نعم هناك مئات الألوف الذين يحتشدون في ميدان التحرير وفي بعض الساحات بالمحافظات وقد يصل عددهم الي المليون او المليونين. لا جدال انهم يستحقون الاحترام لاشخاصهم وبما يطالبون به ولكن هناك ايضا عشرات الملايين الذين يشكلون تعداد شعب مصر الذي يتجاوز ال 58 مليون نسمة لابد ان نسمع لهم. ان لهذه الملايين التي لم تذهب الي الميادين والساحات والحريصة علي أمن واستقرار الوطن ونهضته لابد من ان تؤخذ في الحسبان. انها قد ايدت وتحمست للثورة وساندت ومازالت تساند مطالب الاصلاح والتغيير ومناهضة الفساد.. كما انها تتعاطف مع دعاوي القصاص والتي يجب ان تتم من خلال المحاكمات العادلة. ان توفير لقمة العيش لهم ولافراد اسرهم اهم ما يشغل بال قطاعات كبيرة من هذه الملايين. الشئ المؤكد ان الاطياف من هذه الملايين تهمها ان تكون الظروف متاحة امامهم لممارسة اعمالهاوان تتمكن من الحصول علي اجورها التي يحتاجونها للانفاق علي المستلزمات المعيشية ودون ان يخل ذلك بتطلعاتهم الي حياة سياسية حرة وسليمة تفتح طريق التقدم امام وطنهم. انهم يرفضون تعطيل مواقع الانتاج والخدمات وبالتالي الاضرار بمصالح المواطنين والوطن. هذه الملايين الهائلة تقدر المسئولية من كل جوانبها سواء الخاصة أو الوطنية ولا ينقصها الانتماء الوطني الذي يجعلها تقلق وتخاف من التدهور لما وصل اليه حال الامن والاستقرار. لذا كان من حقها ان نسمع صوتها وان تدلي بدلوها فيما يجري. انها مطالبة بالتحرك كي يصل صوتها للجميع عاليا مدويا وان تتاح لها كل الفرص لان تقول كلمتها. لا جدال ان هذه الملايين ومن خلال الاستقراء الصحيح والسليم لمشاعرها واحاسيسها وارائها تؤيد وتتجاوب مع كل ما جاء في البيان الاخير للمجلس الاعلي للقوات المسلحة والذي تأخر كثيرا وادي الي تصعيب مهمة معالجة الموقف وليس استحالتها. لقد كان علي هذا المجلس الذي نحترم ونقدر التفويض الذي ارتضاه الشعب والثوار ومنحه حق ادارة شئون الوطن ان يتخذ منذ البداية كل الاجراءات اللازمة لتأكيد هذه المسئولية. ان هذا القبول الشعبي لم يأت من فراغ وانما مصدره الرئيسي وقوف القوات المسلحة التي يمثلها هذا المجلس في صف الثورة منذ اللحظات الاولي وانه لولا هذا الموقف ما كان قد تحقق النجاح لهذه الثورة وماكان قد سقط النظام واصبح الطريق ممهدا للتغيير والاصلاح. كان لابد من مراعاة المثل البلدي الحاكم في مثل هذه الاحوال والقائل »ان المركب الذي فيها ريسين يغرق«.. ولاننا لا نريد لمصر ان تغرق فإننا ندعو عشرات الملايين الحريصين علي مصلحتهم ومصلحة الوطن ومستقبله ان يقولوا كلمتهم مدوية بتجديد الثقة في القوات المسلحة ومجلسها الاعلي حتي اقامة الدولة المدنية وعلي رأسها رئيسها المنتخب ويتم وضع البلاد بأمان علي الطريق السليم للديمقراطية. لابد لهذه الملايين التي تذوب حبا في مصر ان تتصدي بقوة وحزم لدعاة الفوضي وعدم الانضباط وان تكون هناك وقفة حازمة مع المطالبين باعطاء القانون اجازة اجبارية. علي هؤلاء الملايين ان يرفعوا صوتهم عاليا وان يكون لهم دورا في الحفاظ علي مصالحهم واستقرار الوطن. عليهم ان يكونوا جنودا مخلصين لثورة الاصلاح والتغيير وليس دعاة للتسيب والفوضي والانهيار الاقتصادي. عليهم مساندة كل الجهود الوطنية المخلصة كي يعبر الوطن هذه المرحلة الصعبة. ان تحركهم ضروري لانقاذ الثورة من ان تنتكس نتيجة تواصل مظاهر الفوضي وعدم الاستقرار. ان علي هذه الملايين الوجلة الخائفة القلقة علي مصير هذا الوطن ان تدافع عن حقوقها وعن ثورتها بعد ان تم اسقاط النظام الذي سقط بالفعل . يجب مقاومة المحاولات المشبوهة لاسقاط الدولة المصرية التي لا يمكن ان يكون لها وجود في ظل الفوضي وغياب الامن والامان وعودة عجلة الحياة والانتاج الي الدوران.