سجن الفسيوبيو حيث تعرض0052 ارجنتيني للتعذيب الوحشي بين اعوام 6791و 8791.كما سلمت باراجواي الطبيب السابق في الجيش الارجنتيني ميجور نوربيرتو اتيليو بيانكو للارجنتين الاسبوع الماضي لمحاكمته بتهمة الإتجار في الاطفال..كان الطبيب يرأس وحدة للولادة في مستشفي معسكر مايو.. قال شهود العيان انه شوهد يحمل اطفالا حديثي الولادة الي خارج المستشفي..الطبيب متهم ايضا بالاحتفاظ بابن الطبيبة سلفيا كوينتيلا وهي واحدة من 03 ألفا من المفقودين في عهد الطغمة العسكرية. وكانت الطغمة الحاكمة قد زجت بعشرات الالوف في مراكز تعذيب سرية وكانت سلفيا واحدة من المعتقلين في معسكرات الجيش.. وكانت حاملا في الشهر الرابع في عام 7791بعد ولادتها تم تخديرها و تقييدها مع عشرات الضحايا الاخرين ونقل الجميع وهم فاقدو الوعي الي طائرة رحلات عرفت برحلات الموت حيث كان يتم القاؤهم عرايا فوق المحيط الاطلنطي ليلا، 03 الف مواطن تعرضوا لتعذيب بشع قبل التخلص منهم .وكان يتم تقديم اطفال المسجونات الي أسر العسكريين للتبني. منذ الغاء قانون العفو الذي كان يحمي العسكريين من المحاكمة علي الجرائم التي ارتكبوها اثناء حكمهم تم تقديم 708 للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية وصدرت احكام علي212 فقط وهو ما يثير غضب اهالي المفقودين لبطء سير العدالة. يري الكاتب الامريكي كريس هيدجز ان هناك وجه شبه بين ما ارتكبه جنرالات الارجنتين والمسئولين الامريكيين.. فقد نجحت الدولتان في تقويض القانون.. واعيدت كتابة القانون لتقنين السلوك غير القانوني في بلديهما.. فامريكا في حربها ضد القاعدة انتهكت القانون و ملأت السجون بضحايا التعذيب واحتجزت الضحايا بدون محاكمة وتعاملت بقوانينها الخاصة المخالفة للقوانين الدولية والامريكية. فالتعذيب والسجن للمعتقلين لفترات طويلة بدون محاكمة والانتهاك لحقوقهم والخطف غير القانوني والاغتصاب والاختفاء والقتل العشوائي واغتيال المواطنين الامريكيين جزء من عالم امريكا السري.. حيث انتشرت مواقع احتجازات سرية معروفة باسم المواقع السوداء. ولا يختلف عهد بوش عن اوباما.. فاستخدام الطائرات بدون طيار أودي بحياة آلاف المدنيين الباكستانيين مع ان امريكا ليست في حالة حرب مع باكستان.. وهو عمل اجرامي. وهناك مائة معتقل علي الاقل ماتوا بسبب التعذيب في المواقع السوداء. مؤكد سيأتي يوم يدفع فيه مجرمو الحرب مثل بوش وتشيني ورامسفيلد وكوندوليسا رايس واشكروفت والمحامون الذين قننوا التعذيب مثلما دفع الجنرالات ثمن جرائمهم.