في زيارتي الاخيرة لبلدتي سمالوط بالمنيا دعيت لحفل زفاف احد ابناء البلدة وهالني ما شاهدت من عدد وأنواع السلاح التي كانت تدوي طلقاته ابتهاجا بالعروسين علي غير عادة أهل بلدي الطيبين، صحيح انه كانت تطلق بعض الاعيرة قبل ذلك ولكن ليست بهذه الكثافة والاستهتار لدرجة انك تري طفلا في الثانية عشرة يطلق الرصاص مع ابتهاج والده بذلك. وعندما ظهر لبعض اصدقائي انزعاجي الشديد من هذا الامر قالوا اذن ماذا تقول اذا شاهدت مدفعا محملا علي سيارة بشريطه الطويل من الطلقات يدوي وبنادق الليزر تزين سماء العرس بطلقاتها واجمعوا علي ان ذلك اصبح ظاهرة عامة في جميع الافراح. هذا ما يحدث في المدينة فما بالك بما يحدث في القري البعيدة عن أعين مركز الشرطة. ووجدت استياء عاما عند الجميع حتي ممن انضموا الينا بعد ذلك وكان منهم من آتي لتوه من عرس هربا من كمية الطلقات التي تطلق فيه. وسؤالي الي اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية لقد منحت الفرصة لتسليم الاسلحة فكم عدد الذين امتثلوا لذلك القرار وسلموا أسلحتهم عن طيب خاطر؟. انني اجزم انهم ليسوا بالكثيرين وانت رجل صعيدي وتعلم مدي عشق الصعايدة القديم للسلاح وانه من باب الوجاهة والتفاخر وهل ننتظر حتي تقع الواقعة في احد بلاد القطر. يا سيدي ان كانت هناك نية لتجديد هذه الفرصة التي شارفت علي الانتهاء- كعادتنا في معظم القرارات فلا داعي لذلك وضع خطتك من الان- ان لم تكن قد وضعتها- علي قيام الحملات المكبرة يدعمها رجال الجيش لضبط هذه الانواع من السلاح والتي ستغنيك عن شراء اسلحة بدلا من التي سرقت او علي الاقل عودة السلاح المسروق. واعلم انك ستجد عونا كبيرا من الله أولا ثم من المصريين الشرفاء وذلك حينما يرون جدية تطبيق القرار وانه لا فرق بين هذا وذاك، واصدر قرارتك للسادة مديري الامن ولرجالك الشرفاء الا يتكاسلوا وان يسعوا جاهدين للقضاء علي هذه الظاهرة التي باتت تسبب رعبا للصغير والكبير وليعلموا انهم لا يبغون من وراء ذلك الا وجه الله والامان لمصر.. حماك الله يا مصر