يمثل البترول والغاز الطبيعي العصب الرئيسي والعمود الفقري للاقتصاد المصري.. لكن تآكل المنشآت المعدنية البترولية يعد من أكبر المخاطر الهندسية والاقتصادية التي تواجه هذا القطاع المهم في مصر والعالم.. حيث تشمل هذه المنشآت المعرضة للتآكل ملايين الكيلومترات من خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي والمنتجات البتروكيميائية فضلا عن مشاريع أخري تحت الأرض كالخزانات الأرضية وشبكات توزيع المياه، ولهذا جاءت الحاجة لحماية هذه المنشآت البترولية من التآكل.. الدكتور محمد دياب أستاذ الكيمياء الفيزيائية والكهربية بمعهد بحوث البترول وأستاذ زائر بجامعة سالنتو بإيطاليا والمحكم الدولي بالعديد من المجلات العلمية الدولية ابتكر طريقة جديدة لحماية هذه المنشآت من التآكل أطلق عليها »الحماية الكاثودية».. نتعرف علي تفاصيلها في الحوار التالي.. في البداية ما العوامل التي دفعتك للبحث عن طريقة لحماية المنشآت البترولية من التآكل؟ - يعتبر التآكل في المنشآت البترولية من المشاكل بالغة التعقيد بسبب تعدد مكونات البترول الخام، ويحدث التآكل ببطء شديد وهدوء لكن الخسائر التي يسببها تفوق التصور فمنها خسائر مادية واقتصادية ومنها صحية وبيئية. إن ما يتلف من خطوط نقل المواد البترولية ووحدات التخزين والمنشآت المعدنية سنويا بسبب التآكل يقدر بملايين الدولارات، فقد تؤدي هذه العملية إلي إيقاف مجمعات إنتاجية ضخمة أو انخفاض مستوي الإنتاج وجودة المنتج وأعطال مستمرة تسبب خسائر مرتفعة. وما الفكرة الرئيسية لأبحاثك في هذا المجال؟ - تعتمد فكرة الأبحاث علي منع تسرب التيار الكهربائي من المنشآت إلي البيئة المحيطة بها ومن هذا المنطلق يمكن منع حدوث التآكل وذلك بجعل سطح المنشآت المعدنية بكامله كاثودا بالنسبة لمحيطه ومن هنا جاءت تسمية الحماية الكاثودية. والأساس العلمي لعملية الحماية الكاثودية يعتمد علي ربط المنشآت البترولية المراد حمايتها بمصدر خارجي للتيار المستمر حيث تصبح كاثودا (قطب سالب) وفي الطرف الآخر من الدائرة يوجد أنود (قطب موجب) وفي هذه الحالة يتم منع تواجد مساحات أنودية علي سطح المنشآت البترولية المراد حمايتها وبذلك لا يحدث التآكل. كيف يمكن تحقيق الحماية الكاثودية للمنشآت البترولية؟ وما مزايا هذه الطريقة؟ - يمكن ذلك عن طريق استخدام تيار كهربائي مستمر خارجي مدفوع وهذه الطريقة تستخدم لحماية التراكيب والمنشآت المعدنية المدفونة تحت الأرض أو المغمورة في الماء أو في الخرسانة. ومن مزايا هذه الطريقة التحكم في تيار الحماية وفي حماية المنشآت في الأوساط عالية المقاومة وكذلك لحماية المساحات الكبيرة المتسعة. واستخدام الآنودات المضحية وفي هذه الحالة لا يستخدم مصدر كهربائي خارجي لدفع التيار وإنما يتم استخدام أنودات مضحية وهي معادن تكون أكثر نشاطا من المعدن المراد حمايته وتقع أسفل منها ضمن ترتيب السلسلة الكهروكيميائية. وقد قمت بتطوير العديد من التركيبات الجديدة من طلاء الإيبوكسي والألكيد والبولي آنلين والبولي يوريثين واستخدامها لحماية المنشآت البترولية. وتتميز التركيبات الجديدة بكفاءة اعلي من التركيبات التقليدية بالإضافة إلي انها غير ملوثة للبيئة. إضافة إلي تطوير الطرق التقليدية في حماية المنشآت البترولية المراد حمايتها عن طريق تخليق العديد من السبائك الجديدة التي تركب بجوار المنشآت البترولية حتي تعطيها الحماية المطلوبة بتكاليف أقل مع كفاءة تصل إلي خمس عشرة سنة. ما أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مشوارك العلمي؟ - لقد حصلت علي العديد من الجوائز لكني اعتز جدا بحصولي في عيد العلم 2017 من علي نوط الامتياز من الدرجة الأولي من رئيس الجمهورية تقديرا لإنتاجي العلمي المميز وهذا يدفعني للمزيد من البحث لخدمة. كما فزت بجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاساسية العلوم الكيميائية 2015 وجائزة الدولة للإبداع العلمي والتكنولوجي في مجال الهندسة الكيماوية وتطبيقاتها لعام 2010 أيضا حصلت علي جائزة الدولة للأفراد والهيئات (أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا) في كيمياء تآكل الفلزات ومنع تآكلها 2016 كما اشتركت بالعديد من الأبحاث العلمية العالمية مع الكثير من المؤسسات البحثية العلمية في الكثير من دول العالم.