لم يعد هناك أي شك أن هناك أصابع خفية تعبث بأمن مصر الداخلي ولا تريد إستقراره . تؤكد ذلك الأحداث التي تتفجر بين الحين والآخر ، وخاصة تلك التي تستهدف بث الفوضي وإشاعة حالة الإضطراب والبلبلة في المجتمع . محاولات الوقيعة بين الشعب والجيش لا تتوقف ، وكلما فشلت محاولة كانت هناك أخري ، ومن قبل كانت محاولات الوقيعة بين الشعب والشرطة ، والتي أيضا لم تتوقف ، كما كانت محاولات الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد. العبث بأمننا الداخلي لا يتوقف علي إذكاء نار الفتنة في المجتمع ، وإنما يتخذ أشكالا متعددة أبرزها التشكيك بين سائر أفراد المجتمع ، بما يبث روح الفرقة والكراهية ، كذلك نشر الخوف والفزع من خلال الشائعات التي يتم ترويجها عن إنعدام الأمن والإستقرار، والتحريض علي إستمرار توقف الإنتاج ليزداد الوضع الإقتصادي سوءا !. مشكلتنا الحقيقية أن من يرتكبون هذه الجرائم ينجحون في إختراق صفوفنا ، كما ينجحون في إشاعة حالة عدم الإستقرار والعودة بنا إلي الخلف نتيجة الدفع بنا إلي مواجهة أزمات يتم صنعها لنا ، حتي نبتعد عن مواجهة أزماتنا الحقيقية والأحوج بالمواجهة !. عبورنا للمرحلة الحالية تحد كبير ، ولكنه ليس بالمستحيل !.